متحف الفن الحديث في اسطنبول بحلّة استشرافية جديدة
صدى نيوز -(أ ف ب) -عاد متحف اسطنبول للفن الحديث إلى مبناه على ضفاف البوسفور بعد إعادة تأهيله بحلة عصرية ابتدعها المهندس المعمار الذي صمم ناطحة السحاب "شارد" في لندن و"مركز بومبيدو" في باريس.
ويستعيد المتحف، بعد أربع سنوات من الغياب، مقراً بات يعكس جانباً أكثر حداثة على ضفاف إسطنبول حيث تتراصف القصور الإمبراطورية والمساجد.
وقد افتُتح متحف اسطنبول الحديث عام 2004، لكن اضطُر القائمون على الموقع عام 2018 إلى نقله من مقره الأساسي التابع أساساً إلى سلطات الجمارك، للسماح بتجديده.
ثم أطلقت المدينة مشروع إعادة إعمار للقطاع بأكمله، بما يشمل ميناء غلطة للرحلات البحرية الرامي إلى تعزيز السياحة الفاخرة في تركيا.
يتكون المبنى الذي تم تجديده من ثلاث طبقات، ومدخل زجاجي متصل بميناء الرحلات البحرية، ويضم مطاعم وحانات ومتاجر فاخرة.
وقال المهندس المعماري رينزو بيانو للصحافيين إن تصميمه مستوحى من مياه البوسفور المتلألئة.
وأوضح بيانو الذي تشمل قائمة تصاميمه الهندسية متحف ويتني في نيويورك، "أن بناء هذا المتحف يشبه مخلوقاً بحرياً يخرج من مياه البوسفور".
وأضاف "كلما كان لديك جدول مائي، من الجيد أن تبني مبنى هناك لأن المياه تضفي مزيداً من الجمال على الأشياء"، و"اسطنبول مكان مائي، فالمياه موجودة في كل مكان فيها".
وسجل المشهد الفني في تركيا طفرة خلال فترة الازدهار الاقتصادي التي رافقت السنوات الأولى لعهد الرئيس رجب طيب أردوغان.
لكن اردوغان، الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة من خمس سنوات في أيار/مايو الفائت، تعرّض لانتقادات لتقييده حرية التعبير ولعلاقته المتوترة مع الفنانين.
وتعمد البلديات التي يقودها حزبه (العدالة والتنمية) إلى إلغاء أو حظر عروض الفنانين الذين يصنفون مواقفهم بأنها "غير أخلاقية".
يغطي المتحف مساحة 10500 متر مربع، ويستضيف معارض وعروضاً لأفلام ومجموعة دائمة تضم أكثر من 280 عملاً لأهم الأسماء في مجال الفن الحديث والمعاصر في تركيا.
تُعرض حالياً أعمال نوري بيلج جيلان، المصور والمخرج الذي فاز فيلمه "وينتر سليب" ("البيات الشتوي") بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في عام 2014.
يقدم المعرض 22 صورة كبيرة رسمها جيلان خلال رحلاته في دول مثل الهند وجورجيا والصين وروسيا.
ويؤكد بيانو انه على دراية بتأثير المبنى على المدينة.
ويقول "على الناس أن يفهموا أنه فن عام. العمارة مختلفة عن أنواع الفن الأخرى"، إذ إنه يدوم "إلى الأبد، خصوصاً عندما تبني متحفاً".
يرتكز المبنى على أعمدة خرسانية مدعمة بالفولاذ ومن المفترض أنها مقاومة للزلازل.
تقع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، على خط صدع نشط تسبب في زلزال مميت في عام 1999 أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص.
ويعتقد بيانو أن الهندسة المعمارية تقوم علة إنشاء هياكل دائمة.
ويقول "أنظر إلى المبنى، إنه مبني بقوة، والصلابة جزء من تعبيره الدلالي: صلب وطائر".