«فيفا النزيه» يلجأ إلى القضاء السويسري
رام الله - صدى نيوز - وجبة دسمة من الوثائق والتقارير حوّلها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى المحاكم السويسرية، لتبدأ دورة جديدة من التقصّي والتحقيقات وفصول حبس الأنفاس كما يُنتظر.
وأكد «فيفا» أنه أنهى التحقيق الداخلي الذي بدأ في حزيران (يونيو) 2015، كما أورد على موقعه الرسمي. وعلى الفور، أعلن مكتب المدعي العام السويسري ووزارة العدل الأميركية فتح تحقيقات في مزاعم في شأن سوء سلوك إجرامي ورشوة وفساد في عالم كرة القدم، خصوصاً أن الاتحاد الدولي وافق مسبقاً، ومنذ اندلاع الأزمة، على أن تكون التقارير متاحة للسلطات الأميركية أيضاً، وبعدما كان لمكتب التحقيقات الفيديرالي ووزارة العدل اليد الطولى في التوقيفات التي سبقت انتخابات «فيفا» في أيار (مايو) 2015، وأدّت إلى الزلزال الذي أطاح رؤوساً كبيرة في مقدمها رئيسا الاتحادين الدولي والأوروبي السابقان السويسري جوزف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني.
فعلى مدى 22 شهراً، استعرض «فيفا» في تحقيقاته و «تنقيباته» أكثر من 2.5 مليون وثيقة. كما أجريت مقابلات مع شهود رئيسيين. وباستخدام الأدلة التي تم الحصول عليها من استعراض الوثائق ومقابلات الشهود ومقارنتها، أعدَّ مستشار «فيفا» الخارجي تقارير استقصائية حول قضايا ذات أهمية رئيسة لكل من السلطات السويسرية والأميركية، علماً أنها أحيلت إلى السلطات السويسرية، وتضم أكثر من 1300 صفحة، فضلاً عن أكثر من 20 ألف صفحة من المستندات.
وأقرّ مكتب المدعي العام السويسري بتعاون «فيفا» الوثيق والمستمر. وجدد رئيس الاتحاد الدولي السويسري جياني إنفانتينو، أن «فيفا ملتزم إجراء تحقيق كامل وشامل في الوقائع، حتى نتمكّن من محاسبة المذنبين داخل نطاق كرة القدم والتعاون مع السلطات»، مضيفاً: «استكملنا هذا التحقيق وسلَّمنا الأدلة إلى السلطات التي ستواصل متابعة الذين اغتنوا وأساؤوا استغلال مواقع الثقة في مجال كرة القدم»، مؤكداً أن «تركيز فيفا سينصب على اللعبة والجمهور واللاعبين في مختلف أنحاء العالم».
وأوضح الاتحاد الدولي أنه «نظراً لاستمرار التحقيقات الجنائية من قِبل مكتب المدعي العام السويسري ووزارة العدل الأميركية، فإن إعلان النتائج التي خلصت إليها تحقيقاتنا الداخلية أو التعليق عليها يظل مقيّداً قانوناً». كما أفاد بأن النتائج استخدمت لإجراء تغييرات محددة على وظائف الحوكمة والامتثال والمالية داخل أروقته، على أن يُصدر في نهاية نيسان (أبريل) الجاري تقريراً مفصّلاً يلخّص هذه التغييرات.
وكان إنفانتينو أطلع مجلس «فيفا» على آخر الخطوات العملية التي اتخذتها إدارته من أجل معالجة المسائل العالقة والمرتبطة بالحوكمة والمراقبة المالية. وذكر أن مبادرات عدة أنجزت، ولا تزال أخرى قيد الإنجاز مرتبطة بمسابقات كأس العالم (حجز التذاكر)، وهيكلة اللجنة المحلية المنظمة من أجل تنظيم البطولات، وعملية الترشّح بالنسبة إلى البلدان المستضيفة، إضافة إلى الآليات التي يتعاقد من خلالها «فيفا» مع شركائه التجاريين وتوزيع تمويل تطوير كرة القدم للاتحادات الأعضاء.
كما ناقش إنفانتينو الخطوات المتخذة لمعالجة مسائل مرتبطة بالتجاوزات المتعلقة بالرواتب والتعويض ونفقات الإدارة عموماً. وقال: «نحتاج إلى عملٍ أكبر لجعل فيفا منظمة أكثر قوة، ونُطبق الإصلاحات التي صادق عليها الكونغرس (الجمعية العمومية)».
يذكر أن «فيفا» أبرم اتفاقاً مع «سبورتردار» لخدمات النزاهة، ستوفّر بموجبه حزمة متكاملة من خدمات الرصد والتعليم والاستخبارات في سبيل تعزيز نزاهة اللعبة.
وستستخدم سبورتردار، الناشطة عالمياً في مجال الكشف عن التلاعب بنتائج المباريات والوقاية من هذه الظاهرة، نظامها الحائز على جوائز عدة. وهو يحدد أي سلوك مشبوه ويحلله في إطار المراهنات أو أي نمط من الأنماط المعتمدة لهذه الغاية. وسيتعاون «فيفا» في شكل وثيق مع الاتحادات القارية التي تضم الاتحادات الوطنية لضمان إحالة أي نتائج في هذا الصدد إلى المنظمات المعنية ودعم أي إجراءات متابعة أو تأديب ذات صلة.
وفضلاً عن خدمات المراقبة والكشف، سيكون في إمكان «فيفا» الاستعانة بخبراء استخبارات وتحقيق تابعين لـ «سبورتردار»، التي ستوفّر حلولاً قائمة على التعليم الإلكتروني وتطبيقاً يمكّن اللاعبين والمدرّبين والموظفين من فهم أهمية حماية نزاهة اللعبة واستيعاب تداعيات الأنشطة الاحتيالية، والإبلاغ سراً عن حالات تنذر بخطر.