العدوان على مجمع الشفاء: الاحتلال يعلن قتل 140 فلسطينيا واعتقال 600
صدى نيوز - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنه قواته قتلت 140 فلسطينيا واعتقال 600 آخرين في إطار العدوان الذي تشنه على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة منذ يوم الإثنين الماضي، وادعى أن من بين المعتقلين قيادات في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وجاء في بيان مشترك صدر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) أن خلال العملية في مستشفى الشفاء جرى "اعتقال مسؤولي مقر الضفة التابع لحماس، وقادة المناطق والمنظومات، واستسلام عناصر تابعة للجهاد الإسلامي والقضاء على ما يزيد عن 140 مخربًا خلال تبادل إطلاق النار".
وأضاف أنه "حتى الآن تم اعتقال حوالي 600 مخرب والقضاء على ما يزيد عن 140 مخربًا خلال تبادل إطلاق النار"، وادعى أنه "خلال عمليات التمشيط في المستشفى تم العثور على العديد من الوسائل القتالية والمستندات الاستخباراتية التي تساهم في استمرار القتال".
وزعم أن "عناصر الجهاد الإسلامي الذين تواجدوا في مجمع المستشفى اتخذوا قرارًا بالاستسلام ومن بينهم مسؤولون أحيلوا إلى التحقيق لدى جهاز الأمن العام مثل: مسؤول ملف الاستطلاعات التابع للواء غزة، حسام سلامة، وشقيقه وسام سلامة، مسؤول منظومة الإعلام الحربي في غزة التابعة للجهاد الإسلامي".
وقال إنه "من بين المعتقلين هناك ثلاثة مسؤولين في مقر الضفة التابع لحماس، الذين يوجهون الأنشطة الإرهابية من منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) والذين تم تحويلهم للتحقيق لدى الشاباك، وهم: رئيس لجنة نابلس المسؤول عن الأنشطة الحمساوية في المنطقة، عمر عصيدة، ومحمد قواسمة وهو أحد مخططي وممولي عملية اختطاف الشبان الثلاثة عام 2014، وحمد الله حسن علي الذي روج على مدار السنوات الأخيرة لعمليات في منطقة الضفة الغربية والقدس".
وأكد أن "القتال في منطقة المستشفى مستمر حيث تقع اشتباكات عديدة مع العدو وتبادل إطلاق النار. القوات تستمر في التصرف وفي تمشيط المنطقة والبحث عن الوسائل القتالية واعتقال المخربين خلال اشتباكات وجهًا لوجه".
بدورها، قالت حركة حماس، في بيان، "يواصل جيش الاحتلال، لليوم الرابع على التوالي، عدوانه على مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، وتدمير العديد من مقدرات المستشفى وتفجير وحرق المباني السكنية المحيطة به، واحتجاز النازحين والأطقم الطبية والمرضى والتنكيل بهم، والطلب منهم مؤخرًا النزوح إلى الجنوب تحت تهديد السلاح".
وأضافت أن "الصمت المعيب تجاه ما يتعرض له مجمع الشفاء والمحاصرين فيه، لهو وصمة عار وإخفاق أخلاقي من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة العاجزين عن وقف آلة القتل الصهيونية، والضغط على واشنطن لوقف شراكتها ودعمها بالسلاح للاحتلال الصهيوني النازي".
ودعت "الدول العربية والشعوب الحية إلى ضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الإبادة وعمليات التدمير الممنهج لمرافق الحياة في قطاع غزة، وإلى مزيد من التضامن والنصرة لشعبنا المحاصر والذي يتعرض لجرائم بشعة على أيدي النازيين الجدد منذ نحو ستة أشهر متواصلة".
وأكد شهود عيان أن الجيش قصف الأحياء المحيطة في مجمع الشفاء الطبي مثل الرمال والنصر وصولًا إلى أطراف مخيم الشاطئ على بعد نحو 500 متر، بالمدفعية والطائرات والدبابات.
