العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا: موسكو تقرّ بالانسحاب من ليمان
صدى نيوز - وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستعادة مدن أخرى في منطقة دونيتسك، وحذّر المسؤولين الروس من أن يصبحوا "أكباش فداء"، وأقرّت موسكو بالانسحاب من مدينة ليمان، وسط ترحيب أميركي بالتقدم الأوكراني.
وقال زيلينسكي -في كلمة مصورة مساء السبت- "العلَم الأوكراني مرفوع بالفعل في ليمان بمنطقة دونيتسك. ما زال القتال مستمرا هناك".
وأضاف "خلال هذا الأسبوع، رُفعت أعلام أوكرانية جديدة فوق دونباس"، وهو إقليم يضم منطقة دونيتسك، وتابع "سيُرفع مزيد من الأعلام خلال الأسبوع المقبل".
وتحدث الرئيس الأوكراني عن المسؤولين الحكوميين الروس بأنهم بدؤوا بتبادل الاتهامات فيما بينهم، كما أنهم يتهمون جنرالات جيشهم بالإخفاق، معتبرا أنها إشارة الإنذار الأولى التي ينبغي سماعها على كل مستويات الحكومة الروسية.
كما وجّه زيلينسكي خطابه إلى المواطنين الروس، قائلا "ما دمتم لم تحلوا مشكلة الشخص الذي بدأ كل شيء، الذي أشعل هذه الحرب المجنونة ضد أوكرانيا، فستُقتلون واحدا تلو آخر وتصبحون أكباش فداء، لأنكم لا تقرون بأن هذه الحرب هي خطأ تاريخي"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من ناحيتها، كتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر: "قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك"، وأرفقت التغريدة بمقطع فيديو يُظهر جنديين أوكرانيين يلوحان بالعلم الوطني ثم يعلقانه إلى جانب لافتة كُتب عليها "ليمان" عند مدخل المدينة.
وقال سيرغي غايداي حاكم إقليم لوغانسك -في تغريدة- إن القوات الأوكرانية أغلقت جميع طرق مغادرة ونقل الذخيرة إلى الروس.
وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني أعلن -في وقت سابق- إحكامهم السيطرة على جميع الطرق اللوجستية في مدينة ليمان، مؤكدا أن الممرات وطرق الإمداد للقوات الروسية تقع تحت سيطرة نيران المدفعية الأوكرانية، علما بأن القوات الروسية سيطرت في مايو/أيار الماضي على هذه المدينة الإستراتيجية.
انسحاب روسي
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الانفصالية المتحالفة معها انسحبت إلى "مناطق أكثر فائدة من ميناء كراسني بمنطقة دونيتسك، بسبب التهديد الأوكراني بالحصار".
وأضافت -في بيان- أن قواتها دمرت في يوم واحد أكثر من 200 وحدة عسكرية من القوات المسلحة الأوكرانية في هذا الاتجاه.
وكان بوتين أعلن الجمعة أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية باتت روسية، وأن سكانها باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد، وذلك عقب استفتاءات نظمتها موسكو لاقت رفضا واسعا من كييف والغرب وحتى الأمم المتحدة.
ترحيب أميركي
وفي وقت مبكر من فجر الأحد، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا بشأن دفاع كييف المتواصل عن سيادتها، حيثث أكد بلينكن أن بلاده ستواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة أراضيها من خلال تعزيز موقفها عسكريا ودبلوماسيا.
كما أكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستحترم دائما حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا.
وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن ونظيره الأوكراني بحثا أحدث جهود روسيا "غير القانونية" لتغيير حدود أوكرانيا بالقوة.
كما بحث الوزيران ما سمته الخارجية الأميركية بالفظائع المتزايدة التي ترتكبها القوات الروسية ضد الشعب الأوكراني، وتطرقا للجهود المبذولة لإيصال الحبوب الأوكرانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم، وضمان سلامة المنشآت النووية الأوكرانية.
ومن ناحيته، رحّب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -السبت- بسيطرة أوكرانيا على ليمان، وقال في مؤتمر صحفي في هاواي "بالتأكيد إنه أمر مهم. ما نراه الآن يشجعنا جدا".
وأشار أوستن إلى أن ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي استخدمتها روسيا لدفع قواتها وعتادها إلى الجنوب والغرب، مع مواصلة الحرب التي بدأت قبل أكثر من 7 أشهر.
وقال أوستن "من دون هذه الطرق سيكون الأمر أكثر صعوبة، لذا فإنه يمثل نوعا من المعضلة بالنسبة للروس للمضي قدما".
واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن هذه الخطوة تؤكد أن الأوكرانيين يواصلون إحراز تقدم، كما رفض تخمين ما قد تؤدي إليه من تصعيد محتمل.
وفي نفس السياق، قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلس إن بلاده تبحث كيفية تقديم الدعم لأوكرانيا لتكون في وضع يمكنها في النهاية من حل الصراع وفقا لشروطها.
وأضاف "هذا ما يجب أن يكون هدفنا. العدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللنظام العالمي"