الضربات الإسرائيلية ضدّ الحوثيين في الحديدة باليمن... تفاصيل جديدة
أهم الأخبار

الضربات الإسرائيلية ضدّ الحوثيين في الحديدة باليمن... تفاصيل جديدة

صدى نيوز - تشير التقديرات الأمنيّة الإسرائيلية، إلى أن ميناء الحديدة في اليمن، بات عاجزا عن استقبال أيّة بضائع، "بشكل كامل"، وذلك بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفته، واستهدفت منشآت تخزين نفط بداخله، أمس السبت، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

جاء ذلك بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، اليوم الأحد، والتي قالت إن تقديرات المنظومة الأمنيّة الإسرائيلية، تشير إلى أن "قدرة الميناء على استقبال البضائع، معطّلة بشكل كامل".

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنه، خلال المناقشات التي صودق فيها على أهداف الهجوم، "تقرّر في إسرائيل ضرب (قدرتين هامّتين) في ميناء الحديدة وبالقرب منه؛ الأولى هي البنية التحتية للطاقة، وتمّ مهاجمة نحو 20 منشأة لتخزين الوقود، معظمها داخل مجمّع الميناء، وبعض مرافق التخزين التي وضعها الحوثيون بالقرب من الميناء".

والأمر الثاني الذي سعى الهجوم الإسرائيليّ إلى تحقيقه، يتعلّق بـ"قدرات تفريغ البضائع في الميناء، فقد تعمّدت إسرائيل مهاجمة الرافعات التي تتمثّل مهمّتها في تفريغ البضائع من السفن إلى الرصيف".

وشدّدت الإذاعة على أن التقديرات الإسرائيليّة هي أن قدرات الميناء هذه، قد باتت "معطّلة بشكل كامل"، عادّة أن ذلك يعني أن "الإيرانيين لن يتمكنوا من إيصال الذخيرة للحوثيين عن طريق البحر في المستقبل القريب، وقد تضرّر هذا المحور".

كما ذكرت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه يُتوقع أن يظلّ الحريق الذي اشتعل هناك بالأمس، بعد الضربات، مشتعلا لعدّة أيّام مُقبلة.

8 أسراب طائرات شاركت في الهجوم... لم يُطلق الحوثيون صواريخ اعتراضيّة

وشاركت في الهجوم الإسرائيليّ "8 أسراب من القوات الجوية"، بما يشمل "أسراب طائرات مقاتلة من طرازَي إف-35 وإف-15، وطائرات استخبارات، ومروحيات قتالية، وطائرات للتزوّد بالوقود".

وبحسب ما أوردت التقارير الإسرائيلية، فإنّ الطائرات الإسرائيلية، "في الطريق إلى اليمن والعودة، تم إجراء عدة عمليات للتزود بالوقود جوًّا"، في رحلة استمرّت لنحو ساعتين و50 دقيقة.

وقد أقلعت الطائرات من إسرائيل، و"حلّقت فوق البحر الأحمر، وأسقطت القنابل أثناء تحليقها فوق البحر على ميناء الحديدة"، في حين "لم يطلق الحوثيون صواريخ أرض - جوّ على طائرات القوات الجوية".

وأشارت التقارير إلى أنه تمّ إطلاق نحو ألف طائرة مسيّرة صوب البلاد، منذ بداية الحرب، تمّ اعتراض نحو 320 منها فقط.

وذكرت أن من بين المسيّرات الألف، 300 طائرة بدون طيار أطلقها حزب الله اللبناني، فيما "تم اعتراض نحو 150، أي نحو النصف"، فقط.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التقديرات تشير إلى أنه "تم إبلاغ السعوديين مسبقًا مِن قبل إسرائيل، بالهجوم المتوقع في اليمن".

وفي هذا الصّدد قالت الإذاعة إنه "يبدو أن طائرات القوات الجوية (الإسرائيلية)، قد مرّت عبر المجال الجوي السعوديّ في جزء كبير من مسار رحلتها في طريقها إلى اليمن، ويمكن تقدير أن ذلك يتطلّب إعلاما مباشرًا للسعوديين، بشأن الهجوم المتوقّع".

في المقابل، قالت وزارة الخارجية السعودية، اليوم، إنها تتابع بـ"قلق بالغ" تطورات التصعيد العسكري في اليمن، والتي "تضاعف من حدة التوتر الحالي" في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.

ودعت الوزارة كافة الأطراف لـ"التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة".

وأكدت "استمرار جهود السعودية لإنهاء الحرب على غزة، ودعمها المستمر لجهود السلام في اليمن لتجنيب شعبها الشقيق المزيد من المعاناة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة".

مواجهة طويلة ومباشرة مُحتملة مع الحوثيين

ولفت تقرير الإذاعة إلى أن هناك فهما في إسرائيل، "أن المعنى المحتمل للهجوم في اليمن، هو الدخول في جولة طويلة ومباشرة من الضربات ضد الحوثيين".

ونقلت الإذاعة عن مسؤول أمنيّ وصفته برفيبع المستوى، بدون أن تسمّه، القول إنه "بعد أن ضربت الطائرة بدون طيار تل أبيب (هجوم الحوثيين، فجر الجمعة الماضي)، أدركنا أن المنطقة بأكملها الآن تنظر إلينا؛ (الأمين العامّ لحزب الله اللبناني، حسن) نصر الله في بيروت، و(المرشد الإيرانيّ الأعلى، علي) خامنئي، في طهران".

وأضاف المسؤول ذاته: "كان علينا أن نُظهر القوة تجاه المنطقة بأكملها، حتى لو كان الثمن أن يؤدي ذلك إلى استمرار (المواجهات)".

وقال: "إذا لم نفعل شيئًا، فسيكون هناك ثمن لذلك، لأن الآخرين (جهات تزعم إسرائيل أنها تهاجمها)، سيحصلون أيضًا على أفكار"، ولفت إلى أنه "من المحتمل جدًا أن نضطر إلى تنفيذ هجوم مرّة أخرى في اليمن، ولعدّة مرات قريبًا".

وذكر أنه "لا ينبغي أن نتوقع أن هذا الهجوم سيحل مشكلة الحوثيين"، مضيفا: "من الصعب علينا التنبّؤ بما سيفعله الحوثيون، ردًّا على ذلك، لكنّنا نقدّر أنهم سيتخذون المزيد من الإجراءات. لقد تغيرت الأمور".

ضربة الحوثيين في تل أبيب

وفي ما يتعلّق بالهجوم الذي نفّذه الحوثيّون، واستهدف الجمعة الماضي، تل أبيب، مُسفرا عن وقوع قتيل ومصابين، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلية، أن التحقيق الأوليّ للجيش الإسرائيليّ، يشير إلى أن الحوثيين "استخدموا بدقة مسارات الطيران المدنية، وأطلقوا طائراتهم المسيرّة المهاجِمة عبر هذه المسارات، كمحاولة للتمويه".

ويقدّر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون، بأن هذا قد يكون هو ما قد أدى إلى التقدير الخاطئ بأن المسيّرة، جسم "غير معادٍ"، وهو الادعاء الذي كان الجيش الإسرائيليّ قد قاله، بعد الضربة في تل أبيب.

وأشار إلى أنه ما مِن صلة بين الطائرة المسيّرة التي أطلقها الحوثيون إلى تل أبيب ومسيرة كان قد تمّ اعتراضها في الوقت ذاته، من شرق إسرائيل. ووفق التقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإنه لم يكن هناك تنسيق بين الحوثيين، و"المقاومة الإسلامية" في العراق، في إطلاق المسيّرتين.