رئيس معهد الاستشراف والأمن بأوروبا: مفاوضات باريس لن تحل الوضع في غزة
صدى نيوز - قال إيمانويل دوبوي رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا إن الحرب في غزة "ليست مشكلة سيتم حلها من خلال المفاوضات الجارية في باريس الآن".
وأضاف: "هذه جولة ثانية في سلسلة من المفاوضات، ولن تضع حلا للقضية الفلسطينية، أو للوضع في قطاع غزة".
وبدأت في باريس الجمعة اجتماعات بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف التوصل إلى تهدئة في غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودعم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وقال دوبوي لوكالة أنباء العالم العربي: "فرنسا ليست لاعبا رئيسيا خلال هذه المفاوضات، هى فقط تستضيف الاجتماع، ولا تأخذ زمام المبادرة في أي نوع من النقاش"، مشيرا إلى أن "هذه المفاوضات مباشرة بين الجانب الإسرائيلي والأميركيين، والفرنسيين يراقبون فقط".
وكان موقع أكسيوس الإخباري قد نقل عن مصدرين مطلعين على المفاوضات قولهما إنه تم، خلال اجتماع باريس بين ممثلي أميركا وإسرائيل ومصر وقطر، الاتفاق على اقتراح جديد ومحدث لصفقة المحتجزين مقابل هدنة.
وفي الجولة الاولى من محادثات باريس في بداية فبراير شباط الجاري، تم التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة. وردت حماس باقتراح مقابل رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه "خيال".
تقول حماس إنها لن تطلق سراح الأسرى لديها إلا بانسحاب إسرائيل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى يتم القضاء على حماس.
وقال دوبوي إن مصر تتصل بحماس كونها المتحدث الأكثر صلة بالفرع السياسي لحماس، وتشارك في مفاوضات باريس للاطلاع على وجهة النظر الإسرائيلية لأنه لا مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
واستبق نتنياهو اجتماع باريس بكشف النقاب عن خطة "مرحلة ما بعد الحرب"، والتي تنص على احتفاظ إسرائيل بـالسيطرة الأمنية على قطاع غزة، على أن يتولى الشؤون المدنية مسؤولون محليون بعد تفكيك حركة حماس.
وعن دلالة عرض هذا الاقتراح قبيل اجتماعات باريس، قال دوبوي "هذا ما اقترحه نتنياهو ولم يقبله المشاركون الآخرون، لأنه اقتراح غير واضح، فما هي طبيعة المسؤولين الذين سيتولون زمام الأمور في اليوم التالي للصراع؟ هل هم تكنوقراط فلسطينيون؟ وهل هم من السلطة الفلسطينية؟ هل سيكون الفرع السياسي الأقل راديكالية لحركة حماس جزءا منها؟ هل سيكون يحيي السنوار بمعزل عن العملية التي ستدور في غزة؟".
وشدد دوبوي على أن الموقف الفرنسي يدعم الجلوس على طاولة المفاوضات لكنه أشار إلى أن "فرنسا ليست في وضع يسمح لها بالتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، هي لا ترغب وليست لديها القدرة على القيام بذلك، وأيضا عدد من دول الاتحاد الأوروبي لا تتفق مع الموقف الفرنسي، فالمجر مثلا ليست متفقة مع الموقف الفرنسي، أما دول مثل إسبانيا أو كرواتيا ستكون على نفس المسار مثل فرنسا، وهذا ليس هو الحال مع ألمانيا".
وتابع قائلا "الموقف الدبلوماسي الوحيد الذي تتبعه فرنسا هو استضافة المفاوضات التي يجريها الآخرون، وليس بإمكاننا القيام بما هو أكثر من هذا لأنه لا يوجد إجماع على موقف فرنسا".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن فرنسا ستواصل العمل من أجل حل الدولتين، مؤكدا أنه لن يتحقق الأمن لإسرائيل دون التوصل لحل سياسي للقضية الفلسطينية.
وردا على سؤال حول مدى استعداد فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية، قال دوبوي "لا، فرنسا ليست مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، وليس بوسع فرنسا أن تفعل أكثر من إقناع الجميع بالتوصل إلى توافق، وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة".
ولا يرى دوبوي تناقضا بين دعوة فرنسا لحل الدولتين وعدم استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية الآن، وتساءل من الذي لا يدعم حل الدولتين؟
وأضاف "علينا أن نكون صادقين، لا يوجد إجماع على المضي في حل الدولتين الآن، ما يمكننا فعله هو العمل خطوة بخطوة، الخطوة الأولى هي الواقعية، الخطوة الثانية هي إيجاد حل بعد انتهاء الحرب، والثالثة هي جمع الجميع للتفاوض".
كما شدد على أن الموقف الفرنسي "لم يتغير قط ولم يتغير منذ السابع من أكتوبر، نحن نعترف بحق إسرائيل في القتال وردع حماس التي نعتبرها منظمة إرهابية، ولكن من ناحية ثانية لا ننحي حل الدولتين جانبا".
وأكد دوبوي أن دعم فرنسا لإسرائيل لا يعني عدم دعم السلطة الفلسطينية. وقال "ندعم دائمًا حل الدولتين وندعم جدا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بالطبع بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس".