رئيس تيك توك "واثق" من أن حظر التطبيق في ولاية مونتانا الأميركية سيُرفع
صدى نيوز - (أ ف ب) -أكد الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك" شو زي تشو الثلاثاء أنه "واثق" من أن الحظر غير المسبوق المفروض على التطبيق في ولاية مونتانا الأميركية سيُرفع، إثر تقديم شبكة التواصل الاجتماعي الصينية دعوى قضائية.
وبعد إقرار ولاية مونتانا قانون الحظر الذي يدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من كانون الثاني/يناير 2024، يتناقش البيت الأبيض مع الكونغرس سلسلة مشاريع قوانين ترمي إلى حظر الشبكة بالكامل في البلاد، رغم فشل الرئيس السابق دونالد ترامب في تحقيق ذلك سنة 2020.
وقال شو زي تشو خلال منتدى قطر الاقتصادي "نعتبر أن مشروع قانون مونتانا الذي أُقرّ مؤخرًا، ببساطة غير دستوري".
وأضاف "قمنا مؤخرًا برفع دعوى قضائية، والتحدي يكمن في المحاكم ونحن واثقون من أننا سننتصر".
وجاءت تصريحات شو زي تشو بعد ساعات من تقديم منصة مقاطع الفيديو القصيرة، دعوى قضائية أمام محكمة أميركية فدرالية لمنع تطبيق الحظر، معتبرةً أنّه يتعارض مع حرية التعبير التي يكفلها الدستور.
وتعود ملكية "تيك توك" لمجموعة بايت دانس الصينية. ويتّهم العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي هذه المنصة المتخصصة في الفيديوهات القصيرة والمسلّية والتي يستخدمها 150 مليون شخص في الولايات المتحدة، بتمكين بكين من التلاعب بالمستخدمين والتجسّس عليهم، وهو ما ينفيه المسؤولون عنها.
وصادق غريغ جيانفورتي، الحاكم الجمهوري للولاية الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة، على القانون في 17 أيار/مايو، معلّلاً خطوته بـ"حماية المعطيات الشخصية والخاصة لأهالي مونتانا من الحزب الشيوعي الصيني".
وأشارت "تيك توك" في نصّ الدعوى إلى أنّ "الولاية فعّلت هذه الإجراءات الاستثنائية وغير المسبوقة بناء على مجرد تكهّنات لا أساس لها".
وكان خمسة من مستخدمي التطبيق تقدّموا الأسبوع الماضي بدعوى قضائية أمام محكمة فدرالية، اعتبروا فيها أنّ الحظر يتعارض مع حريّتهم في التعبير.
ويتّهم المدّعون، في هذه الدعوى كما في تلك التي تقدّمت بها "تيك توك"، ولاية مونتانا بمحاولة ممارسة صلاحيات متعلّقة بالأمن القومي تعود حصراً للحكومة الفدرالية الأميركية، وبمخالفة حرية التعبير من خلال ذلك.
وقال شو زي تشو "إنهم مهتمّون لأن تيك توك مهمّ بالنسبة إليهم"، في إشارة إلى المستخدمين الخمسة الذين رفعوا الدعوى.
وأوضح أن تيك توك اتخذت إجراءات لحماية بيانات المستخدمين الأميركيين من خلال تخزينها "على الأراضي الأميركية ومن قبل شركة أميركية وبإشراف موظفين أميركيين".
وأضاف "نعتبر أننا اتخذنا خطوات تتجاوز ما قام به قطاعنا لحماية سلامة الفرد الأميركي".
في نهاية آذار/مارس، خلال جلسة استماع في الكونغرس، نفى رئيس "تيك توك" مجددًا أن يكون لدى الصين إمكانية الوصول إلى البيانات. لكنّ عدداً من أعضاء الكونغرس شككوا في صحة هذا الادعاء.
وأكد شو زي تشو أمام المنتدى، "أنا ممتن جدًا لإتاحة الفرصة لي للظهور وإخبار كافة جوانب الرواية. خلال الساعات الخمس (أمام الكونغرس)، أعتقد أنه كان لدي الوقت (الكافي) للقيام بذلك".
ولدى تيك توك أكثر من مليار مستخدم نشط في العالم، وجنت 11 مليار دولار من الإعلانات العام الماضي.
وبسبب ميزات إعداد الفيديوهات والخوارزميات المستندة على الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها المنصّة، جذبت تيك توك عددًا كبيرًا من المبتكرين والمؤثّرين. إلا أنها تتعرض بشكل منتظم لاتهامات بنشر أخبار مضلّلة.
وبين الصعوبات التي تواجهها المنصة حول العالم، منعت الحكومة الفدرالية الأميركية والمفوضية الأوروبية موظفيها من استخدام تيك توك. كما حظّرت بريطانيا على المشرّعين استخدامها.
والشهر الماضي، انضمّت أستراليا إلى قائمة الدول التي تحظر التطبيق على الأجهزة الإلكترونية الحكومية. وكانت العديد من الدوائر الحكومية حريصة في البداية على استخدام تيك توك كوسيلة للتواصل مع شرائح ديموغرافية صغرى من الصعب الوصول إليها من خلال وسائل الإعلام التقليدية.
من جانبها، فرضت الهيئة الناظمة للقطاع الرقمي في بريطانيا (اي سي او) على تيك توك مؤخرًا، غرامة قدرها 12,7 مليون جنيه استرليني (15,63 مليون دولار)، لسماحها لمليون وأربعمئة ألف طفل دون سن 13 عاماً في بريطانيا بفتح حساب على منصتها سنة 2020، خلافاً لقواعدها الرسمية.
غير أن شو زي تشو أكّد أن للتطبيق "تأثير إيجابي" معطيًا مثال مستخدم مصاب بالتوحّد وجد في تيك توك وسيلةً لإظهار موهبته في الموسيقى.
وقال "هذا الأمر يعطيني ثقة كبيرة بأنه يمكننا إجراء محادثات عميقة للغاية مع الهيئات الناظمة حول العالم".
وأضاف "وأنا واثق من أننا موجودون هنا لنبقى".