"فتح" ليست شيطانًا هي جزء من الشعب الفلسطيني.. عن الحرب الحزبية في الأقصى!
خـــاص صدى نيوز - أثار مقطع الفيديو الذي نشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، لمجموعة كبيرة من المصلين في المسجد الأقصى، وهم يلقون ما بأيديهم من زجاجات المياه وغيرها، تجاه شاب رفع راية حركة "فتح" بعد صلاة الفجر، الكثير من الجدل ما بين مؤيد ومعارض.
ولجأ بعض المعارضين لحركة فتح، بوصف ذلك عبر بعض الصفحات والمجموعات في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، لوصف ذلك بـ "رجم الشيطان الرجيم"، في خصومة سياسية مشابهة لتلك التي جرت خلال أحداث الانقلاب في قطاع غزة، وفي صورة تعبر عن جهل بالخصومة السياسية التي فاقت فلسطينيًا كل التوقعات منذ تلك اللحظة العصيبة التي مرت على الشعب الفلسطيني عام 2006.
وتشهد ساحات المسجد الأقصى في السنوات القليلة الأخيرة، حالة تجاذب سياسي كبيرة، حتى وصلت في بعضها إلى خلافات دينية مذهبية، ما بين مؤيد لجماعات تحمل الفكر السني الخالص، وبين بعض مؤيدي الشخصيات من المتشددين الذين يتبعهم البعض ويدعون لاتباع بعض العادات غير المألوفة من إصدار فتاوي دينية منها ما يتعلق بموعد الافطار والسحور في شهر رمضان، أو غير المتشددين من أصحاب الفكر الديني ممن يشككون في بعض الروايات الدينية المتعلقة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته، وهم أقرب للفكر الشيعي، كما تقول مصادر مقدسية مطلعة على الأوضاع داخل المسجد الأقصى وتتواجد باستمرار فيه، لـ "صدى نيوز".
يلجأ بعض الشبان باستمرار لرفع رايات حركة حماس ومن جديد عرين الأسود، وسط ترديد شعارات دائمة وأكثرها توجه لقيادة الجناح العسكري لحماس ممثلاً بمحمد الضيف، وهذه ربما درجت في السنوات الأخيرة بشكل أكبر خاصة بعد قصف القسام بالصواريخ لتل أبيب والقدس وغيرها، وبسبب التأييد الجارف الذي لا يمكن لأحد أن ينكره من قبل أهالي القدس وأراضي الداخل المحتل، لحركة حماس، بفعل نشاطات الحركة، وكذلك الحركة الإسلامية في الداخل، كما تقول المصادر لـ "صدى نيوز".
لكن المختلف عليه، هو محاولة إقصاء الآخرين، وهو ما ظهر في الحادثة الأخيرة التي وصفها البعض بأنها "معيبة"، بينما دافع البعض عنها واعتبرها طبيعية في ظل تراجع الموقف الفتحاوي ودور الحركة والسلطة الفلسطينية في مناطق القدس، وكذلك الداخل، إلى جانب الموقف السياسي الغائب عن واقع وتغير الظروف الميدانية والسياسية على الساحة الفلسطينية، وحتى العربية والدولية، كما تشير المصادر ذاتها.
وتشير المصادر إلى أن بعض الفصائل الأخرى لجأت لدفع أموال بسيطة لبعض الشبان من أجل ترديد شعارات ورفع صور لمسؤولين فيها ولشهداء وعناصر منهم.
وتضيف المصادر: حماس وحزب التحرير اختطفوا المسجد الأقصى من الشعب الفلسطيني، وباتوا يفرضون رؤيتهم السياسية والحزبية ويسوقون لها.
وبينت المصادر لـ "صدى نيوز"، أن عدد كبير من القيادة الفلسطينية يخشون التوجه للصلاة بالمسجد الأقصى خوفًا من مهاجمتهم من عناصر حماس وحزب التحرير، حيث كان سابقًا تم مهاجمة وزير الخارجيه المصري ومستشار الرئيس عباس، محمود الهباش.
وتابعت: عند إحياء ليلة القدر أول أمس، قام أفراد من حركة حماس وملثمين بإطلاق ألعاب نارية في المسجد الأقصى مما أثار استياء شديد لدى المصلين وذلك خوفًا من دخول قوات الاحتلال والتذرع بهذه المفرقعات واقتحام الأقصى.
مصادر من حركة فتح تقول لـ "صدى نيوز"، إن حادثة رجم الشاب لمجرد رفعه راية الحركة، ليست الحادثة الأولى التي تسجل في المسجد الأقصى، وسط حالة من التجاذب السياسي والديني داخل المسجد.
تقول المصادر، إنه في يوم الجمعة الرابع عشر من الشهر الجاري، التي وقعت فيها حادثة "الراية"، تم الاعتداء على سيدة من المرابطات بالأقصى لمجرد رفعها راية فتح.
ويبدو أن هذه الحالة القائمة في المسجد الأقصى، تحتاج لوقفة وطنية وإسلامية حقيقية لجمع لم الشمل من جديد، في ظل ما يتهدد المسجد من مخططات إسرائيلية عدوانية لا تتوقف على مدار الساعة.