لأول مرة.. تركيا تزيل إسرائيل من قائمة وجهات التصدير
تقارير مميزة

لأول مرة.. تركيا تزيل إسرائيل من قائمة وجهات التصدير

ترجمة اقتصاد صدى- منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر، اتخذت تركيا إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل، بما في ذلك دعم الدعوى المرفوعة ضدها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بارتكاب مجازر جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وخلال هذا الأسبوع  صعدت تركيا تحركاتها ضد إسرائيل، وانتقلت إلى المستوى الاقتصادي، وقررت إزالة إسرائيل من قائمة بلدان وجهة التصدير.

موقع "غلوبس" العبري المختص بالشأن الاقتصادي، يقول إن هذه الخطوة جاءت رغم أن إسرائيل احتلت المركز الـ13 خلال عام 2023 في جدول وجهات التصدير التركية، ببضائع بقيمة 5.42 مليار دولار تقريباً. 

ويضيف الموقع:  "حتى بعد سنوات من التقلبات بالعلاقة بين تركيا وإسرائيل، لم تتخذ تركيا إجراءات اقتصادية ضد إسرائيل. فما هو سبب قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذه الخطوة الآن؟ وكيف سيؤثر القرار على البلدين؟".

ماذا يعني القرار؟

في قرار تركيا إزالة إسرائيل من قائمة دول التصدير، ستتوقف أنقرة فعلياً عن تشجيع سكانها على دعم التجارة ودعم الشركات التي تعمل مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فهذه رسالة لأصحاب الأعمال الأتراك، مفادها أنهم إذا شاركوا في التجارة مع إسرائيل، فإن الدولة لن تساعدهم.

 كما ستتوقف وزارة التجارة التركية عن دعم المؤتمرات المشتركة مع إسرائيل. وهذه خطوة تدمر قدرة الملحق التجاري التركي في إسرائيل على تشجيع العلاقات بين البلدين. 

وفي نفس الوقت الذي اتخذت فيه تركيا الخطوة ضد إسرائيل، قامت أيضاً بإزالة العراق والسودان وموزمبيق والكونغو من قائمة وجهات التصدير، وترتبط اعتبارات إزالة العراق، ثالث أكبر وجهة تصدير لتركيا، بحسب التقديرات، بالخلافات مع بغداد بشأن النشاط العسكري الواسع ضد الأكراد في شمال العراق. وفي حالة السودان، يعد ذلك خطوة تهدف إلى الإضرار بالحكومة التي يقودها عبد الفتاح البرهان، الذي يقاتل قوات "الرد السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

ويقول الموقع العبري: "في الوقت نفسه، أضافت تركيا أيضًا عدة دول إلى قائمة صادراتها، بما في ذلك الجزائر، وهي صديق مقرب آخر لحماس".

ما هو نطاق التجارة بين إسرائيل وتركيا؟

استوردت إسرائيل في عام 2023 بضائع من تركيا بقيمة حوالي 5.42 مليار دولار. وهذا انخفاض مقارنة بعام 2022، حيث استوردت إسرائيل بضائع من تركيا بقيمة نحو 7 مليارات دولار في عام 2022.

وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، صدّرت إسرائيل سلعًا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تركيا في عام 2023، انخفاضًا من 2.5 مليار دولار في عام 2022. وكانت تركيا من بين سبع دول شهدت انخفاضًا كبيرًا في الصادرات الإسرائيلية في عام 2023 إلى جانب ماليزيا وألبانيا وتايوان وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا.

ماذا تستورد إسرائيل من تركيا؟

أكثر من 50% من وراردات إسرائيل من تركيا هي من المعادن والآلات التي تستخدم بشكل أساسي في صناعة العقارات في إسرائيل. أما المواد الغذائية، فتستحوذ على حوالي 8% من الواردات من تركيا.

