الاحتلال يرصد ملايين الشواقل لتهويد موقع سبسطية الأثري قرب نابلس
ترجمة صدى نيوز - من المتوقع أن تصادق حكومة الاحتلال على خطة استيطانية بقيمة حوالي 30 مليون شيقل لـ"ترميم" الموقع الأثري "حديقة سبسطية" داخل موقع سبسطية الأثري شمال غرب نابلس حسبما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية.
وقالت الصحيفة العبرية وفق ترجمة صدى نيوز "قبل حوالي شهرين، تم الكشف عن أن الفلسطينيين شقوا طريقا في الموقع القديم، ما أدى تدمير جدار هيروديان واقتحام كهوف الدفن من فترة الهيكل الثاني".
وبحسب الاقتراح الذي سيقدم للحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه بداية العام المقبل، بمبادرة من وزير "حماية البيئة" ايديت سيلمان ووزير السياحة حاييم كاتس، "سيتم تخصيص ما يقارب من 30 مليون شيكل بهدف إعادة فتح الموقع أمام اقتحامات المستوطنين، بزعم محاولة السلطة الفلسطينية السيطرة على الموقع "بشكل غير قانوني".
وقالت الصحيفة "ضمن المخطط الاستيطاني الجديد فإنه سيتم تحويل الموقع إلى مركز سياحي للمستوطنين، مع استعادة الاكتشافات الأثرية، وبناء طريق وصول وبناء نموذج مستدام لتمويل النفقات الحالية للموقع، وسيتم أيضاً رسم خرائط المناطق التي لم يتم الكشف عنها بعد وسيتم تعزيز الاجراءات العسكرية لبسط السيطرة على المنطقة ومنع البناء الفلسطيني بحجة عدم الترخيص".
وقال وزير السياحة الاسرائيلي الذي اقتحم الموقع الأثري في سبسطية في آذار الماضي: "لقد قطعنا تعهدًا وسننفذه، لن نسمح بمحو تاريخنا، اقتراح صناع القرار خطوة أولى مهمة على طريق حماية الموقع المهم من الفساد الفلسطيني" على حد تعبيره.
بدروه أضاف وزير "حماية البيئة" الاسرائيلي وفق ترجمة صدى نيوز: "خلال زيارتنا للمكان قبل أسابيع قليلة، رأينا أن عناصر السلطة الفلسطينية كانوا يعملون على رفع الأعلام الفلسطينية فوق موقع سبطسية الأثري، القرار الحكومي السابق الذي نضعه يمثل تغييرًا في اتجاه السياسة الإسرائيلية. لن نسمح لأعدائنا بمحو الهوية اليهودية من آلاف المواقع التراثية في أنحاء الضفة". على حد زعمه
من جهته قال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة، يوسي دغان: "لقد تم إهمال الموقع الأثري في سبسطية، عاصمة ملوك إسرائيل القدامى ، لفترة طويلة، حان وقته، سنجلب هنا عشرات الآلاف من المستوطنين سنويًا والذين سيتمكنون أخيرًا من الاستمتاع بهذه الأعجوبة ، لاستعادة المكان والسماح لهم بالاستمتاع بأحد أهم المواقع التاريخية وأكثرها إثارة للإعجاب."
وتقع بلدة سبسطية التاريخية في المناطق المصنفة C وفقًا لاتفاقيات أوسلو، وبالتالي فهي تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية الكاملة.
يذكر أن بلدة سبسطية شمال غرب نابلس تعتبر من أهم المواقع التراثية، الذي يحتوي على مكتشفات أثرية من العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية، وهي معرضة لخطر الهدم الفوري بسبب أعمال الحفر والنهب التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أما حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، فأشارت إلى أن المشروع يشمل تمهيد طريق للإسرائيليين للوصول إلى الموقع الأثري، فضلًا عن تحويله إلى موقع سياحي يمكن للجمهور الوصول إليه.
ولفتت إلى أن اقتصاد قرية سبسطية الفلسطينية يعتمد أيضًا على السياحة بالموقع، فعلى مر السنين، إلى جانب الآثار، تم بناء العديد من المطاعم ودور الضيافة.
وحذرت "السلام الآن" من أن "تدخل الإدارة المدنية في الموقع يهدف إلى توسيع زيارات المستوطنين مع تقليص الوجود الفلسطيني في الوقت نفسه".
وأكدت أن "الموقع جزء من قرية سبسطية ويقع في قلب منطقة فلسطينية، وقد يؤدي المشروع إلى توترات، كما رأينا في أماكن أخرى حول منطقة نابلس وأماكن أخرى".
وقالت: إن "تحويل سبسطية إلى مستوطنة سياحية تحت سيطرة الإدارة المدنية سيزيد من وجود المستوطنين في المنطقة ما سيؤدي حتما إلى وجود عسكري أكبر وبالتالي زيادة الاحتكاك والعنف".