العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا: موسكو تتقدم للسيطرة على مدينة إستراتيجية
صدى نيوز - تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي ببسط السيطرة الكاملة على المناطق التي تم تحريرها وضرب مواقع القوات الأوكرانية.
وأعلنت سلطات جمهورية القرم الموالية لروسيا تمديد العمل بحالة الطوارئ كما حددت موعد البدء بإصلاح جسر كيرتش الذي يربطها بالبر الروسي بعد التفجير الذي استهدفه أمس السبت وتسبّب بانهيار أحد مساراته، في حين تحدثت كييف عن قتال عنيف تخوضه قواتها على تخوم مدينة إستراتيجية في دونباس بشرق البلاد.
وقالت سلطات القرم إن إصلاح الجسر سيبدأ فور انتهاء عمل المحققين، و"يمكن أن يكون ابتداء من اليوم"، كذلك أكدت وزارة النقل الروسية أن حركة القطارات عبر جسر القرم ستعود بدءا من مساء اليوم.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن التفجير الذي استهدف الجسر لم يوقع أي خلل في الإمدادات العسكرية للقوات الروسية في أوكرانيا.
وفي قرار اتخذته على خلفية الهجوم، مددت جمهورية القرم "المستوى الأصفر" لمواجهة ما سمته "خطر الإرهاب" في بعض مناطقها، حتى الـ23 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ونقلت وكالة "تاس" عن رئيس القرم سيرغي أكسيونوف أن إجراءات الوقاية من الأخطار الإرهابية ستتخذ في مناطق أرميانسك، ودزانكوي، وكراسنو بيريكوبسك.
اتهام روسي
في الأثناء، اتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما أوكرانيا بالمسؤولية عن الهجوم، ودعا إلى رد قاس على التفجير.
أما مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك فقال إن الشاحنة التي انفجرت أتت من موسكو، ملمحا إلى أن التفجير ليس سوى بلورة لخلافات روسية داخلية.
كما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الروسي مقتل 3 أشخاص في تفجير شاحنة على الجسر، وقال المكتب إنه تم تحديد هوية مالك الشاحنة، وإنه من سكان إقليم "كراسنودار" الروسي.
وأعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أن الحادث نجم عن تفجير شاحنة قرب قطار يسير على الجسر، وأدى التفجير إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود بالقطار.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما يفوّض جهاز أمن الدولة الفدرالي بتنظيم حماية النقل والعبور عبر جسر القرم.
وقد بثت وسائل إعلام روسية صورا من مدخل جسر القرم، تظهر عودة حركة السيارات على الخط غير المتضرر جراء التفجير على جسر كيرتش.
عدد معين للعبور
وأوضحت وسائل الإعلام الروسية أن ضباط الشرطة أكدوا أنه يُسمح بمرور 10 سيارات في المرة الواحدة، كي تتمكن الشرطة من إجراء التفتيش.
وكانت السلطات الروسية قد قالت إن التفجير أدى إلى دمار وانهيار جزئي في مساري عبور السيارات، وتسبّب في توقف حركة المرور على الجسر.
وقالت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إن الملاحة في مضيق كيرتش لم تتوقف.
ونقلت وكالة "تاس" عن سلطات القرم أنها أنشأت ممر نقل بريا بديلا من شبه الجزيرة إلى الأراضي الروسية عبر مناطق جديدة.
تعليق زيلينسكي
في غضون ذلك، أثنى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عمليات الأمن الأوكراني وجيش بلاده في جبهات الجنوب والشرق، من دون أن يحدد طبيعة تلك العمليات.
واستخدم زيلينسكي أخبار الطقس قائلا إن طقس أوكرانيا كان مشمسا اليوم، لكنه كان غائما في القرم لسوء الحظ، على حسب وصفه.
ميدانيا، قال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تخوض قتالا عنيفا جدا بالقرب من بلدة باخموت الشرقية ذات الأهمية الإستراتيجية والتي تحاول روسيا السيطرة عليها.
ورغم أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مساحات من الأراضي تبلغ آلاف الكيلومترات المربعة في الهجمات المضادة الأخيرة في الشرق والجنوب، فإن المسؤولين يقولون إن التقدم سيتباطأ على الأرجح بمجرد أن تواجه قوات كييف مقاومة أشد وطأة.
وحاولت القوات الروسية مرارا السيطرة على مدينة باخموت الواقعة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك. وتقع المدينتان في منطقة دونباس الصناعية التي لم تسيطر عليها موسكو بالكامل بعد.
وقال زيلينسكي "نحن نحتفظ بمواقعنا في دونباس، ولا سيما في اتجاه باخموت، حيث أصبح القتال صعبا وعنيفا جدا الآن"، وكرر مناشدته لحلفائه الغربيين من أجل توفير كميات أكبر من الأنظمة المضادة للطائرات.
قصف وقتلى في زاباروجيا
وتأتي هذه المناشدات في وقت تتهم فيه كييف القوات الروسية بإطلاق صواريخ على المدن الأوكرانية، باستخدام طائرات مسيّرة.
وقال مسؤول في بلدة زاباروجيا بجنوب البلاد إن صاروخا روسيا أصاب مبنى في ساعة متأخرة من مساء السبت، وأدى إلى مقتل 18 شخصا.
وتقع مدينة زاباروجيا التي يسيطر عليها الأوكرانيون في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وأعلنت موسكو ضمها مع أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
وتبعد نحو 60 كيلومترا شمال شرق محطة زاباروجيا للطاقة النووية التي سيطر عليها الروس منذ بداية مارس/آذار، وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفها منذ أشهر.