من هي مجموعة فاغنر التي أشعلت "أزمة تمرد" كبيرة في روسيا؟
صدى نيوز - ساعات من القلق الكبير عاشها المواطنون الروسيون، بعد إعلان مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة تمردها على الجيش الروسي، واستعداد السلطات الروسية للرد على ذلك، حتى هدأت الأمور عندما تراجع قائد المجموعة يفغيني بريغوجين، وأمر مقاتليه، الذين كانوا يتقدمون صوب العاصمة موسكو، بالعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء.
وتقدم مقاتلو المجموعة لمسافة 200 كيلومتر باتجاه موسكو خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لقائد فاغنر، بيد أن وساطة بيلاروسيا حصلت على موافقة "بريغوجين" على اتفاق ضمن من خلاله سلامة مقاتليه، مقابل وقف التصعيد.
وطلب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، من السكان في العاصمة تجنب السفر غير الضروري، معلنًا يوم الاثنين عطلة رسمية باستثناء موظفي الخدمات الأساسية والأجهزة الأمنية والجيش.
في أول تعليق له على العصيان العسكري الذي أعلنه قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرد على أي تمرد سيكون صارماً وحاسماً وقاسياً.
كما اعتبر في كلمة متلفزة بثت اليوم السبت على القنوات الرسمية في البلاد، أن تلك التصرفات تشكل طعنة في الظهر، مضيفا أنه تم جر عناصر فاغنر إلى تمرد مسلح.
ما هي مجموعة فاغنر؟
أسس بريغوجين "فاغنر" في 2014، وكانت تضم في أوج قوتها نحو 50 ألفاً من المرتزقة المجندين- علماً أنَّ العديد منهم من السجناء السابقين- ممن يقاتلون في أوكرانيا.
صنفت الولايات المتحدة المجموعة منظمة إجرامية عابرة للحدود في وقت سابق من هذا العام، وفرضت عليها أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات.
وعملت المجموعة لسنوات في ساحات القتال في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث واجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
تتمتع "فاغنر" بوضع قانوني غامض، فالمرتزقة غير معترف بهم قانوناً من الناحية النظرية في روسيا. وتعمل المجموعة على نحو مستقل عن القوات المسلحة الروسية، ورفضت في الآونة الأخيرة مطالب موسكو بتوقيع مجنديها على عقود رسمية مع الجيش.
من هو بريغوزين وما علاقته ببوتين؟
يفغيني بريغوجين (62 عاماً)؛ هو رجل أعمال روسي سبق أن صدرت بحقه أحكام قضائية، ويُطلق عليه لقب "طباخ بوتين" بسبب عقود شركات التموين وخدمات الطعام مع الكرملين وعلاقاته الطويلة مع الرئيس. وقالت السلطات الأميركية إنَّه سيطر على "إنترنت ريسيرش إيجنسي"
وهي مجموعة مؤسسية من متسللي الإنترنت، للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. وفي 2022، أكد بريغوجين أنَّه أنشأ "فاغنر" بعد إنكاره لسنوات أي صلة له بالمجموعة.
لقد اعتُبر بريغوجين ذراعاً يُمنى لبوتين، لكنَّ لسانه بات سيفاً مسلطاً على القيادة العسكرية للرئيس الروسي وسط تزايد الوفيات بين مجندي "فاغنر".
اتهم بريغوزين وزارة الدفاع لعدة أشهر بالفشل في تقديم الدعم الكافي لقواته، وغالباً ما كان ذلك في مقاطع مصورة تنضح بالاستفزاز على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مايو، هدد بسحب قواته من العملية الأوكرانية إذا لم تحصل على الإمدادات- وخاصة الذخيرة- قبل أن يتراجع.
لماذا تورطت فاغنر في غزو بوتين؟
ثمّن بوتين مساعدة "فاغنر". وفي الآونة الأخيرة، وتحديداً هذا الشهر، أقر أنَّ القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا تفتقر إلى الأسلحة المتطورة الكافية برغم مضاعفة إنتاج الأسلحة ثلاث مرات.
تكبدت روسيا خسائر فادحة في الأفراد، الذين لم يحصل كثير منهم على أي تدريب تقريباً، فضلاً عن ضعف تسليحهم في كثير من الأحيان، غير أنَّ عدد الضحايا على مدار 16 شهراً غير واضح.
ولعبت قوات "فاغنر" دوراً فعالاً في الهجوم البري الروسي. وسيطرت في مايو على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا بعد قتال دام أكثر من 220 يوماً.