هكذا تخسر "فتح" قوتها التاريخية أمام "حماس" في مخيمات الشتات!
تقارير مميزة

هكذا تخسر "فتح" قوتها التاريخية أمام "حماس" في مخيمات الشتات!

خــــاص صدى نيوز - لم تكن حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والتي اتهمت بالوقوف خلفها حركة حماس، مفاجئة للبعض من الفلسطينيين والمراقبين بشكل خاص لنشاطات الحركة المتوسع على مختلف الجبهات.

ورغم أن مصادر متطابقة أكدت سابقًا لـ "صدى نيوز"، أن حركة حماس لم تقف خلف إطلاق الصواريخ خاصة وأن قيادتها بأكملها كانت في ذاك الوقت متواجدة في بيروت، إلا أن البعض لا زال يعتقد أنها هي المسؤولة عن إطلاقها.

وبعيدًا عن الجدل حول ذلك، إلا أن هذه الحادثة تشير لمدى تطور العمل الذي تقوم به حركة حماس وتوسعها على حساب حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في مخيمات لبنان وبعض المدن مثل صور والتي يتواجد بها عدد لا بأس به من الفلسطينيين.

وبحسب مصادر فلسطينية من لبنان تحدثت لـ "صدى نيوز"، فإن حماس كسبت معركة مهمة في الصراع الذي دار لسنوات طويلة خلف الكواليس بالتوسع في الحضور الجماهيري داخل المخيمات سواء في لبنان أو سوريا ما قبل أزمة خروج الحركة من دمشق.

ووفقًا للمصادر، فإن حماس نجحت في تقديم مشاريع إغاثية وتنموية لصالح الفلسطينيين في تلك المخيمات والمناطق المختلفة، وهو ما أكسبها حضور جماهيري أكثر، واصفةً ذلك بأنه "مكتسب" وليست محاولة لشراء "ذمم". كما تقول.

وبينت أن حركة حماس خصصت صناديق لدعم الطلبة والعوائل الفلسطينية ماديًا إلى جانب تقديم مشاريع طبية وغيرها.

وقالت إن هذه المشاريع إلى جانب سياسة حركة حماس في تبني خيار المقاومة مقابل تراجع الخيار السلمي الذي تبنته حركة فتح وبعض فصائل المنظمة أدى إلى تفوق الأولى في كسب قلوب اللاجئين المشتتين بالمخيمات، خاصة وأنها (أي حماس) حافظت على اتصالات مع جهات لبنانية ونظمت لقاءات بشكل دائم مع المسؤولين في البلاد من أجل محاولة الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، في وقت كانت فتح وبعض فصائل المنظمة تحصر دورها في قضايا داخلية أقل أهمية. كما تقول المصادر لـ "صدى نيوز".

وفقًا لذات المصادر، فإن أيضًا فصائل أخرى منها الجبهة الشعبية، وكذلك الجبهة الشعبية - القيادة العامة، والجبهة الديمقراطية، انحصر دورها في تلك المخيمات مقابل صعود حركة حماس.

وتتبنى حماس في لبنان ومخيمات بلدان أخرى ومنها سوريا قبيل أحداث البلاد، نهجًا جديدًا في التوسع بتلك الساحات من خلال المشاريع التنموية والاغاثية وغيرها التي تقودها، وهو ما زاد من نفوذها حتى في تحسين علاقاتها وتطويرها مع دول عربية مثل الجزائر وغيرها حتى باتت تنافس حركة فتح والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على أن تكون في مقدمة الجهات المدعوة لمؤتمرات واحتفالات عربية وبعض الدولية.

ولا تكتفي قيادة حماس بهذه الأدوار، بل باتت تشكل خلايا عسكرية لمقاومة الاحتلال مثلما تشهد لبنان، وربما تشهد سوريا لاحقًا التي كان للحركة فيها مراكز لتطوير وتصنيع أسلحتها وتعليم عناصر لها من غزة من خلال تلك المراكز.

وبعيدًا عن حادث إطلاق الصواريخ من لبنان، فإن حادثة استشهاد الشاب حمزة شاهين بمخيم البرج الشمالي في شهر ديسمبر/ كانون أول 2021، والذي قالت إنه استشهد في مهمة جهادية، وتضاربت الأنباء حينها عن سبب استشهاده في انفجار وقع بالمخيم حينها.

ووفقًا لمعلومات صدى نيوز، فإن شاهين هو من مهندسي حركة حماس وجناحها العسكري، وكانت عائلته مستقرة في تركيا، بعد أن غادرت الأردن منذ سنوات بعد ملاحقته واعتقاله عدة مرات لدى المخابرات في عمان.

وخلال العامين الأخيرين يتواجد صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس، والرجل الذي تتهمه إسرائيل بإدارة العمليات العسكرية من خارج فلسطين وداخلها خاصة بالضفة الغربية، يتواجد باستمرار في لبنان بعد أنباء وتقارير عن أن تركيا طلبت منه مغادرة بلادها بطلب إسرائيلي، إلا أن مصادر قالت لـ صدى نيوز، أنه غادرها برغبة منه لمنع وضع تركيا في وضع محرج، كما أنه لتأمين حياته بعيدًا عن تحركات الموساد الإسرائيلي في البلاد، لكنه لا زال يتردد عليها وعلى الدوحة من حين إلى آخر.

ولوحظ في الآونة الأخيرة، وخاصة خلال الزيارتين التي قام بها هنية إلى لبنان مؤخرًا وقبل نحو عام، أنه لدى وصوله يحاول أن يظهر بموقف الرجل الجامع لقوى المقاومة، ويدعو قياداتها باستمرار إلى اجتماعات شاملة، وهو ما فسره مراقبون بمحاولة من حركة حماس لتثبيت قيادتها ورؤيتها على قوى المقاومة الأخرى ووضعها تحت جناحها كما فعلت في قطاع غزة.