قلق أردني من الحكومة الاسرائيلية الجديدة وإمكانية تغيير الوضع القائم بالأقصى
صدى نيوز - ذكرت وسائل الاعلام العبرية اليوم السبت بأن المملكة الأردنية الهاشمية، ربما تكون الدولة الأكثر قلقًا بشأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد أن تمكنت حكومة بينيت-لابيد المنتهية ولايتها من استعادة العلاقات مع المملكة بعد فترة طويلة من التوتر والانفصال بين رئيس الوزراء المنتخب بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
ووفقًا للموقع، فإن هناك قلق للغاية في الأردن من أعماقهم بسبب الحكومة اليمينية، ولكنهم في العلن يحذرون ويقولون إنهم سيحكمون على حكومة نتنياهو بالأفعال.
وبحسب الموقع، فإن الأردن تخشى من أن كل الانجازات التي تحققت في العام ونصف العام الماضيين سوف تذهب هباًء، فهم لا يثقون بنتنياهو الذي يحاول نقل رسالة مطمئنة، وخوفهم الأكبر هو تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى والذي ينبع بشكل أساسي من أن يكون المتطرف إيتامار بن غفير وزيرا للأمن الداخلي وهو الذي يقود هذا التغيير حينها رغم النفي الإسرائيلي بذلك.
وأشار الموقع إلى تقارير صحفية عربية نشرت منذ أيام تشير إلى محادثة بين العاهل عبدالله الثاني ومجموعة من الصحفيين في لندن منذ أيام أبدى فيه قلقه من عودة نتنياهو ودونالد ترامب إلى الساحة السياسية ما سيلحق ضررا بالوضع الراهن بالأقصى، إلى جانب نقل المسؤولية عن الفلسطيني إلى الأردن.
وبحسب الموقع العبري، فإن التقديرات بأن العلاقات الأمنية بين الجانبين لن تتضرر حتى ولو أصبح المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزيرا للجيش، لكن الضرر المتوقع هو مفتاح العلاقة بينن عبدالله الثاني ونتنياهو الذي يبدو أنه يريد فرصة أخرى بعد الأزمات الحادة بينهما على مر السنوات الماضية.
وشهدت العلاقات الأردنية - الإسرائيلية خلال سنوات حكم نتنياهو العديد من التقلبات وكانت إحدى ذروات الأزمة حين اضطر نتنياهو لإلغاء زيارته إلى الإمارات في آذار 2021 بعد أن منعته المملكة من السفر عبر أراضيها وذلك رًدا على إلغاء حكومته زيارة لولي العهد الأردني للأقصى بسبب خلافات حول الترتيبات الأمنية هناك، وحينها قرر نتنياهو بغضب إبلاغ الأردن بأن المجال الجوي الإسرائيلي سيكون مغلقًا أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة.
ووقع حادث آخر في تموز 2017 بالسفارة الإسرائيلية بالعاصمة عمان، حيث قتل حارس أمن إسرائيلي أردنيين في شقة بمجمع السفارة بحجة محاولة طعنه، ما تسبب بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة وطلبت السلطات الأردنية باستجواب حارس الأمن الإسرائيلي، ورفضت السماح له بمغادرة المملكة، قبل أن يتمكن رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان بحلها بعد توجهه إلى عمان، واستقبل حينها نتنياهو حارس الأمن في مكتبه ونشر مقطع فيديو ما أثار غضباً شديدا في أوساط الأردنيين، وعلى خلفية هذه الأزمة أجبرت إسرائيل على إزالة الأجهزة الالكترونية التي وضعتها عن المسجد الأقصى بعد هجوم وقع هناك.
وخلال عهد حكومة بينيت - لابيد، تم استعادة العلاقات، وعقدت عدة لقاءات بين العاهل الأردني وبينيت ولابيد ووزير جيشهما بيني غانتس، وتم الاتفاق ع عدة مشاريع مشتركة، كما التقى عبدالله الثاني مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ منذ أيام على هامش قمة شرم الشيخ وأبلغه بقلقه من الضرر الذي قد يلحق بالوضع الراهن في الأقصى، خاصة في حال تم تعيين بن غفير وزيراً للأمن الداخلي.
وتم خلال قمة المناخ في شرم الشيخ التوقيع على اتفاقية الكهرباء مقابل المياه بين الجانب، وقال مصدر إسرائيلي إن الأردن لم يكن يريد التوقيع في ضوء المخاوف من نتائج الانتخابات الأخيرة، لكن نتنياهو اضطر لنقل رسائل مطمئنة لهم لدفعهم للتوقيع على الاتفاقية التي تأتي برعاية أمريكية وإماراتية كمشروع يتعلق باتفاقات أبراهام.