أذربيجان تعلّق حركة النقل بين أرمينيا وناغورني قره باغ
صدى نيوز -(أ ف ب) -علّقت باكو الثلاثاء حركة النقل على الطريق البري الوحيد الرابط بين أرمينيا وإقليم ناغورني قره باغ، متهمة الصليب الأحمر الأرميني بالقيام بعمليات تهريب، وفق ما أفاد حرس الحدود الأذربيجانيون.
لكن الصليب الأحمر نفى تلك الاتهامات وقال في بيان لوكالة فرانس برس "لم يعثر على أي مواد غير مصرح بها في أي مركبة تابعة للصليب الأحمر... لكننا نأسف لأنه بدون علمنا، حاول أربعة سائقين مستأجرين نقل بعض البضائع التجارية في سياراتهم الخاصة التي كانت تحمل شعار اللجنة الدولية موقتا".
وأكد أن عقود هؤلاء السائقين "أُلغيت على الفور".
وهذا الإقليم المأهول بالأرمن هو في صلب نزاع إقليمي منذ عقود بين الخصمين اللدودين في القوقاز اللذين خاضا حربين للسيطرة عليه.
وتأتي عملية الإغلاق هذه قبل محادثات بين الطرفين بوساطة الاتحاد الأوروبي في تموز/يوليو، وفيما تنشغل واشنطن وبروكسل وموسكو بقمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا.
وأوضح حرس الحدود الأذربيجانيون الثلاثاء "علّق العبور موقتا عبر ممر لاتشين" مؤكدين اتخاذ هذا الاجراء بسبب استخدام الصليب الأحمر الأرميني آلياته الطبية "للتهريب" عبر هذا الممر.
يقول حرس الحدود إنهم صادروا بين 1 و5 تموز/يوليو عشرة هواتف محمولة ومئات من علب السجائر أثناء عمليات تفتيش هذه المركبات.
كما اتهموا الصليب الأحمر الأرميني بعدم اتخاذ إجراءات لمنع هذه "الأنشطة غير القانونية" وأنه تم فتح تحقيق جنائي، مع بقاء المعبر الحدودي مغلقًا حتى نهاية "إجراءات التحقيق اللازمة".
يهدد هذا الإعلان بتعقيد المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان المقرر إجراؤها في تموز/يوليو بوساطة من الاتحاد الأوروبي.
ودعت وزارة الخارجية الأرمينية الثلاثاء إلى مضاعفة "الإجراءات والجهود الدولية" لإنهاء حصار ناغورني قره باغ وإعادة فتح الممر، وعبرت مجددا عن مخاوفها من "التطهير الإتني" للمنطقة.
في نيسان/أبريل، أعلنت أذربيجان أنها أقامت حاجز تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي، لأسباب "أمنية".
وفي نهاية حزيران/يونيو، علّق الصليب الأحمر الأرميني الإمدادات الإنسانية من الأدوية والمواد الطبية الأخرى إلى المستشفيات في قره باغ وكذلك نقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
وقال حرس الحدود الأذربيجانيون بعد أيام إن حركة المرور عبر ممر لاتشين استُؤنفت بإشراف قوة حفظ سلام روسية.
تأتي التطورات الأخيرة عقب حصار استمر أشهرا فرضه ناشطون بيئيون أذربيجانيون وقالت يريفان إنه تسبب في أزمة إنسانية ونقص في الغذاء والوقود.
لكن أذربيجان قالت يومها إن النقل المدني يمكن أن يتم بدون عوائق عبر ممر لاتشين.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي إن "الوضع الإنساني في قره باغ تدهور بشكل كبير".
وأشار إلى أن "الإمدادات الغذائية لقره باغ توقفت عمليا ولا يُسمح بنقل المرضى إلى المستشفيات في أرمينيا لتلقي العلاج الطبي".
وأضاف أن "سلوك باكو يثبت أن أذربيجان تنتهج سياسة تطهير إتني في قره باغ".
وفي شباط/فبراير، أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أذربيجان بضمان حرية الحركة على الطريق.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية حينها إن حصار ممر لاتشين "يعرّض حياة آلاف من سكان قره باغ للخطر".
وتتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورني قره باغ منذ أواخر ثمانينات القرن الفائت، ما أدى إلى حربين شهدت ثانيتهما عام 2020 هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية.
وانتهت ستة أسابيع من القتال في خريف 2020 باتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية شهد تنازل أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي بقيت تسيطر عليها لعقود.
وبموجب الاتفاق، تنتشر في ممر لاتشين الذي يبلغ عرضه خمسة كيلومترات، قوات حفظ سلام روسية لضمان حركة مرور حرة بين أرمينيا وقره باغ.
ووقعت اشتباكات متكررة على الحدود المشتركة بين البلدين رغم محادثات السلام الجارية بين باكو ويريفان بوساطة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وعندما انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، أعلن الأرمن في قره باغ الانفصال عن أذربيجان، وأودى النزاع الذي أعقب ذلك بحوالى 30 ألف شخص.