هل تتأثر العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية بصراعات واشنطن السياسية؟
صدى نيوز - أشار الكاتب زالمان شوفال في مقال رأي بعنوان "العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية ليست متناغمة بسبب الصراعات في واشنطن"، إلى مؤتمر هرتسليا السنوي الأخير، والذي تناول التحديات المختلفة التي تواجه إسرائيل، لا سيما العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في جلسة بعنوان "إسرائيل بدون الولايات المتحدة - هل هذا ممكن؟"
ويقول الكاتب إن أي شخص مطلع على الحقائق السياسية لن يتردد في الإجابة بالنفي، أو على الأقل الاعتراف بأن العلاقة ذات أهمية حيوية، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها مصالح استراتيجية مهمة ومصالح أخرى مع إسرائيل.
ويلفت الكاتب إلى أن هذا لا يعني أن العلاقة ستكون متناغمة دوما، لقد كانت هناك خلافات، وستظل موجودة، سببها حقيقة بسيطة هي أن أي دولة لديها مصالح خاصة بها لا تتطابق بالضرورة حتى مع مصالح الحليف الوثيق لها.
ويقول الكاتب إن الخلاف الذي لم يُحل بعد بشأن توريد أسلحة وذخائر حيوية لإسرائيل، التي تواجه حربا على عدة جبهات، يمكن أن يكون مثالا واضحا على ذلك، ويؤكد الكاتب أنه لابد ألا تتجاهل إسرائيل التغييرات التي تحدث حاليا في الولايات المتحدة على مستوى مجموعة كاملة من القضايا، السياسية والاجتماعية والثقافية وما إلى ذلك، والتي أثرت بالفعل ويمكن أن تؤثر بشكل أكبر على مكانة الولايات المتحدة في العالم وعلاقاتها الخارجية، بما في ذلك علاقاتها مع إسرائيل.
ويطرح الكاتب عدة أسئلة من بينها: هل تخلت أمريكا عن دورها كقوة عظمى رائدة في العالم وقائدة للعالم الحر؟ وهل تحولت القيم الأميركية، التي لعبت دورا مهما في علاقاتها الدولية، وخاصة مع إسرائيل، إلى قيم جوفاء؟ وما هو تأثير التغيرات الديموغرافية في المجتمع الأمريكي على إسرائيل واليهود الأمريكيين، وماذا عن معاداة السامية المتزايدة في اليمين واليسار؟
وأخيرا وليس آخرا، كيف سيكون شكل وطبيعة الولايات المتحدة، أفضل أم أسوأ، بعد أربعة أشهر من الآن، في أعقاب انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني؟ ومهما كانت النتائج، فإن الانقسامات في المجتمع والسياسة الأميركية سوف تتعمق أكثر، بحسب الكاتب.
ويستشهد الكاتب بتقارير تحدثت عن عدد من العراقيل السرّية والعلنية، بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات، لسياسات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تتناقض كما يقولون مع المصالح الأميركية الأساسية.
ويلفت الكاتب إلى مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" المعنية بالشؤون الخارجية، كتبه بن رودس، المسؤول الكبير في إدارة أوباما والذي يلعب الآن دورا مهما في السياسة الخارجية الأميركية، وفي رأيه، يجب على أمريكا أن تتصالح مع حقيقة أن العالم لم يعد يعترف بتفردها وأولويتها، وأنه يجب عليها بالتالي أن تتخلى عن "ظواهرها السياسية غير واضحة المعالم"، في إشارة ، في رأي رودس، إلى التأثير السياسي الضار على السياسة الخارجية.
ويختتم شوفال مقاله مستشهدا بمقولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بن غوريون: "السلام سيأتي عندما يريده العرب أيضا"، ولم يضف أحد غير بايدن العام الماضي أنه سيأتي "عندما يعترف جيران إسرائيل بحق الشعب اليهودي في دولتهم"، ويرى الكاتب أنهما على حق.