رفح.. مدينة صنعت منها فكرة الأنفاق في قطاع غزة
تقرير صدى نيوز - بقيت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لسنوات طويلة، رمزًا للأنفاق التي حفرت من قبل سكان المدينة خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي فرض على القطاع في أعقاب سيطرة حماس عليه.
وشهد محور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي ما بين قطاع غزة ومصر، عمليات حفر واسعة لأكثر من 1200 نفق على طول الحدود لتهريب البضائع المختلفة، حيث بدأ حفرها بشكل صغير ثم اتسعت مع مرور الوقت وأصبح يتم تهريب كل ما يتخيله الإنسان عبرها، بما في ذلك المركبات، وباتت تلبي احتياجات السوق الغزي لسنوات.
وكما تقول مصادر محلية من رفح لـ "صدى نيوز"، فإن تاريخ الأنفاق في المدينة يعود إلى التسعينيات بعد استخدامها من قبل بعض العشائر لتهريب ممنوعات ومطلوبين على خلفية قضايا إجرامية وغيرها، وكان عددها في ذلك الوقت لا يتجاوز أصابع اليدين.
وفي أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية عام 2000، بدأت المقاومة باستغلال تربة المدينة لحفر أنفاق، ونجحت بتفخيخ بعضها وتدمير أبراج ومواقع عسكرية للاحتلال كانت منتشرة على الحدود وتستهدف المواطنين والسكان.
ولعل عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي نفذت عبر أحد الأنفاق، كانت أبرز تلك العمليات التي استخدم فيها هذا السلاح الذي تحول لاستراتيجي بالنسبة لحركة حماس وبدأت تستخدمه في كل مناطق القطاع بطرق مختلفة.
وقامت مصر بعملية واسعة لتدمير الأنفاق التي ظهرت على حدودها في عام 2012.
وخلال الحروب التي دارت في قطاع غزة، وجهت المقاومة سلسلة من الضربات للقوات الإسرائيلية وخاصة في حرب عام 2014، باستخدام أنفاق هجومية حفرتها قرب الحدود مع إسرائيل، فيما كانت هناك أنفاق سميت دفاعية، وكان يتم منها إطلاق صواريخ متوسطة وطويلة المدى، إلى جانب تنفيذ عمليات منها ضد القوات التي كانت تتوغل برًا في مناطق القطاع، ونجحت في تلك الحرب بأسر جنديين أحدهما برفح والآخر في حي التفاح شرق غزة.
وبعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقتل وخطف مئات الإسرائيليين إلى قطاع غزة من قبل كتائب القسام، كانت الأنفاق وخاصة الاستراتيجية التي حفرتها حماس بمثابة المكان الأمثل بالنسبة لها، للاحتفاظ بالأسرى فيها.
ومع مرور 9 أشهر على الحرب، إلا أن الاحتلال لا زال يواجه عمليات باستخدام كتائب القسام للأنفاق، وخاصة في مدينة رفح التي توصف بأنها "مدينة الأنفاق".