انتشار عسكري أميركي وغربي واسع بالمنطقة تحسبا لتوسع "حرب غزة"
عربي ودولي

انتشار عسكري أميركي وغربي واسع بالمنطقة تحسبا لتوسع "حرب غزة"

صدى نيوز - نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى قوات هجومية ودفاعية ولوجستية في شرقي البحر المتوسط، تحسبا من اتساع الحرب على غزة وانضمام حزب الله وتصعيد لحرب إقليمية، وتقديم مساعدات لإسرائيل في حال تعرضها لهجمات صاروخية واسعة، وإجلاء آلاف المواطنين الغربيين، وفق ما ذكرت مصادر علنية.

ونقلت الولايات المتحدة أسلحة وذخيرة إلى إسرائيل بواسطة 20 طائرة شحن كبيرة وحوالي 50 طائرة شحن مدنية مستأجرة، إسرائيلية وأجنبية، من قواعد عسكرية في الولايات المتحدة وأوروبا ومن مراكز لوجستية أخرى. ونقلت هذه الطائرات قذائف مدفعية وصواريخ اعتراضية لأنظمة دفاع جوي، حسب الجيش الأميركي. وأفادت وزارة الأمن الإسرائيلية بأنه تم نقل ذخيرة متطورة وعتاد عسكري آخر بطائرات هبطت في مطارات بن غوريون ورامون قرب إيلات وفي قاعدة سلاح الجو في "نيباطيم". ويرجح أن الولايات المتحدة تنقل أسلحة وذخيرة إلى مخازن الطوارئ التابعة لها في إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.

وهبطت حتى صباح اليوم، الثلاثاء، أكثر من 25 طائرة شحن أميركية عملاقة في قاعدة "موفق السلطي" التابعة لسلاح الجو الأردني في جنوب عمان، حيث تتواجد قوات أميركية كثيرة، حسب المصادر العلنية. ونشرت فيها أسراب طائرات قتالية أميركية من طراز F-15E، التي يتم نشرها عادة في بريطانيا، كما نُشرت خاصة نُقلت من قاعدة أغلين في فلوريدا. كذلك هبطت تسع طائرات شحن ألمانية في القاعدة الأردنية في الأسبوعين الأخيرين.

ويبدو أن انتشار القوات والأسلحة الغربية الأكبر جارية في قبرص. فقد هبطت أكثر من 40 طائرة شحن أميركية و20 طائرة شحن بريطانية و7 مروحيات شحن عملاقة في قاعدة "أكروتيري" البريطانية في قبرص. ونقلت إليها عتاد عسكري وذخيرة وقوات.

ونقلت أربع طائرات شحن هولندية إلى قبرص حوالي مئتي من جنود مشاة بحرية وقوات تدخل سريع، استعدادا لإمكانية إجلاء طارئ لمواطنين هولنديين من دول المنطقة، في حال اشتعال حرب واسعة إذا دخل حزب الله للحرب.

وأرسلت ألمانيا أربع طائرات شحن وقوات خاصة للتدخل السريع، وأرسلت كندا عدة طائرات شحن استعدادا لإجلاء محتمل لمواطنيها. كما أرسلت دول أخرى طائرات كهذه إلى قبرص ولكن عددها كان أقل، حسب المصادر نفسها.

ووصلت إلى لبنان، في الأيام الأخيرة رحلات جوية خاصة نقلت عناصر من أسلحة الجو الأميركية، الكندية، البريطانية، الألمانية، الإسبانية، الهولندية والإيطالية، وهبط قسم منها في قاعدة للقوات الخاصة التابعة للجيش اللبناني قرب طرابلس. وعلى ما يبدو أن الهدف هو الاستعداد لاحتمال إجلاء واسع لمواطني هذه الدول من لبنان في حال اتساع الحرب على غزة وأن تشمل حزب الله.

ونشرت الولايات المتحدة، في الأسبوعين الماضيين، قوات كبيرة قريبا من إيران، بينها أسراب طائرات مقاتلة من طراز F-16 و A-10 في الخليج العربي، وانضم إليها في الأيام الأخيرة نحو 20 طائرة تزويد وقود في الجو تم إحضارها من الولايات المتحدة.

وحسب المصادر نفسها، فإن عشرات طائرات الشحن الأميركية هبطت في العراق وقطر والبحرين أيضا. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها نصبت بطارية THAAD لاعتراض صواريخ بالستية وبطاريات "باتريوت"، من دون أن تكشف عن موقعها حتى الآن.

وأضيفت هذه القوة إلى حاملة الطائرات الأميركية "فورد" الراسية غرب قبرص وعلى متنها 80 طائرة مقاتلة، وأنظمة قتال إلكتروني وتجسس وخمس سفن حاملة صواريخ، بينها سفينتان اتجهتا إلى البحر الأحمر، وإحداهما اعترضت صواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل.

ودخلت حاملة الطائرات "آيزنهاور" مع ثلاث سفن حاملة صواريخ إلى البحر المتوسط، يوم السبت الماضي، وتتجه إلى شرق البحر المتوسط. وليس واضحا إذا كانت ستتجه لاحقا إلى منطقة بحر العرب.

وستستخدم سفينتين أخريين، هما USS Carter Hall و USS Mesa Verde، وهما عبارة عن ميناءين عائمين يخدمان سلاح مشاة البحرية الأميركية، كقاعدتين بحريتين متقدمتين للقوات الغربية في المنطقة، وشوهدت السفينة الأولى، أول من أمس، في جنوبي سيناء في البحر الأحمر، والثانية غربي قبرص. ويتواجد قرابة ألفي جندي من مشاة البحرية في هاتين السفينتين، من أجل تنفيذ مهمات تدخل سريع لإجلاء مواطنين وهجمات برية في حال اتساع نطاق الحرب.

هذا التواجد العسكري الامريكي الغربي في المنطقة، يقود إلى عدة اسئلة من بينها: هل هذه التحركات العسكرية تأتي تحسبا لانضمام حزب الله فقط، أم أنها لتشكيل حالة ردع لأي دولة من الدول المجاورة يمكن أن يكون لديها نية للتدخل في الحرب؟

المصدر: عرب 48+ صدى نيوز