وثائق قضية إبستين "الجنسية".. قائمة الأسماء تثير الجدل
منوعات

وثائق قضية إبستين "الجنسية".. قائمة الأسماء تثير الجدل

صدى نيوز - كجزء من دعوى قضائية رفعت ضد جيفري إبستين، الملياردير الأميركي يهودي الديانة، الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، كشفت المحكمة في مجموعة من الوثائق، الأربعاء، عن قائمة بـ 180 اسما تقريبا لشخصيات كانت على صلة بإبستاين بما في ذلك رؤساء للولايات المتحدة والأمير البريطاني أندرو.

والوثائق التي كشف عنها هي الأولى من بين أكثر من 200 وثيقة من المتوقع أن يتم الكشف عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، وورد فيها أسماء شخصيات كانت مرتبطة سابقا بإبستين، مثل الأمير أندرو والرئيسين السابقين دونالد ترامب وبيل كلينتون.

وفي ديسمبر الفائت، أمرت القاضية لوريتا بريسكا بالإفراج عن الوثائق، رغم أنها أعطت الأشخاص مهلة حتى الأول من يناير للاستئناف في حال عدم رغبتهم في الكشف عن أسمائهم.

ما تكشفه الوثائق؟

في عام 2016 ذكرت إحدى ضحايا إبستين جوانا سيو بيرج، أثناء إفادتها أسماء سياسيين وشخصيات في الولايات المتحدة وخارجها.

وتضمنت الوثائق أيضا أسماء مشاهير مثل بروس ويليس، وكاميرون دياز، وكيت بلانشيت، وكيفن سبيسي، ونعومي كامبل، وليوناردو دي كابريو، إلا أنه لم يتم اتهامهم بمساعدة إبستين بأي صفة.

ولم تُسأل سيوبيرج إلا عما إذا كانت قد التقت بالأشخاص المذكورين، وهو ما نفته.

إيهود باراك

وفي شهادتها، أنكرت جوانا سيوبيرغ مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك خلال فترة وجودها مع إبستين.

والربيع الماضي، اعترف باراك لصحيفة وول ستريت جورنال بأنه كان يتواصل مع إبستين في نيويورك، لكنه ادعى أنه لم يلتق قط برجل الأعمال "مع فتيات أو قاصرات، أو حتى نساء بالغات في سياق أو سلوك غير لائق".

بيل كلينتون

لطالما كانت علاقات الرئيس السابق مع إبستين موضوعاً لتدقيق وسائل الإعلام، وقد تكثفت في أعقاب لائحة الاتهام الموجهة إلى الأخير.

في عام 2002، قاما برحلة إلى إفريقيا على متن طائرة إبستين الخاصة.

في عام 2019، قال مكتب كلينتون إن الرئيس السابق لم يكن على علم بـ"الجرائم الفظيعة" التي ارتكبها إبستين، وأنه لم يتحدث إليه منذ أكثر من عقد من الزمن.

دونالد ترمب

ذكرت إحدى الضحايا اسم الرئيس ترامب في إفادتها أمام المحكمة.

وصف ترامب إبستين ذات مرة بأنه "رجل رائع"، لكنه قال لاحقا إنه اختلف معه.

مايكل جاكسون

ذكرت سيوبيرج أثناء إفادتها لقاءها بالموسيقي الراحل مايكل جاكسون في منزل إبستين في بالم بيتش.

سارة كيلين

تم ذكر كيلين، المساعد السابق لإبستين، في شهادات الضحايا.

وكان أحد القضاة قد وصف كيلين بأنها "مشارك مسؤول جنائياً" في مخططات إبستين.

قالت كيلين من خلال متحدث باسمها في عام 2020 إنها تعرضت للاعتداء الجنسي والنفسي من قبل إبستين لسنوات.

جان لوك برونيل

انتحر جان لوك برونيل، وهو وكيل عارضات أزياء فرنسي يشتبه في أنه كان بحث عن فتيات لصالح إبستين، في أحد سجون باريس عام 2022 بينما كان ينتظر المحاكمة بتهمة الاغتصاب.

تقول الوثائق أيضا أن برونيل كان يجلب فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاما إلى الولايات المتحدة لأغراض جنسية.

