حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في المغرب ترتفع إلى 2122 قتيلا
صدى نيوز -(أ ف ب) -ارتفعت الحصيلة الموقتة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شاسعة جنوب مراكش المغربية ليل الجمعة، إلى 2122 قتيلا على الاقل حتى عصر الأحد، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية بينما تتواصل عمليات إنقاذ وإغاثة الناجين.
وقالت الوزارة في بيان "في حصيلة موقتة، إلى حدود الساعة الرابعة عصرا (15,00 ت غ)، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2122 شخصا، وعدد الجرحى 2421".
وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.
ويمتد في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
وسجل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الأقليم من الزلزال، وفق ما أفادت قناة "ميدي 1 تي في" التلفزيونية العمومية، حيث نصبت خيام لإيوائها في المناطق المنكوبة.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات "تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة".
كما أشارت إلى تسجيل حصيلة كبيرة من الضحايا في إقليم تارودانت المجاور للحوز جنوبا، بـ492 قتيلا.
ولا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6,8 حسب هيئة الزلازل الأميركية).
وبتث القنوات التلفزية المغربية الأحد صورا من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
ولا يزال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض. وقد تمكنوا من إجلاء جثة تحت ركام بيت محطم، فيما لا تزال أربع جثث أخرى تحت الركام، وفق شهادات من المكان.
إذا كان الحظ حالف زهراء بنبريك (62 عاما) إلا أن "لا شيء يمكن أن يواسيني. الجميع رحلوا أشعر بغصة في القلب"، كما تقول دامعة وهي تبكي 18 ضحية من أقاربها.
وتضيف "لم يبق سوى جثمان شقيقي تحت الأنقاض، لا أنتظر سوى أن يخرجوه لأودعه بسلام".
في الأثناء يتواصل الأحد إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية. من هؤلاء الطالب يوسف قرنفا الذي قال لوكالة فرانس "رؤية كل هؤلاء المواطنين وحتى الأجانب هنا أمر يثلج الصدر"، بعد تبرعه بالدم في مراكش.
وقد أقيمت صلاة الغائب ترحما على أرواح الضحايا بعد صلاة الظهر في كافة مساجد المملكة. فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لثلاثة أيام.
وأعلنت عدة دول استعدادها لتقديم مساعدات. وقد أرسلت الجارة اسبانيا فريقا من 56 من رجال الإنقاذ، بعدما تلقت طلبا رسميا من الرباط. في حين لم يعلن بعد عن استقبال مساعدات من دول أخرى.
ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنّ احتياجات المغرب من المساعدات هائلة، مشددة على أهمية إيصالها خلال اليوم أو اليومين المقبلين.
وعرضت قنوات محلية صباح الأحد مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو.
كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ.
صباح الأحد سجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة بلغت شدتها 4,5 درجات وفق ما أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور لموقع هسبريس المحلي، موضحا أن "النشاط الزلزالي بدأ ينخفض تدريجيا".
وأثار الزلزال هلعا عارما في البلاد، خصوصا أن سكّان مدن عدّة بعيدة عن بؤرته شعروا به. وتستمر المخاوف من احتمال تكرار كارثة خصوصا في مراكش.
وقد امتلأت شوارع الملاح، الحي اليهودي التاريخي بالمدينة، بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة.
والمغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائيا" نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير.
زيادة على أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.
في 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.
في 29 شباط/فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.