أكثر من مئة قتيل في قصف أمريكي على قوات موالية للنظام السوري
رام الله - صدى نيوز - في ما يشبه وضع خطوط حمراء أمريكية للنظام السوري، وتوجيه رسائل في كل الاتجاهات، وخصوصاً الى اللاعبين الكبار في سوريا، وخاصة ايران وروسيا وتركيا، يأتي الاشتباك بين التحالف بقيادة واشنطن وقوات مؤيدة للأسد في دير الزور شرقي سوريا، حيث قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الخميس، إنه وشركاءه المحليين في سوريا استهدفوا قوات مؤيدة للنظام السوري بضربات جوية وقصف مدفعي الليلة الماضية للتصدي لهجوم «غير مبرر» قرب نهر الفرات.
من جهتها كشفت مصادر في المعارضة السورية عن سقوط أكثر من 150 عنصراً بين قتيل وجريح في قصف طائرات التحالف على ريف دير الزور الشرقي ليل الاربعاء/الخميس، وقالت إنهم من قوات ميليشيات النظام «الدفاع الوطني» والعسكريين الروس وعناصر «حزب الله» اللبناني و»لواء فاطميون». وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها الخميس «إن العدد الأكبر من القتلى وقع في قصف طائرات التحالف على بلدتي خشام وطابية جزيرة، وهم من عناصر الدفاع الوطني من أبناء محافظة دير الزور، الذي شكلته الحكومة السورية بعد سيطرة قواتها على ريف دير الزور الشرقي في شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي».
وقالت مصادر المعارضة إن «عدد الجرحى حوالى 60 نصفهم من القوات الروسية، والباقي من عناصر حزب الله اللبناني ولواء» فاطميون» ومقاتلين أفغان». ونفت مصادر اعلامية روسية أمس سقوط قتلى وجرحى روس في قصف طائرات التحالف شرق دير الزور. ونقل موقع فرات بوست المحسوب على المعارضة السورية والمتخصص في نقل أخبار المنطقة الشرقية، عن مصدر طبي من داخل المستشفى العسكري في مدينة دير الزور، ومصدر آخر ميداني من القوات الحكومية أن «عدد العناصر التي قتلت جراء استهداف طيران التحالف لرتل تابع للنظام والقوات الموالية له شرقي دير الزور ليلة الأربعاء وفجر الخميس ارتفع إلى 137 قتيلاً، والرقم مرشح للارتفاع بسبب وجود عدد من الإصابات الخطرة «. وأفاد بأن «القتلى هم من مقاتلي لواء «فاطميون» و»زينبيون» ومقاتلون شيعة سوريون من بلدة حطلة، إضافة إلى عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني وعناصر من قوات النظام «.
ونقل الموقع عن مراسله في دير الزور أن «أمين فرع حزب البعث وجه المؤسسات والدوائر التابعة للحكومة بالطلب من موظفيها التبرع بالدم، نظراً للعدد الكبير من الجرحى الذين غص بهم المستشفى العسكري الواقع في حي غازي عياش غرب دير الزور».
وتسلط الواقعة الضوء على احتمال زيادة حدة الصراع في شرقي سوريا الغني بالنفط، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، على مساحات كبيرة من الأرض بعد هجومها على تنظيم الدولة. وسبق أن قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، المدعوم من روسيا وفصائل شيعية تدعمها إيران، إنه يريد استعادة كل شبر من سوريا.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن القوات المؤيدة للحكومة «كانت تسعى على الأرجح للسيطرة على حقول نفط في خشام» شرقي نهر الفرات في محافظة دير الزور. وأكد المسؤول الأمريكي أن التحالف نبه المسؤولين الروس بشأن وجود قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة قبل فترة طويلة من الهجوم الذي جرى إحباطه. وأضاف «مسؤولو التحالف كانوا على اتصال بانتظام مع نظرائهم الروس قبل وأثناء وبعد إحباط الهجوم»، بينما وصف نوري محمود، وهو متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الاشتباكات بأنها «مناوشات»، وقال إن الجانبين عادا إلى مواقعهما السابقة.
من جهتها وصفت الوكالة السورية للأنباء «سانا» القصف الذي نفذه التحالف بقيادة الولايات المتحدة أثناء الليل في شرق البلاد بأنه «جريمة حرب»، ودعت إلى حل التحالف. ونقلت الوكالة عن رسالة بعثتها وزارة الخارجية للأمم المتحدة قولها إن سوريا «تطالب (المجتمع الدولي) بإدانة المجزرة وتحميل التحالف الدولي المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح آلاف المدنيين».
أما رد موسكو فقد جاء عبر وزارة الدفاع الروسية، أمس، حيث قالت إن الهدف النهائي للولايات المتحدة في سوريا ليس محاربة تنظيم «داعش»، بل «الاستيلاء على أصول اقتصادية». وأعلنت أن الطيران الأمريكي قصف قوات موالية للجيش السوري أثناء قيامها بعملية عسكرية ضد إحدى الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن «سبب الحادث هو عدم تنسيق عمليات الاستطلاع للقوات الشعبية السورية مع قيادة مجموعة العمليات الروسية في مدينة الصالحية».