تباين تركي - إيراني بشأن دور مسيرة كشفت موقع تحطم طائرة الرئيس
صدى نيوز - قللت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اليوم الأربعاء، من الدور الذي لعبته طائرة مسيرة تركية في الوصول لموقع تحطم الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وأشادت في المقابل بأداء مسيراتها. وكانت وكالة «الأناضول» التركية ذكرت أن مسيرة تركية من طراز «أقينجي» حددت «مصدر حرارة يشتبه في أنه حطام الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس رئيسي»، وأبلغت السلطات الإيرانية بإحداثياتها.
وبدأت عمليات البحث بعد ظهر الأحد للعثور على المروحية، وهي من طراز «بيل 212» أميركية الصنع، التي اختفت في منطقة جبلية وحرجية وسط ظروف جوية صعبة. وقالت هيئة الأركان الإيرانية في بيان: «على الرغم من أن تركيا أرسلت مسيرة مزودة بكاميرات رؤية ليلية وكاميرات حرارية، فإن هذه المسيرة فشلت في تحديد موقع التحطم بدقة بسبب عدم وجود معدات كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب»، في إشارة إلى الأحوال الجوية السيئة التي يُعتقد أنها كانت سبب الحادث.
وتابع البيان الإيراني: «حدّدت قوات الإنقاذ البرية والطائرات المسيرة الإيرانية التابعة للقوات المسلحة مكان الحادث بدقة»، لافتاٌ إلى أن المسيرة «سار» الإيرانية «جرى استدعاؤها من مهمة في شمال المحيط الهندي، إلى المكان الدقيق لتحطم المروحية. وتمتلك كل من إيران وتركيا ترسانة كبيرة من المسيرات، وتحرصان على استعراض قدراتها من أجل أسواق التصدير. وتتهم قوى غربية إيران بإمداد روسيا بالمسيرات من أجل حربها في أوكرانيا. وذكرت القوات المسلحة الإيرانية أنه لم يتسن لها نشر مسيراتها المتقدمة فور وقوع الحادث، والمجهزة برادارات ذات فتحات تركيبية؛ لأنها كانت في مهمة في شمال المحيط الهندي، إلا أنه جرى استدعاؤها مما ساعد في الوصول للموقع.
وقالت وكالة (إرنا) الرسمية إن الإحداثيات التي أبلغت بها المسيرات التركية كانت بعيدة بسبعة كيلومترات. وأضافت هيئة الأركان الإيرانية: «هذه الطائرة المسيّرة لم تتمكّن من تحديد موقع تحطم المروحية بدقة وعادت أدراجها إلى تركيا». وذكر الجيش أنه اختار تركيا من بين «الدول الصديقة» للمساعدة في مهمة البحث؛ نظراً لقربها من موقع الحادث بشمال غربي البلاد.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري، الاثنين، بفتح تحقيق في سبب تحطّم المروحية.
وروى غلام حسين إسماعيلي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي، ملابسات الحادث كما شهدها من إحدى المروحيات الثلاث التي كانت تقل الوفد الإيراني.
وأوضح إسماعيلي أنه عند الإقلاع «كان الطقس صافياً، ولم يكن هناك ما يدعو إلى القلق»، لكن بعد نصف ساعة، أمر قائد المروحية الرئاسية المروحيات الثلاث «بالارتفاع فوق منطقة من الغيوم»، حسب الترجمة التي أوردتها «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكد أنه بعد تنفيذ الأمر، ومن دون أن يشعر بأي اضطراب، «أدرك قائدنا فجأة أن المروحية التي كانت تقل الرئيس اختفت». وحلّق قائد المروحية التي كانت تقل إسماعيلي ووزراء في حكومة رئيسي بعد ذلك «مرات عدة» فوق المنطقة، لكن طبقة السحاب حجبت رؤية اليابسة.
وقال إسماعيلي: «فشلنا مراراً في إجراء اتصال لا سلكي» مع مروحية الرئيس. ثم قرر الطيار الهبوط في منجم للنحاس «للبحث» عن الطائرة المفقودة.
وأضاف إسماعيلي: «بعد محاولات عدة» للاتصال، أجاب أحد الركاب الثمانية، آية الله هاشم، إمام تبريز، و«قال لنا: لا أشعر بأنني بخير، وقال إنه وحيد ولا يعرف أين هو موجود». وتابع: «شكّلنا بعد ذلك فريقاً للذهاب والبحث عنهم، وطلبنا مساعدة طارئة فورية».