خاص| "سرايا القدس" تعيد هيكلية قيادتها سريعاً بعد عملية الاغتيال الأخيرة
صدى نيوز - كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"صدى نيوز"، اليوم الجمعة، أن قيادة سرايا القدس الذراع المسلح للجهاد الإسلامي، أعادت سريعا هيكلية قيادتها بعد عملية الاغتيال التي وقعت ضد قياداتها خلال جولة القتال الأخيرة في قطاع غزة.
وقالت المصادر ذاتها، إنه تم تنصيب قائد جديد للمنطقة الشمالية في سرايا القدس خلفا للقيادي الذي اغتيل خليل البهتيني.
كما تم تنصيب شخصية قيادية للوحدة الصاروخية بدلا من علي غالي، وقائدا للعمليات الخاصة بدلا من إياد الحسني، وقادة بدل الآخرين.
وأشارت المصادر إلى أن القيادة الجديدة كانت تُعتبر الصف الثاني في سرايا القدس.
وقالت المصادر، إن هذه التركيبة الجديدة السريعة لسرايا القدس تدل على أن لديها قدرة تنظيمية على استعادة قوتها بعد هذا الحجم من الضربات القوية.
وأكدت مصادر موثوقة لـ"صدى نيوز" انه لم يتم حتى الآن اختيار قائد عسكري جديد بديلا عن الشهيد طارق عز الدين، لكنها أكدت في الوقت ذاته انه يُتوقع تنصيب اسير محرر من جنين مبعد الى غزة ليقود العمل العسكري بدلا عنه.
وحسب سرايا القدس فإن الشهيد طارق عز الدين كان أحد قادة العمل العسكري للسرايا بالضفة، وهو أسير مبعد إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ولد في عرابة بمحافظة جنين عام 1974، وانتمى للجهاد في سن مبكرة.
مر العمل العسكري المنظم لحركة لجهاد بمراحل عدة، ابتداء من "سيف الإسلام" مرورا بـ"قسم" وصولا إلى "سرايا القدس" كذراع عسكرية.
يذكر ان ستة من القداة العسكريين في سرايا القدس استشهدوا خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة بدأ فجر الثلاثاء الموافق التاسع من شهر أيار 2023، وهم جهاد الغانم، خليل البهتيني، طارق عز الدين، اياد الحسيني، احمد ابو دقة، علي غالي.
الشهيد جهاد الغنام "أبو محمد"
أحد القادة الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي فجر التاسع من مايو/أيار الجاري، وهو أمين سر المجلس العسكري، ولد في مدينة رفح عام 1961 لأسرة لاجئة، قاوم الاحتلال في سن مبكرة، وطاردته قوات الاحتلال وأبعدته خارج فلسطين.
ووفق الإعلام الحربي للسرايا، انضم الغنام للحركة أواخر الثمانينيات، حيث التقى المؤسسَ الشهيد فتحي الشقاقي، الذي كلفه بتدريب مجاهدي الحركة في السودان ولبنان.
شارك بتأسيس السرايا، وساهم في تدريب المقاومين، والإشراف على عمليات استشهادية، وله دور في إمداد المقاومة بالسلاح النوعي، وتجنيد خلايا عسكرية في الضفة الغربية، وتولى مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية خلفا لمنصور.
نجا من 5 محاولات اغتيال، أخطرها عام 2014، حيث استشهدت والدته وأشقاؤه وأبناء عمومته، وتعرض عام 2001 لإصابة خطيرة فقد بسببها ساقيه وجزءا من يديه، وتعرض منزله للقصف مرارا في معارك سابقة.
الشهيد خليل البهتيني "أبو هادي"
عضو المجلس العسكري، ولد عام 1978 في حي التفاح بمدينة غزة، وانتمى مبكرا للجهاد، والتحق بالسرايا وتدرج بالعمل العسكري، وخلف الجعبري في قيادة المنطقة الشمالية وتمثيل السرايا في غرفة العمليات المشتركة.
له بصمة واضحة في مجال التصنيع العسكري، وقد نجا من محاولات اغتيال عدة أصيب في بعضها بجروح، قبل أن يرتقي شهيدا بقصف منزله، حيث تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات إطلاق الصواريخ.
الشهيد طارق عز الدين "أبو محمد"
وصفته السرايا بأحد قادة العمل العسكري للسرايا بالضفة، وهو أسير مبعد إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ولد في عرابة بمحافظة جنين عام 1974، وانتمى للجهاد في سن مبكرة.
اعتقله الاحتلال عام 2002 لدوره البارز في تأسيس الخلايا العسكرية، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، قبل تحرره عام 2011، ومن غزة أشرف على توجيه العمليات العسكرية ضد الاحتلال بالضفة.
