الحكم على المعارض الروسي نافالني بالسجن 19 عاماً
عربي ودولي

الحكم على المعارض الروسي نافالني بالسجن 19 عاماً

صدى نيوز -(أ ف ب) -حُكم على المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي ينفذ حكماً بالسجن لتسع سنوات في ظروف صعبة، بـ 19 عامًا إضافية بتهمة "التطرف"، خلال جلسة مغلقة.
وسيتعين على الناشط البالغ 47 عامًا أن يقضي عقوبته في مجمّع اعتقال يعتمد "نظاماً خاصاً"، وهو أحد السجون السيئة السمعة في روسيا المخصصة للمجرمين الأكثر خطورة والأشخاص المحكومين بالسجن المؤبد.
وأثناء تلاوة الحكم، بدا نافالني مبتسمًا ومرتاحًا، وتحدث إلى دانيال خولودني الذي كان يتولى إدارة قناته على موقع "يوتيوب" والمتهم أيضاً، وفقًا لمراسلي وكالة فرانس.
ولاحقا، كتب المعارض في رسالة نشرها فريقه على صفحته على فيسبوك "يجبرونكم على التخلي عن روسيا العائدة إليكم من دون قتال عصابة الخونة واللصوص والأوغاد الذين تسلموا السلطة. ينبغي ألا يحقق (فلاديمير) بوتين هدفه. لا تفقدوا إرادة المقاومة".
ودانت الدول الغربية بشدة العقوبة القاسية بحق نافالني.
وندّدت الولايات المتحدة بحكم يستند إلى "اتهامات لا اساس لها"، معتبرةً أنه يشكل "نهاية غير عادلة لمحاكمة غير عادلة". واعتبرت لندن أنها تشهد "ازدراء" بحقوق الإنسان.
كذلك ندّدت ألمانيا بـ "ظلم صارخ". واستنكرت فرنسا بدورها "الاضطهاد القضائي" الذي تعرّض له نافالني.
وطالبت الأمم المتحدة الجمعة ب"الإفراج فورا" عن نافالني، واعتبر الاتحاد الاوروبي أن الحكم الجديد الذي صدر بحقه "غير مقبول"، و"تعسفي".
وقصد بعض مناصري نافالني سجن "آي كاي-6" الجنائي في ميليخوفو على بعد 250 كيلومترا شرق موسكو، حيث يمضي المعارض عقوبته السابقة، وحيث عقدت المحاكمة، ووقفوا في الخارج بهدف دعمه.
وقال ألكسندر شوبين وهو طالب يبلغ 18 عامًا إن نافالني يمثل "أملًا لروسيا"، وهو أمل بأن "الوضع قد يتغيّر إلى الأفضل". وأضاف "طالما بوتين موجود في السلطة، لن يتغير شيء".
واعتبر دينيس وهو مهندس من موسكو يبلغ 36 عامًا أنّ "السلطة تريد ببساطة التخلص من جميع معارضيها وإخافة مؤيديهم"، معرباً عن قلقه بشأن ظروف احتجاز نافالني الجديدة في مراكز لا تمنح المعتقلين "أي فرصة بالحرية".
وفي الشهر ال18 للغزو الروسي لأوكرانيا، نظمت السلطات الروسية موجة قمع بحجم غير مسبوق تذكر بالحقبة السوفياتية.
تم سجن كل المعارضين البارزين تقريبا او دفعهم الى المنفى. وتجري أيضا ملاحقة مواطنين عاديين لا سيما لانهم نددوا بالحرب وصدرت بحق بعضهم عقوبات سجن قاسية.
بدأت متاعب نافالني المعارض الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع القضاء قبل بدء الغزو الأوكراني لكن الامور تفاقمت منذ ذلك الحين.
فقد سجن عند عودته الى روسيا في مطلع 2021 بعدما نجا من عملية تسميم نسبها الى أجهزة الامن الروسية قائلا إنها تصرفت بأمر من بوتين.
ويعدّ هذا الحكم الأخير ثالث حكم يصدر بحقه.
وكان حكم على نافالني في حزيران/يونيو 2022 في قضية فساد اعتبرها بمثابة انتقام سياسي، ويقضي هذا الناشط عقوبة سجن لتسع سنوات.
وقال نافالني الذي يوضع غالبا في سجن انفرادي ويواجه مشاكل صحية، الخميس في رسالة نشرها مقربون منه على الانترنت إنه يتوقع "عقوبة طويلة، ستالينية".
ونافالني الذي عرف بتحقيقاته حول فساد نظام الرئيس بوتين وبتظاهرات حرّكها، متهم بانشاء "منظمة متشددة".
واعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان أن إدانة نافالني "انتقام سياسي، لا يستهدف نافالني شخصيًا فحسب، بل يمثل تحذيرًا أيضًا لمنتقدي الدولة في كل أنحاء البلاد".
ومن سجنه، تحول المعارض أيضا الى منتقد شرس للنزاع الذي تخوضه روسيا في اوكرانيا.
وخلال محاكمته، انتقد سقوط "عشرات آلاف القتلى في أكثر الحروب غباء في القرن الحادي والعشرين".
وقال "عاجلا ام آجلا ستنهض روسيا. ويعود الينا أمر معرفة على ماذا ستعتمد في المستقبل".
ويعتبر الكرملين أن نافالني مجرم مؤكدا ان الملاحقات بحقه لا علاقة لها بالسياسة.
ويروي نافالني على شبكات التواصل الاجتماعي بفضل الرسائل التي ينقلها محاموه، حياته في السجن ويدين في غالب الاحيان بسخرية، المضايقات التي يتعرض لها هناك.
فقد أُرسل 17 مرة الى زنزانة تأديبية حيث أجبر على الاستماع إلى خطابات فلاديمير بوتين.
وأوضح محاميه فاديم كوبزيف على منصة اكس (تويتر سابقا)، أنه في إحدى هذه الزنزانات انتظر الحكم عليه حاليا، حيث عوقب بالسجن الانفرادي لمدة 13 يوما لأنه "حضر بشكل سيء" أمام حراسه.
وقد لا يتوقف الماراتون القضائي لنافالني عند هذا الحد، فقد قال أيضا إنه ملاحق بتهمة "إرهاب" في قضية أخرى لم تعرف تفاصيلها في هذه المرحلة.