بعد اتهامها بالعمالة... جنى كشفت "حقائق خطيرة" في التحقيق
عربي ودولي

بعد اتهامها بالعمالة... جنى كشفت "حقائق خطيرة" في التحقيق

من مناضلة إلى مشتبهٍ فيها بالتعامل مع العدو الإسرائيلي!


رام الله - صدى نيوز - ثلاثة أسابيع مرت على اعتقال  الشابة جنى ب.ج. بتهمة الاشتباه بتعاملها مع إسرائيل، بعد رصد الأجهزة الأمنية اللبنانية اتصالات لها مع العدو الإسرائيلي. قضية جنى أثارت الرأي العام الفلسطيني واللبناني معاً، نظراً إلى علاقاتها القوية مع فصائل المقاومة الفلسطينية وترؤسها جمعية للدفاع عن القضية الفلسطينية وحصولها على جواز سفر شرفي فلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس. وبعد أسابيع على اعتقالها، ما جديد القضية ولماذا لم يصدرْ حتى اليوم أي بيان رسمي بشأن اعتقالها، فما هي المعلومات التي أدلت بها في التحقيق؟ 

الشابة المتهمة منذ لحظة توقيفها لم تنكر التواصل مع العدو الاسرائيلي، ولكن بحسب معلومات خاصة حصلت عليها "النهار" من التحقيق مع جنى، فإنها كشفت انه منذ "لحظة التواصل معها من قبل منذر الصفدي طالباً منها التعامل مع اسرائيل، أبلغت الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش بالموضوع، كذلك تواصلتْ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي بدوره كلف ضابط ارتباط في السفارة الفلسطينية في لبنان للتنسيق بينها وبين المجند الصفدي، حسب ما صرحت الشابة خلال التحقيق".

مصادر مطلعة على تفاصيل القضية أكدتْ لـ"النهار" أن جنى طلبت خلال التحقيق الكشف عن الكتاب الذي وقعته لدى الأجهزة الأمنية قبل اعتقالها، والذي يشير الى تكليف أحد الضباط اللبنانيين التنسيق معها ومع السفارة الفلسطينية في بيروت لمتابعة القضية، فكيف تكون الفتاة عميلة بعد تلك الاتصالات؟

وبحسب مصادر مطلعة على التحقيقات، فإن تأخير إصدار أي بيان من قبل الأجهزة الأمنية حول القضية، يثير التساؤلات، فلا "يمكن ان تطرح كل هذه الأسماء من قبل الفتاة وتؤجل القضية كل هذه الفترة من دون توجيه اتهام واضح وصريح"، وتساءلت المصادر "لماذا لم تستقبل أي جهة رسمية طلبات المحامين لإخلاء سبيل الفتاة، تحت حجة ان قاضي التحقيق العسكري خارج البلاد، مطالبين إما بإصدار اتهام للفتاة بالعمالة وسجنها، أو اطلاق سراحها، مستشهدين بقضية المسرحي زياد عيتاني المتهم أيضاً بالتعامل مع إسرائيل والذي أصدرت القوى الأمنية بياناً بعد ساعات من اعتقاله، فيما قضية جنى ما زالت في بداياتها، مشيرين في الوقت نفسه إلى تضارب المعلومات عند الأجهزة الأمنية وعدم التنسيق مع بعضها البعض، على الرغم من كشف جنى أسماء الضباط الذين تواصلت معهم وهم على علم بالقضية، أكان في السفارة الفلسطينية أم عند الأجهزة الأمنية اللبنانية".

مصادر رفيعة في السفارة الفلسطينية نفت الاتهامات، وقالت ان "الشابة لم تتواصل مع السفارة مطلقاً، وقد التقت السفير في موضوع يخص جمعيتها"، نافية كل ما أدلت به جنى في التحقيق. وتساءلت المصادر "لو كان كلامها صحيحاً لماذا لم يوجه إلينا أي سؤال من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد أسابيع من اعتقالها؟".

أطراف سياسية عدة دخلت على خط القضية، بحسب مصادر العائلة، والتي اعتبرت أن الشابة بريئة ولا يمكن ان تكون عميلة لإسرائيل في قضية لطالما دافعت عنها، مستشهدين بالتحقيق معها في إحدى زياراتها الخارجية حول علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية، ومطالبين في الوقت نفسه بإصدار بيان يوضح ما يجري للشابة واستكمال التحقيق معها مع عودة قاضي التحقيق من سفره.

ما بين نفي السفارة، ودفاع العائلة والأصدقاء، وما أدلت به جنى خلال التحقيق، تضارب في المعلومات بين فتاة متهمة بالعمالة وأخرى تحاول أن تساعد قضيتها الأساس ولكن بطرق أقرب إلى الأفلام البوليسية. وتبقى الكلمة الفصل للقضاء.

النهار اللبنانية