إنسانية وفق المقاس! .. المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية يتجاهل النكبة ويُحيي ذكرى "المحرقة"
خاص صدى نيوز: في السابع عشر من شهر نيسان/إبريل الماضي، نشر المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية في القدس، عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، عن "ذكرى المحرقة -الهولوكوست" الإبادة الجماعية التي استهدفت اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945، وفي 15 أيار ذكرى النكبة الفلسطينية التي كانت السبب في مأساة الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً وحتى اليوم، لم يأتِ المكتب الأمريكي على أي ذكر يخص هذه الذكرى الأليمة، رغم إحياء الأمم المتحدة لأول مرة ذكرى هذه المأساة.
ونشر المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية بالقدس عن ذكرى المحرقة خلال شهر نيسان الماضي، كما تابعت صدى نيوز، ما يلي: "يصادف اليوم ذكرى المحرقة، أنشأت الولايات المتحدة في عام 1979 أيام الذكرى كفترة سنوية مدتها أسبوع للحكومات المحلية والمدارس والمنظمات وأماكن العمل لاستضافة أنشطة لإحياء ذكرى الهولوكوست لمجتمعاتهم لتكريم ستة ملايين يهودي لقوا حتفهم. خلال الهولوكوست. سيقام الاحتفال الوطني في الولايات المتحدة في 20 أبريل".
وما يثير التساؤلات الآن، لماذا تجنب المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية، المختص بالأساس بتعزيز العلاقات بين الشعبين الأمريكي والفلسطيني، نشر منشور واحد على الأقل يتعلق بذكرى النكبة الفلسطينية التي بدأت عام 1948، وهي السنة التي طردت فيها إسرائيل الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه ووطنه، في وقتٍ نشر به ما يتعلق بذكرى "المحرقة".
ولأول مرة هذا العام، أحييت الأمم المتحدة فعاليات ذكرى النكبة الفلسطينية، بموافقة أمريكية على هذه الخطوة، ما يدل على اعترافها ضمنياً بنكبة الشعب الفلسطيني.
وعادة ما تدعم أمريكا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، الذين شردوا بسبب "النكبة"، وهذا دليل آخر على اعتراف أمريكا بالنكبة الفلسطينية، فلماذا تجاهلتها عبر صفحاتها الرسمية؟
وقبل 75 عاما احتلت معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني، وطرد أكثر من 800 ألف فلسطيني لجؤوا إلى عدة بلدان مجاورة، وكانوا يشكلون آنذاك حوالي نصف الشعب الفلسطيني، ووصل عددهم الآن نحو 7 ملايين لاجئ، يعيش معظمهم في مخيمات الشتات بالضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المضيفة لهم.
كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وتم هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.
وكما تابعت صدى نيوز فإنه خلال الإيجاز الصحفي اليومي في 15 أيار (يوم النكبة)، وجه سؤال من صحفي لنائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتل حول سبب عدم مشاركة أمريكا في إحياء ذكرى النكبة بالأمم المتحدة، وجاء في السؤال: " نائب السفير الأمريكي إيفانز اختار عدم الذهاب، وقال إنهم لا يحضرون حدثًا معادٍ لإسرائيل بطبيعته.. هل إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية حدث مناهض لإسرائيل؟ لماذا يتخطى مثل هذا الحدث".
وأجاب باتل على ذلك بقوله: "الحضور أو التمثيل الأمريكي في أي حدث لا يعكس التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني. ما زلنا ندرك المحنة المؤلمة للاجئين الفلسطينيين. سوف أشير أيضًا إلى أن هذه الإدارة أعطت الأولوية لدعمنا للشعب الفلسطيني وقدمت أكثر من 940 مليون دولار للفلسطينيين، بما في ذلك 730 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين".
وأضاف: " كما نظل ملتزمين بحل الدولتين المتفاوض عليه ومتفق عليه بشكل متبادل والذي يحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك اللاجئين. وأنت تتذكر، أن الرئيس بايدن، الذي يقف بجوار الرئيس عباس في يونيو الماضي، قال إن الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به تكون مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة ومتصلة. لا يزال هذا هو رأينا".