ما هي البدائل أمام إسرائيل؟
يقول إيلاد برشان، موظف الجمارك وخبير الشحن الدولي، لغلوبس: "كل شيء له بدائل، والمشكلة هي الأسعار والتوافر، والبدائل المتاحة لإسرائيل هي التجارة مع الشرق الأقصى الذي سيكلف أوقات شحن أطول بكثير، أو مع أوروبا، التي تكون تكاليف إنتاج السلع فيها أعلى بكثير من تكاليف أنقرة".

ويؤكد: "بدون الخط من تركيا، يمكن تمديد الشحنة إلى طريق مدته 60 يومًا من الشرق الأقصى. وإذا انتقلنا إلى أوروبا، فإن المشكلة تكمن في الأسعار الباهظة".

هل سيتضرر اقتصاد تركيا من القرار؟
يقول الموقع العبري: "على ما يبدو، الجواب هو لا. وفي عام 2023، حطمت تركيا الرقم القياسي لصادراتها التي بلغت نحو 255.8 مليار دولار - بزيادة نحو 0.6% مقارنة بعام 2022. ولا يزال العجز التجاري التركي مرتفعا (نحو 106 مليارات دولار)، لكن هذا واقع اعتادت عليه أنقرة، دون استقلالها في مجال الطاقة، على مر السنين".

ويضيف: "رغم سياسة أردوغان المناهضة لإسرائيل، تشير الأرقام الرسمية لوزارة النقل التركية إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أبحرت 701 سفينة من تركيا إلى إسرائيل - أي بمعدل حوالي ثماني سفن يوميا. ومن بين هذه السفن، كانت 480 سفينة على الطريق التركي الإسرائيلي، بينما توقفت 221 أخرى في تركيا في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية".

ويتابع: "في عام 2023، حدثت قفزة بنحو 2.7 مليار دولار في حجم الصادرات التركية إلى الإمارات العربية المتحدة، التي احتلت المركز التاسع في قائمة وجهات أنقرة. وبلغ إجمالي الصادرات ما يقارب 5.92 مليار دولار، وتشكل ما يقارب 3.4% من إجمالي صادرات تركيا. وحدثت ثاني أعلى قفزة في صادرات البلاد إلى روسيا. وفي العام الماضي، زادت الصادرات من أنقرة إلى روسيا بمقدار 1.78 مليار دولار، إلى نحو 9.42 مليار. أما الدولة الثالثة التي قفزت فهي السعودية التي نمت الصادرات إليها بنحو 949 مليون دولار إلى نحو 2.27 مليار دولار".

في أي مجالات التصدير توجد منافسة بين إسرائيل وتركيا؟
هناك منافسة بين الدول في الصادرات الدفاعية. وحطمت الصادرات الدفاعية الإسرائيلية رقما قياسيا في عام 2022، حيث بلغ حجم العقود نحو 12.5 مليار دولار. وفي هذا السياق، قفزت شركة "إلبيت" إلى المركز الـ 21 في قائمة "ديفينس نيوز" لأكبر 100 شركة دفاع في العالم، كما تمكنت صناعة الطيران والفضاء (المركز 29) ورافائيل (المركز 34) من التقدم أيضًا. وفي الوقت نفسه، حطمت تركيا الرقم القياسي لصادراتها الدفاعية في ذلك العام بعقود بلغ مجموعها حوالي 4.4 مليار دولار. تمكنت تركيا من إدراج أربع شركات في تصنيف Defense News.

ما هو وضع السياحة الإسرائيلية في تركيا؟
تشير أرقام وزارة السياحة التركية إلى انهيار كامل للسياحة الإسرائيلية في تركيا. وبعد دخول نحو 68 ألف إسرائيلي إلى تركيا في نوفمبر 2022، دخل نحو 1800 إسرائيلي فقط في نوفمبر هذا العام.

وبين شهري يناير ونوفمبر، بلغ إجمالي عدد السياح الإسرائيليين في تركيا نحو 762 ألف إسرائيلي، بينما بلغ العدد في الفترة المقابلة من عام 2022 نحو 780 ألف إسرائيلي.