وفجر الإثنين، توغلت عشرات الدبابات والمركبات العسكرية في تلك الأحياء وصولُا إلى المجمع الذي طوقته. ثم قام الاحتلال بإلقاء منشورات تدعو السكان المتواجدين في المجمع والأحياء المحيطة "بإخلائها بشكل فوري" والتوجه إلى الشاطئ والسير على طريق الرشيد الساحلي وصولا إلى منطقة حددها في المواصي على بعد نحو 30 كيلومترًا.
واتهمت وزارة الصحة فب غزة جيش الاحتلال بقتل "عشرات النازحين والمرضى والعاملين في المجال الطبي" من دون إعطاء رقم محدد. وتحدث شهود تم الاتصال بهم عن سماع أصوات انفجارات طوال الوقت وإطلاق نار، في اشتباكات خارج المستشفى من الجهتين الغربية والشمالية.
"الأطفال لا يستطيعون الوقوف من قلة الطعام والخوف"
وقال الشهود إن المعارك خلفت دمارًا واسعًا في الأحياء المحيطة بالمستشفى وفي المجمع نفسه الذي اقتحمه الاحتلال. وقال ممرض موجود في المجمع رفض الكشف عن اسمه، الخميس، إن هناك "آلاف النازحين، ولا يوجد أكل ولا شرب يكفي". وأضاف أن "المسيرات والدبابات قصفت المجمع خلال الليل وكل المباني متضررة، دمروا قسم الجراحات الليلة".
وقالت مريم (42 عاما) وهي نازحة تتواجد في قسم الأمراض الباطنية في المستشفى واكتفت بإعطاء اسمها الأول، الخميس، إن "الجيش أطلق قذائف طوال الليل علينا في قسم الولادة وقسم الباطنة وطلبوا منا حوالي الواحدة فجرًا عبر مكبر الصوت أن نخرج وإلا سيقصفون المبنى علينا. نحن هنا مئات النساء والأطفال والرضع وليس لدينا طعام ولا ماء. من أمس (الأربعاء) لم نأكل شيئًا".
وأضافت أن "الأطفال لا يستطيعون الوقوف من قلة الطعام والخوف، لا نستطيع حتى الذهاب للحمام". وقالت مريم إن الجيش أخذ "كل الرجال والشباب فوق 16 سنة وحتى المعاقين حركيا والمصابين... طلبوا منهم أن يخلعوا كل ملابسهم في البرد الشديد، ليست لديهم رحمة، جمعوهم بساحة المستشفى بعدما قيدوهم ووضعوا رؤوسهم بالأرض وضربوهم بالبنادق وأطلقوا النار باتجاههم".
وتابعت "أكيد أنهم قتلوا وأصابوا عددا منهم. بعد 4 ساعات أخذوهم خارج المستشفى. كانوا يشتمونهم وطلبوا منهم الهتاف بكلمات مثل ‘حماس إرهابية‘، وكان معهم كلاب. لو خرجنا كانوا سيطلقون النار علينا أو يعذبونتا".
وقال يونس، وهو مريض يبلغ من العمر 60 عاما، فضل عدم الإفصاح عن كنيته حرصا على سلامته، "أخرجونا يوم الإثنين بدون ملابس وضربوا كل الشباب، واعتقلوهم. سمعتهم يقولون بالعبرية اعتقلنا أشخاصا مهمين من حماس... عصبوا عينيّ حتى لا أرى أحدًا، تكلمت معهم بالعبرية وقلت لهم إني مريض. استجوبوني وسألوني إن كنت أعرف أحدا من حماس. قلت لهم لا أعرف أحدًا ثم تركوني، وجئت إلى مدرسة الأونروا في الرمال".
وذكر الممرض الذي قال إنه تم اعتقاله ثم الإفراج عنه، أن الجيش الإسرائيلي "حول مدرسة بجانب المجمع إلى مركز تحقيق واعتقال، اخذونا إليها".