الشهيد علي غالي "أبو محمد"
عضو المجلس العسكري وقائد الوحدة الصاروخية، ولد في مدينة خان يونس عام 1975، وانتمى للجهاد مطلع التسعينيات، وانضم لاحقا للسرايا وكان من أوائل المنضمين لمجموعات الاستشهاديين.
شارك في تأسيس الوحدة الصاروخية، وعمل نائبا لمسؤولها منذ عام 2010، قبل أن يترأسها خلفا لمنصور، وأشرف على تدريب المنتسبين لها على عمليات "التربيض" والإطلاق.
نجا من عدة محاولات اغتيال، كان أبرزها خلال معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، وأصيب حينها بجروح بالغة، في حين نجحت إسرائيل في اغتياله فجر الخميس 11-5-2023، بقصف شقة كان يوجد بها في مدينة حمد جنوب القطاع، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن أوامر إطلاق الصواريخ.
الشهيد أحمد أبو دقة "أبو حمزة"
من مواليد المنطقة الشرقية في خان يونس جنوب القطاع، ويبلغ (43 عاما) من العمر، والتحق مبكرا بالجهاد، لينضم لاحقا للسرايا، وتدرج في مواقعها القيادية، وفي حين اكتفى الإعلام الحربي في بلاغ نعيه بوصفه الشهيد القائد وأحد أبرز قادة السرايا، تقول مصادر إعلامية إنه نائب الشهيد غالي.
ووفق مصادر في عائلته، فإن غارة جوية استهدفته، يوم الخميس الموفق 11-5-2023، في منزل مهجور، يلجأ إليه للتحصن به في وقت الطوارئ والأزمات.
وعقب اغتياله تفاخر نتنياهو بتصفيته والشهيد غالي، ووصفهما بأنهما القائد ونائبه في قيادة الوحدة الصاروخية للجهاد، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
الشهيد إياد الحسني "أبو أنس"
تمثل عملية اغتيال الحسني خسارة فادحة للسرايا ولجبهة المقاومة، وذلك لخبرته العسكرية الطويلة الممتدة لأكثر من 3 عقود، تدرج خلالها في المواقع التنظيمية والعسكرية لحركة الجهاد، التي انتمى إليها مبكرا أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
واغتالته إسرائيل برفقة أحد مساعديه، مساء الجمعة، في غارة جوية استهدفت شقة سكنية كانا بها في حي النصر شمال غربي مدينة غزة.
ولد الحسني في ستينيات القرن الماضي لأسرة لاجئة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وقالت الجهاد في وصفه "عاش القائد أبو أنس حياته مجاهدا ومربيا وداعيا إلى المقاومة، وسخر وقته للمقاومة وللعمل الحركي والإسلامي، وتنقل في العديد من المواقع القيادية والحركية".
وحسب الإعلام الحربي، فإن الحسني عضوا في المجلس العسكري للسرايا ومسؤول وحدة العمليات فيها، وهو القيادي السادس الذي يرتقى شهيدا بالاغتيال منذ بدء العدوان الحالي.
ونسبت مواقع مقربة من المقاومة للحسني دوره في التخطيط والإشراف على واحدة من أبرز العمليات الفدائية للجهاد وتعرف بـ"عملية بيت ليد الاستشهادية المزدوجة"، ونفذها الاستشهاديان صلاح شاكر من مدينة رفح وأنور سكر من مدينة غزة عام 1995 قرب مفترق بيت ليد داخل فلسطين المحتلة، وأسفرت -حسب الإعلام الحربي للسرايا- عن مقتل 22 إسرائيليا، وإصابة أكثر من 60 آخرين.
وعلى مدار سنوات كان الحسني ملاحقا، ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، من دون أن تلين عزيمته عن مواصلة درب المقاومة.
من هي سرايا القدس؟
وتعد "سرايا القدس" القوة الثانية من حيث العدة والعتاد بعد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
والسرايا عضو مؤثر في غرفة العمليات المشتركة، عبر مندوب لها يمثل "المجلس العسكري"، المحاط بسرية من حيث تشكيلته وبنيته التنظيمية.
ويقول مراقبون إن السرايا أثبتت قدرتها على امتصاص صدمة الاغتيالات، عبر مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ، وزيادة مداها، وأحدثت أثرا بوقوع قتلى وجرحى إسرائيليين.
ويفسر الخبير في الشؤون الإستراتيجية حسن عبده ذلك، بأن تركيبتها التنظيمية تمنحها القدرة على امتصاص الضربات، من دون أن تتأثر قدرتها على الرد.