"صدى نيوز" تكشف تفاصيل مثيرة عن قتل قيادي في القسام ونجله في قطاع غزة
صدى نيوز - هزت قطاع غزة، يوم الخميس الماضي، جريمة قتل أدت لمقتل قيادي في كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس، ونجله، على يد قريب لهما، قبل أن يعثر عليه مقتولاً داخل منزله في بلدة جباليا الواقعة إلى الشمال من القطاع.
الجريمة التي وقعت في صباح ذلك اليوم، أدت لمقتل أيمن عطية منصور، (52عاماً) ونجله الأكبر عطية الذي يبلغ من العمر (31 عاماً)، يضاف إليهما القاتل عيد خضر منصور (34 عاماً).
وتضاربت منذ تلك اللحظة الروايات حول سبب الجريمة، ما بين من قال إنها على إثر خلافات عائلية وأخرى لأسباب تنظيمية، لكن وزارة الداخلية في قطاع غزة اكتفت بالإشارة إلى أنها تحقق بالحادثة، بينما وصفت كتائب القسام في بيانها ما جرى عملية إطلاق نار جبانة على يد الغدر والخيانة.
"صدى نيوز" وعلى مدار أيام سعت للكشف عن الكثير من خبايا القضية التي أثارت فضول سكان قطاع غزة والذين تداولوا العديد من الروايات المختلفة.
مصادر ذات اطلاع في قطاع غزة قالت لـ "صدى نيوز"، إن الجريمة أمنية وليست على خلفية عائلية.
قالت المصادر: إن أيمن منصور وهو قائد بارز في كتائب القسام شمال قطاع غزة، كان أحد الذين تسعى إسرائيل لاغتيالهم، ونجا من عدة محاولات، كما أنه كان مسؤولاً عن العديد من المهام العسكرية الخطيرة في قيادة القسام ومنها المهام الهجومية عبر الأنفاق وإطلاق الصواريخ وغيرها.
أضافت المصادر لـ " صدى نيوز": إن القاتل عيد كان على مقربة لفترات من أيمن، ونجله عطية، مشيرةً إلى أن الأخير متزوج من شقيقة القاتل الذي تربطهم صلة قرابة بني عم وليس كما أشيع أنه ابن شقيقه.
توضح المصادر: عيد أفرج عنه منذ نحو 6 أشهر من سجون جهاز الأمن الداخلي بعد اعتقال دام 9 أشهر على خلفية اتهامات بالتخابر مع إسرائيل، وتم التحقيق معه على مدار تلك الفترة، قبل أن يفرج عنه.
المصادر أكدت أن القاتل كان متهماً بالتسبب بمقتل عناصر من القسام شرق جباليا لكن التهمة لم تثبت عليه، كما حقق معه على اتصالات مشبوهة فيما يبدو مع ضباط مخابرات إسرائيليين، ولسرية التحقيقات لم يكشف حقيقة مدى تورطه بذلك، ولكن طول مدة اعتقاله تشير إلى أنه خرج بعد التثبت من بعض المهام التي كان يقوم بها ومنها حيازته للكثير من الأسلحة والاتجار بها ما أثار الشكوك بشكل أكبر حوله خاصة في ظل تقربه من ابن عمه القيادي في القسام أيمن منصور، وزوج شقيقته عطية الذي قتل مع والده أيمن في نفس الجريمة.
المصادر نفت أن يكون القاتل كان عضوا في القسام لكنه كان يحاول باستمرار التقرب والعمل مع ابن عمه، القيادي أيمن منصور. كما قالت لـ "صدى نيوز".
المصادر قالت، إنه قبل أقل من أسبوع على ارتكاب القاتل جريمته، كان تم استجوابه لدى جهاز الأمن الداخلي مجدداً على عدة شكوك أمنية منها حيازة أسلحة مختلفة.
ترجح التحقيقات الداخلية لدى أمن حماس أن القاتل قام بعملية التصفية بعد أن جهز نفسه لها جيداً، في خطوة انتقامية من ابن عمه القيادي في القسام، والذي يبدو أنه كان يرى فيه مسؤولاً عما يجري معه من استدعاءات وتعذيب في سجون الأمن الداخلي خلال فترة اعتقاله والتي أثرت عليه نفسياً.
التحقيقات لم تستبعد إمكانية عودة القاتل للتواصل مع ضباط مخابرات إسرائيليين وقد يكون أخذ منهم تعليمات بتصفية أبو عطية ونجله، إلا أن هذه الفرضية الأمنية لم تثبت حتى الآن.
الظروف المعقدة في الحادثة فرضت على أمن حماس إجراء تحقيقات حول العديد من الاخفاقات في القضية منها معرفة عدم التصرف بشكل أكثر جدية مع القاتل بعد عودته لامتلاك الأسلحة، إلى جانب تجاهل تحركاته حول منزل أبو عطية عدة مرات بدون أن يدخل إليه. كما كشفت المصادر لـ "صدى نيوز".
لفتت المصادر إلى أن معرفة هوية القاتل لم تأخذ سوى دقائق قليلة، وتم محاصرته في شقته السكنية، وعند اقتحام قوة "سهم" الأمنية للمكان عثر عليه مقتولاً، رغم تشكيك البعض في أن يكون انتحر، وربما قتل من قبل تلك القوة.
القاتل - كما تقول مصادر صدى نيوز - استخدم مسدس من طراز 0.45، في عملية قتل منصور ونجله، بعد أن فاجأهم داخل مركبتهم بإطلاق النار عليهما من مسافة صفر.
المصادر تشير، إلى أن حركة حماس صدمت من الحادثة خاصة وأن القيادي منصور يعتبر شخصية عسكرية مهمة وله باع طويل في الملفات العسكرية والأمنية.
الترجيحات تشير إلى أن حركة حماس تتجه لإغلاق الملف منعاً لتطور أي خلافات داخل عائلة منصور الكبيرة في منطقة جباليا البلد، لكنها ستواصل تحقيقاتها الداخلية، كما أنها ستتخذ إجراءات أمنية أكثر حرصاً لمنع تكرار مثل هذا السيناريو الذي وصف بالخطير وتابعته الهيئات العليا الكبرى في حماس والقسام.
يعتبر أيمن منصور بأنه أحد القادة المهمين في القسام، وعمل نائباً لقائد لواء شمال قطاع غزة، كما أنه كان مسؤولاً عن الكتيبة الغربية في جباليا حتى آخر لحظة من قتله. كما علمت "صدى نيوز".
ويبدو أن السر الحقيقي للقاتل الذي دفن من قبل أشقائه سراً قد أخذ سر حقيقة فعلته معه ولا أحد يبدو أنه سيصل إليه.