البحث عن جنود مفقودين يتكثف بعد أكثر من قرن على الحرب العالمية الأولى
صدى نيوز -(أ ف ب) -بعدما فقدوا على الجبهة قبل 105 أعوام وعثر على رفاتهم مؤخراً، دُفن ثلاثة جنود كنديين من الحرب العالمية الأولى بأبهة في شمال فرنسا، في يوم مؤثر جدا لعائلة السرجنت ريتشارد ماسغريف، بينما تكتشف بقايا مزيد من هؤلاء العسكريين على مر الوقت.
في السنوات الأخيرة، يعثر على عدد متزايد من رفات الجنود المفقودين خلال الحرب العالمية الأولى بفضل أشغال كبرى وتنظيم أفضل للخدمات المكلفة الاهتمام برفاتهم.
وقال غوردون غيلفيثر (77 عاما) حفيد شقيقة السرجنت ماسغريف الذي كان في كتيبة المشاة الكندية السابعة وفقد في سن الثانية والثلاثين "كنا نعرف أنه قُتل" لكن "وجود مكان لنزوره للذكرى أمر مختلف تماما". وأضاف "إنه يوم مؤثر جدا".
ويتذكر جيمس موسغريف كولتمان (83 عامًا) الحفيد الآخر لشقيقة السرجنت سمي كذلك تخليداً لذكرى العسكري، صورته "معلقة في غرفة المعيشة في منزل جدتي أخته الوحيدة". ويقول "إنه حدث استثنائي والأمر الوحيد الذي يؤسفني هو أن جدتنا ليست هنا".
دفن ماسغريف الذي عثر على رفاته في 2017 بالقرب من لينس في منطقة با دو كاليه، في مراسم عسكرية الخميس مع مرتبة الشرف العسكرية في أقرب مقبرة بريطانية في لوزاغوهيل بالقرب من اثنين من رفاق السلاح هما هاري أثرتن (24 عاما) والكابورال بيرسي هوارث (23 عاما).
هؤلاء الثلاثة ولدوا في بريطانيا وهاجروا إلى كندا حيث عمل أحدهم بحارا والثاني نجارا والثالث عامل نقل قبل أن يلتحقوا بالجيش ويرسلوا إلى أوروبا.
وقد سقطوا في اليوم الأول من معركة الشاطىء 70 الشرسة التي سقط فيها أكثر من عشرة آلاف كندي بين 15 و25 آب/أغسطس 1917 في محاولة لاستعادة مدينة التعدين الاستراتيجية لنس.
ولفترة طويلة كانت العظام التي يعثر عليها باستمرار بين بلجيكا وباريس تنقل سرا.
وأوضح آلان جاك مدير دائرة الآثار في أراس ومن أوائل الذين دافعوا عن عمليات البحث المنهجية لتلك الفترة "أثناء إنشاء البنى التحتية الرئيسية الأولى لم تكن هناك قواعد لاستخراج البقايا".
وأضاف أن "المتعهدين والمزارعين كانوا يتحفظون على الإبلاغ عن أي رفات يكتشوفنها خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة أعمالهم".
وتابع أن اكتشاف البقايا يتسارع الآن "لأن الورشات تستدعي بشكل منهجي خبراء إزالة الألغام وهم جنود سابقون غالبًا ما يكونون حساسين حيال هذه الرفات، وكذلك بفضل وجود خدمات تفاعلية متخصصة".
يعمل في الهيئة التي تشرف على قبور جنود الإمبراطورية البريطانية السابقة "مفوضية الكومنولث لمقابر الحرب"، منذ عامين علماء أنثروبولوجيا مقرهم في شمال فرنسا مسؤولين عن تسلم الرفات وعناصر تحديد هوياتها.
على الجانب الفرنسي قام المكتب الوطني للمحاربين القدامى أيضًا بتعيين عالم أنثروبولوجيا مؤخرًا.
ويقول ستيفان ناجي رئيس وحدة تسلم الرفات في مفوضية الكومونولث "بنينا شبكة في عالم الأشغال العامة وإزالة الألغام والشرطة لتبلغنا بالعثور عن البقايا عرضا".
وهذه الهيئة تعنى برفات نحو أربعين إلى ستين شخصا كل عام يتم اكتشافها أثناء أعمال زراعية أو في مواقع بناء - مثل توربينات الرياح.
وفي مختبراتها تمكن من معرفة هويات نحو مئة من جنود الكومنولث الذين أخرجت بقاياهم من الأرض ولا سيما أثناء بناء المستشفى الجديد في لنس.
ويمكن انتشال رفات عشرات وربما مئات أثناء حفر قناة سين-نور التي ستربط بحلول 2030 نهري كومين وكامبري في الشمال بحلول عام 2030، على امتداد 107 كيلومترات كان مئة منها يشكل خط الجبهة.
وقالت مديرة المفوضية كلير هورتون "سنبذل جهودنا القصوى لتحديد هويات أكبر عدد ممكن منهم وإبلاغ عائلاتهم"، معتبرة ذلك "فرصة قصيرة ولكنها حاسمة".
ويجري حاليا بناء مقبرة جديدة تتسع ل1200 قبر في لوزانغوهيل، بجوار المقبرة البريطانية الحالية.
ويؤكد غوردون غيلفيثر أن "الرسالة هي أنه حتى بعد مرور قرن لن ننسى أنهم ضحوا بحياتهم لنتمكن من العيش بسلام".