ضابط ألماني كبير: الحديث عن ضرب جسر القرم سيطيح ببعض الرؤوس
صدى نيوز - قال ضابط ألماني متقاعد رفيع المستوى إن نشر روسيا الحديث السري بين ضباط ألمان حول ضرب جسر القرم، "سيطيح ببعض الرؤوس".
جاء ذلك وفقا لما نشرته صحيفة Politico، نقلا عن الضابط الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، حيث قال إن إجراء مثل هذه المحادثة السرية للغاية عبر خط غير آمن يعد "إهمالا فادحا"، وتوقع أن يطيح ذلك التسريب "ببعض الرؤوس".
وتتهم ألمانيا روسيا بما أسماه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس "هجوم معلوماتي مضلل"، في إطار "حرب المعلومات لزعزعة استقرار البلاد".
وقد ظهر التسجيل الذي تبلغ مدته 38 دقيقة للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي، ونشرته RT، وأكدته الحكومة الألمانية لاحقا، وفيه يناقش 4 من كبار ضباط الجيش الألماني، من بينهم قائد القوات الجوية إنغو غيرهارتس، والعميد فرانك غراف، التصدير المحتمل لصواريخ "تاوروس" الألمانية إلى أوكرانيا، وكيفية استخدامها لمهاجمة البنى التحتية الروسية.
وأثار مضمون المكالمة المسربة، والتي أجريت على منصة WebEx، وليس من خلال الشبكة الداخلية الآمنة للجيش الدهشة، إلا أن بيستوريوس أرجع ذلك إلى أنه "جزء من جهود موسكو لبث الفرقة"، و"تقويض الوحدة"، وتابع: "يجب ألا نقع في فخ بوتين".
وخلال المحادثة التي جرت في فبراير الماضي، ناقش المسؤولون الأهداف المحتملة لأي صواريخ "تاوروس" يمكن التبرع بها لأوكرانيا، وطول الوقت الذي سيستغرقه تدريب الأفراد المحليين على الاستهداف. وناقش الضباط كيفية استخدام الصواريخ لتدمير جسر القرم، والاستعدادات لعقد اجتماع مع بيستوريوس، وتطرقوا إلى عدد صواريخ "تاوروس" المطلوبة لتفادي الدفاعات الجوية الروسية وتدمير الجسر، وهو ما قدروه بـ 10-20 صاروخ من أصل 600 موجودة لدى ألمانيا.
كما ناقش الضباط كذلك نقل البيانات المطلوبة لبرنامج "تاوروس" من القواعد الجوية الألمانية إلى أوكرانيا، لكنهم أوضحوا كذلك أن عمليات تسليم الصواريخ المحتملة لن تغير نتيجة الحرب على أي حال.
ويحقق جهاز مكافحة التجسس العسكري الألماني في التسجيل الصوتي المسرب، إلا أن التوقيت محرج بالنسبة لبرلين لأنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس أن الموظفين البريطانيين والفرنسيين يساعدون في معايرة الأهداف الصاروخية للأوكرانيين.
ويدعي بيستوريوس أن توقيت نشر التسجيل الصوتي "لم يكن من قبيل الصدفة"، وأثار جدلا حول الإجراءات الأمنية التي تتخذها ألمانيا وموقعها الاستراتيجي في الصراع، حيث تابع بيستوريوس: "هناك حاجة لمزيد من الوقت قبل أن يتم تحديد ما إذا كان قد تم انتهاك القواعد بشكل كامل". وقال: "سيكون من المبالغة للغاية أن يتسبب الحادث في عواقب شخصية على الفور".
وكان حزب الساكسونيين الأحرار اليميني قد دعا في بيان له، يوم أمس الأحد، مكتب المدعي العام لبدء إجراءات جنائية فيما يتعلق بانتهاك محتمل للمادة 13 من القانون الجنائي الدولي الألماني، والتي تسمى "جريمة العدوان". ويستند البيان إلى خطط لتنفيذ هجوم على جسر القرم بالاشتراك مع أوكرانيا أو تقديم دعم لوجستي وبالأفراد لتنفيذ هجوم أوكراني، وهو ما أصبح معروفا لوسائل الإعلام بفضل المحادثات المسربة بين الضباط الألمان، وتابع البيان: "إن هذه الإجراءات التحضيرية المحددة يمكن أن تندرج بالفعل ضمن الفقرة ذات الصلة، التي تحظر التخطيط لحرب عدوانية، وتنص عقوبتها على السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات".
إلا أن الحزب، في الوقت نفسه، اعترف أن فرص إجراء التحقيق ضعيفة للغاية.