عملية إسرائيلية واسعة في شمال الضفة ما بين الوهم والحقيقة!
تقرير صدى نيوز - عادت الماكنة الإعلامية الإسرائيلية للعبث مجدداً بحياة الفلسطينيين من خلال التحريض المستمر ضد مخيمات ومناطق شمال الضفة الغربية، وتجييش الآلة التي يمتلكونها لتسويق رؤية المستوطنين الذين لا يتوانون مؤخراً في توجيه الدعوات العلنية وخاصة من كبار قادتهم وأعضاء الكنيست ممن يمثلون أحزاب اليمين المتطرف لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في تلك المناطق.
منذ أيام ظهر روعي شارون المراسل العسكري لقناة ريشت كان، متحدثاً في الاستديو الرئيسي للقناة عن خيارات الجيش الإسرائيلي أمام سلسلة الهجمات التي تنفذ في الأيام والأسابيع الأخيرة ضد المستوطنين والمستوطنات وقوات الجيش نفسها بمناطق شمال الضفة، وتغير أساليب العمل من التصدي لهجمات إلى الخروج لطرق استيطانية وغيرها لتنفيذ عمليات إطلاق نار.
وتساءل شارون في استديو القناة فيما إذا هذه الهجمات ستدفع لعمليات عسكرية في مناطق شمال الضفة.
وفي اليوم الثاني تماماً ظهر نير دفوري المراسل العسكري لقناة 12 العبرية، وقام بتقديم تحليل اخباري للأحداث، ومتحدثاً بلسان المستوطنين وغلاتهم أن الجيش الإسرائيلي قد يشن عملية عسكرية واسعة بمناطق شمال الضفة. كما تابع فريق ترجمة صدى نيوز.
وفي ظل هذه البلبلة لم يتوانى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الإعلاميين الفلسطينيين في تداول الأخبار بشكل سريع ومهول دون فهم أن كل ما يجري في إطار تقديم مادة إعلامية عن الوضع في الضفة يصاحبه تحليل من المراسلين العسكريين ولم تكن هناك معلومات دقيقة أوضح حول فيما إذا كانت هناك فعلاً نوايا لمثل هذه العملية لأسباب كثيرة منها ميدانية وسياسية.
واليوم الجمعة، نشر تقرير في موقع صحيفة يديعوت أحرونوت لمراسلها لشؤون المستوطنين إليشا بن كيمون، قال فيه إن هناك تقييمات بأن الجيش الإسرائيلي قد يذهب لعملية عسكرية واسعة في مخيمات شمال الضفة الغربية وخاصة جنين ونابلس وطولكرم بهدف القضاء على الخلايا المسلحة وجمع الأسلحة والعبوات الناسفة التي تصنع هناك.
وأشار كيمون إلى دعوات قادة المستوطنين لتنفيذ مثل هذه العملية، لكنه لم يبني تقريره على معلومات واضحة.
ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "الجيش الإسرائيلي لا يعلن عن أي عملية قبل القيام بها، وعندما يريد ويحصل على موافقة لمثل هذه العمليات يقوم بها، لكن ما يتم الحديث عنه كما كان الحال قبل عملية كاسر الأمواج، هو بمثابة رسالة للسلطة الفلسطينية مفادها أنها ستبدأ العمل في المدن ضد الإرهاب، وأنه عليها أن تتحرك وتكبح جماح الخلايا المسلحة". كما ترجمت صدى نيوز.
هذا التقرير أخذ اليوم الكثير من الصدى في وسائل الإعلام الفلسطينية وكان في الكثير منه يحمل ترجمات غير دقيقة مثل نسب تصريح لرئيس جهاز الشاباك رونين بار، حول خلايا مسلحة تحاول إنتاج صواريخ من الضفة، وهو بالأساس تصريح تحدث فيه إبان العملية العسكرية الأخيرة بغزة حين اتهم القيادي في الجهاد الإسلامي طارق عزالدين الذي اغتيل في القطاع مؤخراً بالوقوف خلف هذه الخلايا، وليس بتصريح جديد تم تداوله على نطاق واسع اليوم. كما تابع فريق ترجمة صدى نيوز.
ويقول فريق صدى نيوز، إن أي تقرير ينشر في مختلف وسائل الإعلام العبرية يمر عبر الرقيب العسكري الذي يسمح بمثل هذه التقارير بهدف إرسال رسائل تهديد وتخويف وارهاب الفلسطينيين، لكن أيضا قد يحمل في طياته تحذير من عملية حقيقية لكن مثل هذه العملية تحتاج للكثير من الأدوات السياسية والميدانية لتنجح ولتوفير غطاء لها.
وكل ذلك لا يمنع الأخذ بالحسبان أننا أمام حكومة يمينية متطرفة قد تذهب لمثل هذا الخيار المكلف بالنسبة لها، لكن لا بد من أن يكون هناك وقفة لتحمل مسؤولية جدية اتجاه ما يثار إعلامياً من قبل الناشطين وبعض الإعلاميين في تهويل الحديث الإعلامي العبري وكأنه هناك قرار فوري باقتحام شمال الضفة على غرار عملية السور الواقي في عام 2002.