أونروا: خدماتنا الأساسية ستُواجه خطراً حقيقياً
الأخبار

أونروا: خدماتنا الأساسية ستُواجه خطراً حقيقياً

رام الله - صدى نيوز- قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، ماتياس شمالي: إن خدمات الوكالة الأساسية ستواجه خطراً حقيقياً، إذا لم يتم سد العجز المالي مع حلول شهر أيار/ مايو المقبل.

وأوضح شمالي خلال لقاء نظمته نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الأحد، أن بعض الدول لم تقدم حتى الآن مساهمتها المالية، الأمر الذي سيؤثر على الخدمات الأساسية التي تقدمها (أونروا) ويضعها في خطر حقيقي.

وأشار إلى أن عدم تمويل تلك الدول للوكالة، جاء تزامنا مع القرار الأميركي بتقليص مساهمتها.

ولفت إلى أن (أونروا) لديها القدرة على المضي بخدماتها حتى نهاية العام الدراسي الحالي، مشيراً إلى أنه لم يتخذ أي قرار بإغلاق أي مؤسسة حتى الآن.

وأكد وقف عقود البطالة بسبب العجز المالي، مشيراً إلى أن الوكالة اتخذت إجراءات من أجل استمرار تقديم المساعدات للاجئين حتى شهر حزيران/ يونيو المقبل.

وأوضح أن ما يحتاجه اللاجئون الفلسطينيون لا يقتصر على التدخل الإنساني فحسب، بل يتعداه إلى ضمان حق العمل والتنقل والسفر، وأنه وفق الاعتقاد الجازم، يمكن تحويل الوضع السيئ الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون إلى وضع  إيجابي، وفق الإمكانات التي يمتلكها الشعب الفلسطيني.

وأشار شمالي إلى أن الإعلام العالمي، ساعد في رسم صورة سلبية للفلسطينيين واللاجئين في قطاع غزة، يملؤها الإرهاب والفقر، وهو ما يتطلب دوراً منه بصفته الأممية لنقل انطباع وصورة نمطية إيجابية عن قطاع غزة، وهي نقطة لابد أن يعمل معه الجميع في تحقيقها لتغييرها.

وأكد شمالي أنه من السذاجة الحديث عن الوضع الإيجابي في قطاع غزة،  والتغاضي عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، خاصة في ظل الأخبار المؤسفة التي نسمع عنها وحالات الانتحار في صفوف الشباب التي تم تسجيلها، ومنها حالة لأحد الطلاب في مدارس (أونروا)، الأمر الذي يدلل على مستوى الإحباط الذي يحياه اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة.

وأضاف شمالي، أن الدراسات التحليلية التي تجريها (أونروا) عبر خدماتها لنحو مليون وثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني، أثبتت أن 77% من اللاجئين في قطاع غزة، يعيشون تحت خط الفقر من مجموع مليون فلسطيني، تقدم لهم (أونروا)  المساعدات الغذائية.

وعبر شمالي عن أسفه لما وصلت إليه حالة الشباب الفلسطيني، مؤكداً أنه من العار علينا أن ننظر إلى هؤلاء الشباب، وهم يقومون بالانتحار دون أن نتدخل لإنهاء معاناتهم، مطالبًا المجتمع الدولي بتقديم المساعدات للاجئين.

وعن الأوضاع الصعبة التي تعانيها (أونروا)، أوضح شمالي، أن هناك انخفاضاً  دراماتيكياً في التمويل نجم عن القرار الأمريكي، الأمر الذي يؤثر على مجالات خدمات (أونروا) المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

وعن موازنة البرامج الأساسية لـ (أونروا) بين شمالي أنه حتى هذه اللحظة، لم يتم تغطية ثلث موازنة (أونروا) الخاصة بالتعليم ورواتب 19 ألف مدرس، يعملون في مدارسها، وهي سابقة لم تمر في مدارسها، وسيكون لها آثار سيئة،  إن لم يتم توفيرها حتى نهاية أيار/ مايو القادم، مما سيُعرض عملياتها للخطر.

وفيما يخص برنامج الاستجابة الطارئة، أوضح شمالي أن (أونروا) تلقت 90 مليون دولار من الولايات المتحدة خلال العام الماضي من مجموع 135 مليون دولار، صرفت ضمن البرنامج لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، فيما لم تستلم أي مبلغ خلال العام الجاري بناءً على القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة منها للوكالة الدولية، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرار بوقف برنامج العقود مطلع كانون الثاني/ يناير 2018 وهو ما سيعرض عمليات (أونروا)  الخاصة ببرنامج الاستجابة الطارئة والمساعدات الغذائية للخطر.

وعن مشاريع الإعمار التي تقوم (أونروا) بتنفيذها، أوضح شمالي أنه خلال السنوات الماضية، تلقت مبلغ 80 مليون دولار لتنفيذ 60 مشروع إعمار فيما تلقت هذا العام 40 مليون دولار لأقل من 30 مشروع في ظل الكثير من مشاريع الإعمار التي يحتاجها اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة.

وبخصوص العقود المؤقتة، أوضح أن نقص التمويل على خدمات (أونروا) وتقليص تنفيذ مشاريع الإعمار التي تقوم بها كان السبب الرئيسي لإنهاء عقود العديد من المهندسين المشرفين على تلك المشاريع، وهو أحد الأمثلة على تأثير نقص التمويل على خدمات (أونروا) وموظفيها.

وحول تفويض (أونروا) الذي منحته الجمعية العامة للأمم المتحدة وفق القرار (302) أشار شمالي إلى أن الغالبية من دول الأعضاء في المنظمة الدولية، لم يحدثوا تغيراً في هذا التفويض، وهو مستمر حتى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وإن تطبيق هذا التفويض يحتاج إلى دعم مستمر للقيام بالمهام المطلوبة، وهو مصدر قلق في ظل الأوضاع المالية الصعبة للوكالة الدولية.

وأكد شمالي في نهاية حديثة أن (أونروا) تبذل أقصى ما في وسعها لتقديم الخدمات اللازمة للاجئين الفلسطينيين مع إيمانه العميق بأن العنصر الأساسي الذي يجب أن يتغير هو رفع الحصار عن قطاع غزة، إلى جانب قيام القيادة الفلسطينية بالعمل على إنجاز المصالحة الفلسطينية، وإيجاد قيادة صالحة للشعب الفلسطيني، وهو أمر مهم لتحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، وحصولهم على وضع أفضل.