قتلى وإصابات في اشتباكات مخيم عين الحلوة وتواصل الجهود لتثبيت التهدئة
صدى نيوز - تتواصل المساعي والاتصالات الفلسطينية اللبنانية لتثبيت التهدئة والسيطرة على الوضع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا اللبنانية.
وعقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك والأحزاب اللبنانية اجتماعا موسّعا، في مقر الاتحادات في صيدا، لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، وتعزيز دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة للقيام بواجبها في تكريس الأمن وحفظه.
وأسفرت الاشتباكات المسلحة المتواصلة في مخيم عين الحلوة، عن سقوط 4 قتلى بينهم أحد عناصر الأمن الوطني وإصابات بجروح داخل المخيم وفي محيطه، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم السبت.
وتم إخلاء مستشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى، حفاظا على سلامتهم، فيما أصيبت الشوارع المتاخمة للمخيم بشلل تام وتأثرت الحركة داخل المدينة، ولحقت أضرار جسيمة بالممتلكات والبنية التحتية داخل المخيم، ونزحت عشرات العائلات، جراء الاشتباكات الدائرة.
وكانت الاشتباكات في المخيم قد تجددت، مساء الخميس الماضي.
وكان الرئيس محمود عباس، قد تلقى اليوم السبت اتصالا هاتفيا من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وتباحثا في الأحداث الجارية بمخيم عين الحلوة.
وشدد الرئيس خلال الاتصال الهاتفي على أنه أصدر تعليمات مشددة على ضرورة تحقيق تهدئة كاملة وشاملة في المخيم من الأطراف كافة.
وأكد الرئيس حرصه على تحقيق هذه التهدئة، وأن يتم معالجة الأمور وفق القانون اللبناني، وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية.
مخيم عين الحلوة، أو ما يُطلق عليه "عاصمة الشتات الفلسطيني"، يُعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، أنشئ عام 1949 جنوب مدينة صيدا اللبنانية، وبدأت وكالة "الأونروا" بعملياتها فيه عام 1952.
حافظ المخيم على كل ما هو فلسطيني، وتمت تسمية أحيائه بأسماء القرى الفلسطينية التي هُجر أبناء شعبنا منها، مثل: عمقا، وصفورية، وحطين، والمنشية، والرأس الأحمر، والزيب، والصفصاف وغيرها من الأحياء، ويبلغ عدد سكانه 60 ألف لاجئ يعيشون في كيلو متر مربع بظروف إنسانية ومعيشية صعبة.
يوجد في المخيم ثماني مدارس تابعة للأونروا بينها 7 مدارس ابتدائية ومتوسطة (مرج بن عامر، وحطين، والفالوجة، وقبية، والسموع، والناقورة، وصفد) وثانوية واحدة هي ثانوية بيسان المختلطة التي يبلغ عدد طلابها حوالي 1500 طالب، ويضم المخيم عدة مراكز طبية وثقافية ورياض أطفال، وسوقاً كبيرا للخضار.
وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، دُمر المخيم بشكل كامل على يد جيش الاحتلال بعد صمود أسطوري من قوات الثورة الفلسطينية، ولعبت المرأة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة دوراً بارزاً في صمود المخيم وإعادة إعماره في الوقت الذي كان فيه جيش الاحتلال قد اعتقل معظم الرجال والشبان.
ويُعتبر عين الحلوة واحدا من 12 مخيما فلسطينيا في لبنان موزعا في مختلف الأراضي اللبنانية، وهي: (الرشيدية، والبص، وبرج الشمالي، والمية ومية، وشاتيلا، وبرج البراجنة، ومار إلياس، وضبية، والجليل، والبداوي، ونهر البارد). كما يوجد في لبنان تجمعات فلسطينية لا تعاملها وكالة الأونروا معاملة المخيم، بحيث لا تقدم لها الخدمات الكاملة.