ما هي قصة مبنى السفارة الأميركية في لندن الذي أغضب ترمب؟
عربي ودولي

ما هي قصة مبنى السفارة الأميركية في لندن الذي أغضب ترمب؟

رام الله - صدى نيوز - انتقلت السفارة الأميركية في لندن إلى الأضواء فور إعلان الرئيس دونالد ترامب عدم رضاه عن صفقة بيع مبناها بــ"ثمن بخس" وتشييد مبنى جديد للسفارة كلف الولايات المتحدة أضعاف المبلغ الذي قبضته من بيع المبنى القديم، في الوقت الذي حمَّل فيه ترمب المسؤولية عن "الصفقة السيئة" لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وألغى ترامب زيارته الرسمية التي كانت مقررة الى بريطانيا والتي كان مقرراً خلالها أن يفتتح المبنى الجديد للسفارة الأميركية، فيما جاءت المفاجأة في إعلان ترمب من خلال حسابه على "تويتر" بأنه ألغى الزيارة ليتجنب المشاركة في افتتاح المبنى الجديد، الذي هو نتاج "صفقة سيئة" تم إبرامها خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، وقال إنه ليس من "مشجعي إدارة أوباما".

ويشكل المبنى القديم للسفارة الأميركية بوسط لندن واحداً من المعالم المهمة في وسط العاصمة البريطانية، وهو ما جعل الخبير العقاري السابق وصاحب الأبراج الشاهقة في نيويورك، دونالد ترمب، يغضب من أجل بيعه ويعتبر أن التنازل عن هذا المبنى التاريخي كان بــ"ثمن بخس"، كما كتب في تغريدة على "تويتر".

وأغلق المبنى التاريخي والتقليدي أبوابه أمام الزوار والمراجعين والمواطنين اعتباراً من يوم التاسع من يناير الحالي، حيث تم نقل الدبلوماسيين وطاقم السفارة بالكامل إلى المبنى الجديد الواقع في منطقة "باترسي" المطلة على نهر التايمز في لندن، وهو مبنى عملاق ولافت للنظر وكلف الولايات المتحدة أكثر من 1.2 مليار دولار أميركي.

وبحسب المعلومات التي جمعتها "العربية.نت" من مصادر متعددة عن مبنى السفارة الأميركية القديم فقد تم بيعه لشركة "ديار" القطرية قبل عدة سنوات مقابل 431 مليون دولار، على أن يتم تسليم المبنى بعد الانتهاء من تشييد المقر الجديد للسفارة والانتقال اليه. وبلغت قيمة الصفقة

431 مليون دولار على الرغم من أن تقديرات الخبراء والمختصين كانت تشير إلى أن المبنى تصل قيمته الى 500 مليون جنيه إسترليني، أي 687 مليون دولار أميركي، بحسب ما أورد تقرير لجريدة "ديلي ميل" البريطانية اطلعت عليه "العربية نت"، وهو الأمر الذي يعزز من موقف الرئيس ترمب الذي اعتبرها "صفقة سيئة" ووجه اللوم لإدارة أوباما بخصوصها.

وبحسب المعلومات المتوافرة لدى "العربية نت" التي زارت مبنى السفارة الأميركية في وسط لندن، فهو يقع في "جروزيفنر سكوير" بمنطقة "مايفير" الفارهة وسط العاصمة البريطانية، كما يقع بالقرب من المبنى عدد من السفارات العربية والأجنبية المهمة، إضافة إلى عدد من أفخم وأشهر فنادق الخمس نجوم الموجودة في بريطانيا، وبالقرب من المبنى تقع حديقة "هايد بارك" الأشهر في العالم.

وتشير المعلومات التي رصدتها "العربية.نت" من مختلف وسائل الإعلام في بريطانيا إلى أن الدبلوماسية الأميركية انتقلت إلى تلك المنطقة في العام 1938 في المبنى رقم (1) من شارع "جروزيفنر سكوير" وظلت هناك إلى أن تم تشييد المبنى العملاق وانتقلت إليه في العام 1960، وهو المبنى الذي يحمل الرقم (24) وظلت فيه حتى غادره الدبلوماسيون والطاقم قبل أيام قليلة.

ويُعتبر مبنى السفارة الأميركية أحد المعالم التاريخية لمدينة لندن، حيث تم تصميمه كتحفة معمارية بريشة الفنانة إيرو سارينن في خمسينيات القرن الماضي.


أما المبنى الجديد للسفارة الأميركية فيمثل تُحفة معمارية مهمة هو الآخر، حيث إنه مشروع التطوير العقاري الأضخم على مستوى القارة الأوروبية وكلف الأميركيين أكثر من مليار دولار، بحسب تقرير لجريدة "ديلي ميرور" البريطانية.

ويتربع المقر الجديد للدبلوماسية الأميركية على قطعة أرض عملاقة على الضفة الجنوبية من نهر التايمز، وهو مكون من 12 طابقاً، ويسود الاعتقاد بأنه "السفارة الأغلى في العالم على الاطلاق"، بحسب "ديلي ميرور".

أما تصميم التحفة المعمارية الجديدة للسفارة الأميركية فتولتها شركة "كيران تيمبرليك" الأميركية المتخصصة في هذا المجال، كما أن مبنى السفارة الأميركية يتمتع بالحماية الأمنية الأكثر تحصينا في تاريخ وسط لندن، إذ إن المبنى محاط بحواجز مائية يبلغ عمقها ثمانية أقدام، إضافة إلى جدران دفاعية حول المبنى مغطاة بشلالات مائية ذات مظهر جميل، وخلف هذا جدران لا يمكن اختراقها.

كما يحيط بالمبنى الجديد منطقة عازلة يبلغ عمقها 100 قدم تفصل بين مبنى السفارة والمباني المحيطة، وبين المبنى والشوارع المحيطة أيضاً، وذلك لتوفير أقصى درجات الحماية للمبنى وللعاملين فيه.

ورغم أن المبنى الجديد زجاجي إلا أن الزجاج المستخدم مقاوم للرصاص ومضاد لأي انفجار، كما أنه مغطى بدروع واقية تحمي العاملين من الشمس وتشكل حماية إضافية أيضاً للزجاج.

وتم رفع العلم الأميركي فوق المبنى الجديد للسفارة في لندن يوم الثاني عشر من شهر يناير الحالي لتكون مكاتب الدبلوماسيين الأميركيين قد انتقلت من مقرها التقليدي في لندن لأول مرة منذ 58 عاماً.