بيل ريتشاردسون

كما ورد ذكر بيل ريتشاردسون، الحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو الذي توفي في سبتمبر.

آلان ديرشوفيتز

تقول الوثائق أن إبستين أجبر قاصرا على ممارسة الجنس مع أستاذ القانون السابق بجامعة هارفارد عدة مرات.

تقول الوثائق أيضا أن ديرشوفيتز كان شاهد عيان على الاعتداء الجنسي على العديد من القاصرات من قبل إبستين.

ونهاية العام الماضي، أمرت قاضية في نيويورك، بالكشف في مطلع يناير عن أسماء 180 شخصاً على صلة بقضية شبكة الملياردير جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، بينهم نساء يُعتقد أنهن من ضحاياه، وآخرون يُشتبه في أنهم تواطؤوا معه.

ويندرج هذا الأمر الصادر عن القاضية في المحكمة الفيدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 ديسمبر، في إطار دعوى تشهير مرفوعة من الأميركية فرجينيا جوفري على إبستين وعشيقته وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل التي حُكِم عليها عام 2022 بالسجن 20 عاماً.

وكان إبستين وماكسويل مرتبطين عاطفياً في مطلع تسعينات القرن العشرين قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عاماً.

وكانت غيلاين ماكسويل (61 عاماً) التي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأميركية وتُعدّ من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير، دينت في نيويورك في ديسمبر 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في يونيو 2022 بالسجن 20 عاماً.

من هو جيفري إبستين؟

اسمه جيفري إدوارد إبستين. من مواليد عام 1953 في بروكلين نيويورك، لوالدين مهاجرين. كان والده جامع قمامة، وأمه مساعدة في مدرسة.

التحق بجامعة نيويورك، لكنه لم يحصل على شهادة رغم ذلك كان ماهرا في الرياضيات.

في منتصف السبعينيات، حصل على عمل في إحدى المدارس المرموقة، وهنا لفت الأضواء.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز "لقد فوجئ الطلاب في إحدى المدارس المرموقة في نيويورك بمقابلة معلم جديد كان يتجول في القاعات مرتديا معطفا من الفرو، وسلاسل ذهبية، وكاشفا صدره".

في هذه الفترة، لم يلحظ لإبستين سلوك جنسي غير لائق مع الفتيات، رغم ذلك تم فصله من المدرسة بسبب سوء الأداء.

استغل بعد ذلك، اتصالاته مع مدرسة دالتون للعمل في سوق الأسهم بوول ستريت، حتى التحق في فترة وجيزة بصفوف بنك الاستثمار حينها، بير شتيرنز.

أثارت وفاة الملياردير الأميركي المتهم بالاعتداء على عشرات القاصرات و"الاتجار بالجنس"، جيفري أبستين، دهشة كثير من السياسيين في الولايات المتحدة، مطالبين بتوضيح كامل لملابسات ما حدث.

خلال سنوات وجيزة وفي عام 1982، تمكن إبستين من جمع ثروة وفتح شركته الخاصة وكان يتعامل فقط مع أصحاب المليارات.

بدأت الادعاءات حول سلوك إبستين الجنسي مع فتيات قاصرات في الظهور، عام 2005. وبينما كانت الاتهامات تتعلق بحوالي 40 فتاة مراهقة، وافق أليكس أكوستا، المدعي العام في ميامي آنذاك، على صفقة مع إبستين، في عام 2007.

أقر إبستين حينها بأنه مذنب في تهم دعارة وليس جرائم فيدرالية أكثر خطورة. حوكم بالسجن 13 شهرا وكان مطلوبا منه التسجيل كمرتكب جرائم جنسية.

وقالت إحدى المشتكيات إن إبستين أرغمها على إقامة علاقات جنسية مع الأمير البريطاني، أندرو، وهو ما ينفيه الأمير.

على الرغم من كل هذا، وإدانته بارتكاب جرائم جنسية، واصل إبستين حياته الصاخبة متنقلا بطائرات خاصة بين مدينته نيويورك وجنوب فلوريدا ونيو مكسيكو وجزر فيرجن الأميركية وباريس.

