صحيفة: حماس أبعد عن تركيا وإيران وسوريا وأقرب إلى روسيا
صدى نيوز -يلاحظ المراقبون الغربيون نموًّا في اتصالات حلقات مهمة في موسكو في المستوى الدبلوماسي مع شخصيات وأطياف فلسطينية متعددة في المنفى وأيضا شخصيات في داخل فلسطين ومن المرجح ان اتصالات جرت عبر مكتب حركة حماس في كل من اسطنبول وبيروت في الآونة الأخيرة.
هذه الاتصالات قد تؤدي إلى تشكيل وفد يمثل حركة حماس ويزور موسكو في وقت لاحق من شهر ايلول المقبل في زيارة قد تكون هي الأولى من نوعها، وكشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن الجانب التركي لعب دورا في رعاية حلقة من الاتصالات بين المستوى السياسي في حركة حماس وممثليها في الخارج وبين بعض المسؤولين البارزين في الخارجية الروسية.
ولم يعرف بعد المدى الذي يمكن أن تصل إليه اتصالات روسية مع قياديين في حركة حماس وتردد عبر منابر الالكترونية بان رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنيه قد يترأس وفدا لمقابلة مسؤولين بارزين في الخارجية الروسية من بينهم بوغدانوف المستشار المرتبط بالقضايا العربية في مقر الخارجية الروسية.
وفي الوقت ذاته تنبّهت العديد من الدوائر الى اللغة النقدية التي استخدمها في عمان القيادي البارز في حركة حماس خالد مشعل تحت عنوان توجيه ملاحظات نقدية حادة إلى ما أسماه بالتدخل الايراني بفصائل المقاومة و الوضع الميداني في قطاع غزة إضافة إلى اشارات لها علاقة بالنظام السوري تؤسس انطباعا بأن العلاقات بين حركة حماس وحكومة دمشق قد لا تعود قريبا خلافا لتقارير وتنبؤات إعلامية تحدّثت في وقت سابق عن وساطة يقوم بها حزب الله حصرا.
ونقلت العديد من الأوساط والنخب السياسية الأردنية عن خالد مشعل القيادي في حماس قوله مؤخرا بأن القرار في الحرب الأخيرة التي استمرت لثلاثة ايام وتورطت بها منظمة الجهاد الاسلامي صدر بصورة غير مستقلة وطنيا مع الإشارة إلى أن قرار الحرب والنطاق العملياتي اتخذ من طهران، وهو أمر لا تُرحّب به حركة حماس وتعتبره نوع من التدخّل في الشؤون الداخلية لفصائل المقاومة وإن كانت الحركة قد سعت إلى احتواء خلافات برزت في الميدان وغرفة العمليات مع حركة الجهاد الإسلامي.
ويفترض بالطاقم السياسي لحماس أن يعزز موقعه في خارطة الإقليم مع بعض الدول العربية مثل قطر والأردن ومصر والإمارات بسبب المواقف النقدية للتدخّلات الإيرانية في قطاع غزة وخصوصا عبر منظمة الجهاد الإسلامي التي لا تعتبر من المنظمات المفضلة لا في مصر ولا في الأردن.
وبنفس التوقيت تخوض حركة حماس بالتحديات المرتبطة بكيفية تقاسم الأدوار فيها ورسم ميزان مصالحها بعد ملاحظات حيوية عن تقلّص تمثيلها في الأراضي التركية حصرا ولكن العلاقات مع أنقرة واسطنبول لا تزال موجودة والاتصالات يحافظ عليها الطرفان وان كان الرهان على البقاء في الحضن التركي بالنسبة لقادة حماس يبدو مؤخرا أنه تقلّص إلى حدوده الدنيا.
مصدر: رأي اليوم