حاكم دارفور يتهم «الدعم السريع» باستهداف خزان مياه الفاشر لتهجير السكان
صدى نيوز - اتهم وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين، «قوات الدعم السريع» بالسعي «لتعطيل خزان مياه يمثل أحد المصادر الأساسية للمياه في مدينة الفاشر» عاصمة ولاية شمال دارفور، «بهدف تعطيش السكان، وإجبارهم على مغادرة المدينة حتى تسهل السيطرة عليها».
وقال حمدين، وهو حاكم إقليم دارفور المكلف، لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن خزان قولو كان خلال الأربعة أسابيع الماضية التي احتدم فيها القتال، والذي لا يزال قائماً بشكل يومي في مدينة الفاشر، أحد أهداف (ميليشيا الدعم السريع) خلال محاولتها المستميتة للسيطرة على المدينة».
وأوضح أن الفاشر تتعرض «لحصار يمنع دخول الإمدادات كافة، سواء كانت صحية أم غذائية، ويقوم (الدعم السريع) بالقصف العشوائي لتدمير البنية التحتية مستهدفاً المستشفيات وكل المرافق التي تقدم الخدمة بما فيها مصادر المياه».
كما اتهم حمدين «قوات الدعم» بضرب «عدد من مصادر المياه في قرى غرب الفاشر، وهدفهم الرئيسي تعطيل خزان قولو». وأشار إلى أن قوات الجيش بالتعاون مع الحركات المسلحة أجبرت عدداً من «قوات الدعم» «على التقهقر والتراجع في عدد من المحاور، وتتعامل مع المحاور الأخرى شرق الفاشر».
كانت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر، قد قالت «إن الخدمات الأساسية، مثل المياه والرعاية الصحية، معرضة لخطر التعطيل في مدينة الفاشر»، وحذرت من «تعرض خزان قولو للتلف والتدمير».
وقالت المديرة الإقليمية لـ«اليونيسف»، إن النزاع على هذا الخزان «الذي يعد أحد مصادر المياه الرئيسية لنحو 270 ألف شخص في المدينة والمجتمعات المجاورة يعرِّضه لخطر كبير من التلف أو التدمير».
وأضافت: «سيؤدي ذلك إلى انقطاع المياه الآمنة والكافية عن العائلات والأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه في منطقة تعاني من الحرب أصلاً، وسيكون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وضعف جهاز المناعة، معرضين للخطر بشكل خاص».
وفي حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»، قال حمدين إن على المجتمع الدولي «أن يدين جرائم (قوات الدعم السريع) بحق المدنيين في الفاشر، وأن يلزمها بالتوقف عن ممارسة مثل هذه الجرائم غير الإنسانية».
وأوضح حمدين أنه عندما دخلت «قوات الدعم السريع» مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، «استخدمت مثل هذا السلاح، وكان أول ما بدأت به هو قطع إمدادات المياه خصوصاً قطع الإمدادات الداخلة إلى القيادة، ما اضطر الجيش لحفر آبار جوفية طيلة الفترة التي كان يجابه فيها الميليشيا».
وتفرض «قوات الدعم السريع» حصاراً على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 ولايات من أصل 5 في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين.