منظمة البيدر: التجمعات البدوية تخوض حرب المقاومة الديمغرافية
صدى نيوز - قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، أن قرار رئيس حكومة الاحتلال حول إرجاء ترحيل وهدم قرية"الخان الأحمر"، المقامة شرق القدس على الطريق المؤدي إلى أريحا، انما يمثل وجود عزم اكيد لدى الاحتلال لهدم تلك القرية،بهدف اقتلاعهم وازالتهم،وهو بمثابة حرب مفتوحة ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، حيث تمارس دولة الأحتلال سياسات الضغوط القصوى ضد البدو بهدف ترحيلهم، فلا عجب، اذ ان القلق الوجودي الذي يعاني منه المحتلون بات يتعاظم بشكل مستمر، وهو بالذات من يقف خلف قانون الدولة القومية الذي سنته اسرائيل، فتراها تعيش هوساً امنياً، رغم انها هي الاكثر تسلحاً كماً ونوعاً، سعياً منها للتفوق على جميع اعدائها الفعليين والمحتملين، كما انها تعيش باستمرار في حالة صراع ديمغرافي مع البدو الفلسطينيين ، حتى تكون الغلبة السكانية لها وليس للاخرين، فبات المواطن الفلسطيني تحديداً البدوي، الذي لا يملك من امره شيئاً هو من يدفع الفاتورة الباهظة من دمائه بمواجهته محتلاً شرساً ليلاً نهاراً ووقوعه تحت رحمة هجمات المستوطنين، حيث المقاومة هناك من نوع اخر يمكن تسميتها بالمقاومة الديمغرافية، التي هي في حقيقة الامر قنبلة موقوته في وجه المحتل، كل ذلك يحدث امام نظر العالم الذي يبدو وكأنه قد غسل يديه، تماماً مما يحدث متواطئاً وليس غافلاً يتخفى ويدفن رأسه تحت الرمال، بالتزامه صمتاً مطبقاً لا نعرف له اسباب، فلا هيئات حقوقية ولا منظمات دولية ،ولا حتى وكالات اعلامية، ترى فيما يحدث اليوم من اجرام وحشي بحق هؤلاء، ما يخدش الشعارات الانسانية والمعايير المهنية والحقوقية التي تتباهى بها هنا وهناك، ولا يستدعي حتى ولو بأضعف الايمان، ان تستنفر مثلاً وتدعوا مجلس الامن او الجامعه العربية لعقد جلسة طارئة، والتي من شأنها ان تبعد هستيريا عدوانها عن اولئك البدو المنكشفين أمام الإحتلال، فكأن هؤلاء شركاء في جرائم الحرب تلك..!
وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن البدو المحامي حسن مليحات، بان الاحتلال ومستوطنيه ينفذون هجمات متتالية ومتسلسلة وممهنجة ضد كل التجمعات البدوية في الضفة الغربية ابتداء من قرية الخان الاحمر في بادية القدس مرورا بعرب الكعابنة شمال غرب القدس،والتجمعات البدوية في مسافر يطا،والتجمعات البدوية في محافظة اريحا وطوباس،اوالتي يهدف الاحتلال من ورائها هو اقتلاع وتشريد التجمعات البدوية،ويخرجون حقدهم الدفين تجاه كل ما هو فلسطيني،ليعيد التاريخ نفسه بنسخته المعاصرة منذ ايام العصابات اليهودية في العام 1948،حينها اوكل جيش الاحتلال مهمة ارهاب المدنيين وقتلهم وتشريد للمستوطنين،بعد ان منحهم غطاء قانونيا واعلاميا والكثير من المال، وتهدف إسرائيل من خلال طرد بدو القدس من تجمعاتهم إلى تحقيق معادلة "أكبر عدد من الفلسطينيين على أقل مساحة من الأرض بدل المساحات الكبيرة التي يعيش البدو ومواشيهم عليها الآن"، وذلك لتفريغ محيط المستوطنات وجوانب الشوارع الإسرائيلية السريعة من أي وجود فلسطيني، وستلجأ سلطات الاحتلال لإخلاء التجمعات وفقا لسلم أولويات حددته مخططات المشاريع الاستيطانية، ويرجّح أمارة أن تكون تجمعات الخان الأحمر أولى محطات التهجير، لأن أمرا قضائيا صدر عن المحكمة الإسرائيلية العليا بذلك، كما ستكون تجمعات القدس البدوية التي تقع داخل نطاق،ما يسمى مشروع "إي1″ الاستيطاني (شرق واحد)، وعددها 13 تجمعا، على جدول الإخلاء بالإضافة إلى 12 تجمعا تقع بمحاذاة هذا المشروع الضخم الذي يعد جزءا من مخطط إسرائيل المعروف بـ"القدس الكبرى، وإن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من هذا المشروع إلى تدشين أكبر مطار في منطقة النبي موسى بين القدس وأريحا ليمر عبره 34 مليون مسافر سنويا، ويطمح إلى رفع عدد السياح إلى 12 مليون سائح كل عام، وستبنى لهم في هذه المناطق فنادق ومناطق تجارية، بالإضافة إلى منطقة صناعية وغيرها من المشاريع التي تضمن للسياح التجول من الساحل إلى غور الأردن من دون وجود فلسطينيين في المنطقة.
وأضاف مليحات، في منطقه تتشابك فيها سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري مع التواطؤ والصمت الدولي، كان لسكان التجمعات البدوية مسلوبة الهوية والاعتراف نصيب الأسد من المعاناة بتعرضها لمخطط اسرائيلي واضح المعالم والنوايا، يستهدف تهجيرهم ودفعهم الى ترك اراضيهم وقراهم،وذلك انسجاماً مع مخطط اسرائيلي يهدف الى التخلص من الوجود الفلسطيني على الارض الفلسطينية، بغية الاستيلاء على تلك المناطق وضمها للسيادة الاسرائيلية، فمن التواجد البدوي في الخليل جنوبا ثم القدس واريحا،ثم بادية رام الله ،وصولا إلى شرق طوباس، نرى مجتمعاً بدوياً متجانساً في ما يتعرض له من قمع وملاحقة وترحيل من قبل الجيش ومستوطنيه، فاسرائيل كانت عادلة تماماً في توزيعها للظلم على جميع سكان التجمعات البدوية الفلسطينية دون استثناء، حتى بات قاب قوسين او ادنى من اطلاق رصاصة الرحمه الاخيره على وجودهم وتشبثهم بالأرض.
وأستدرك مليحات، بأن استهداف هذه التجمعات البدوية وتنفيذ المخططات الاستيطانية ستعمل على إعادة ترسيم الحدود بعيدة المدى، وبذلك تبقى ممارسات الصمود اليومية على الأرض التي يبديها سكان التجمعات البدوية بصورة خاصة، عائقاً أمام المخططات الإسرائيلية لمحو سكان المنطقة، إلاّ إنها لن تستطيع الصمود طويلاً في ظل غياب الدعم المبني على خطط شاملة وبعيدة المدى لترسخ صمود السكان،مع تغيرات المواقف الدولية والإقليمية تجاه إسرائيل التي قد تشرعن الممارسات الاستيطانية في ظل غياب رؤى واستراتيجيات سياسية واضحة للمواجهة.