كشفت المحكمة الفيدرالية في نيويورك، الأربعاء، عن وثائق تضم أشخاص ربما تورطوا مع الملياردير جيفري إبستين، في جرائم جنسية، وأبرزهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون ودوق يورك الأمير أندرو.

اعتقل إبستين، في يوليو من عام 2019، حيث اتهمه مكتب الادعاء العام في مانهاتن بأنه "أغرى وجنّد فتيات قاصرات للانخراط في أعمال جنسية معه مقابل منح الضحايا مئات من الدولارات نقدا".

وحسب الادعاء، فإن إبستين "دفع لإغراء آخرين بهذه الطريقة، وأنشأ شبكة واسعة من الضحايا من دون السن القانونية لاستغلالهن جنسيا".

وهي جرائم تصل عقوبتها إلى السجن 45 عاما، في حال الإدانة. لكن الملياردير أكد أنه غير مذنب.

وعرض حوالي 100 مليون دولار للإفراج عنه بكفالة، وطلب الإقامة الجبرية مع حراسة أمنية يدفع ثمنها، لكن القاضي رفض.

أظهرت معطيات جديدة كشف عنها في قضية جيفري إبستين، إن الملياردير الأميركي عرض المال لدحض ادعاء يقول إن الفيزيائي الشهير ستفين هوكينخ شارك في إحدى حفلات جنس ضمت قاصرات.

بعد اعتقال إبستين، بدأت تتكشف بعض التفاصيل حول حياته الغامضة، حيث عثر على جواز سفر نمساوي بصورته، ولكن باسم مختلف. كما عثرت السلطات على الماس ونقود عند تفتيش منزله في مانهاتن.

لكن الأغرب، حسب تقرير صادر عن التايمز، أن إبستين أراد "خلق جنس بشري بدمج حمضه النووي مع أحماض نووية أخرى من خلال تخصيب امرأة في مزرعته الكبيرة في نيو مكسيكو". وقال المقال إن إبستين أراد أيضا تجميد رأسه وقضيبه بعد وفاته، على ما يبدو بسبب اهتمامه بعلم مبتكر يهدف إلى إحياء الأجسام المجمدة في المستقبل.

كما ارتبط إبستين عاطفيا بغيسلين ماكسويل، ابنة قطب الإعلام البريطاني الراحل، روبرت ماكسويل، والتي أدانتها هيئة محلفين أميركية، في عام 2021، بتهمة استغلال فتيات قاصرات للاتجار بالجنس.

دفعت صلات إبستين المستمرة بشخصيات ثرية وقوية في الولايات المتحدة وخارجها إلى إثارة شكوك حول انتحاره.

وزير العدل الأميركي، ويليام بار، قال في عام 2019 إنه "روع" بوفاة إبستين فيما يبدو في عملية انتحار داخل زنزانته. وقال إنه سوف يحقق في ملابسات وفاته. وأضاف في بيان "وفاة السيد إبستين تثير تساؤلات خطيرة يجب الإجابة عليها".

وفي منتصف عام 2023، خلصت وزارة العدل الأميركية إلى أن إبستين أقدم بالفعل على الانتحار نتيجة "إهمال" من العاملين في السجن.

وأشار المفتش العام للوزارة، مايكل هورويتز، في بيان حينها إلى "أخطاء عديدة وخطيرة ارتكبها موظفو مركز الاحتجاز الفيدرالي في نيويورك" حيث كان إبستين مسجوناً وحيث عثر عليه في زنزانته مشنوقا بواسطة ملاءة لفها حول عنقه، فجر العاشر من أغسطس 2019.

واتهم حارسين في إدارة السجون الأميركية بـ"الاهمال وسوء السلوك"، مشددا على أن إبستين الذي كان مبدئيا "تحت المراقبة لاحتمال إقدامه على الانتحار" منذ نهاية يوليو وُضِع "وحده ودون مراقبة" في زنزانة في التاسع من أغسطس 2019، وزُوِّد في تلك الليلة بـ"كمية كبيرة من أغطية السرير".

إبستين المتهم بارتكاب جرائم جنسية، أحرج لسنوات بعض النخب السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة والخارج، وعاد إرثه ليلاحق علاقته ببعض المشاهير، الأمر الذي رافقه الكثير من الأخبار الزائفة والمنشورات المضللة.