من قلب الحطام: مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني يقدم الحياة
صدى نيوز - في ظل القصف والدمار، يتقدم مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني في خانيونس، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كمثال حي على الإنسانية في أحلك الظروف، هذا المستشفى، الذي أنشئ في ظروف عصيبة ووقت قياسي غير مسبوق، في 28 مايو 2024، وبدأ عمله التجريبي في 12 يونيو 2024، انطلق المستشفى في العمل كرد فعل سريع على اجتياح آليات الاحتلال الاسرائيلي مدينة رفح وازدياد الحاجة الطبية الملحة.
على الرغم من الظروف شبه المستحيلة للعمل في قطاع غزة، ينشط المستشفى بقدراته التشغيلية المتقدمة، حيث يضم 52 سريرًا، منها 32 للإقامة، و8 أسرة للعناية المركزة، و6 أسرة حضانة، و5 أسرة للطوارئ، إضافة إلى غرفة عمليات وغرفة إفاقة.
يعج المستشفى بالحركة والنشاط، حيث يعمل فيه أكثر من 140 موظفًا، يشكلون فريقًا متكاملًا من الأطباء والممرضين والإداريين والفنيين، جميعهم من كوادر الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي كوادر فلسطينية مئة بالمئة.
الهلال الأحمر الميداني الكويتي المتكامل
يصف الدكتور حيدر القدرة، المدير التنفيذي لجميعة الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، المستشفى الكويتي الميداني بالمتقدم عن باقي المستشفيات الميدانية، لما يحتويه من مميزات بوجود بنية تحتية تتمثل بوجود عناية مركزة، وقسم حضانة للأطفال الخدج، وغرفة عمليات متكاملة.
ويقول الدكتور القدرة: نستقبل حالياً الحالات من الجمهور بشكل مباشر، أو عن طريق تحويلها من المستشفيات الأخرى، بما فيها مستشفى الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، التي تُحول الحالات التي تحتاج إلى العناية المركزة إلى الكويتي، وبذلك يشكل المستشفى الميداني إضافة إلى العمل الصحي بشكل عام ولمستشفى الامل بشكل خاص.
وأكمل: هذا المستشفى يعمل بكوادر الهلال الأحمر الفلسطيني سواء أطباء أو ممرضين أو إداريين أو فنيين، كوادر فلسطينية 100%، وعددها أكثر من 140 موظف، بمتوسط 40 موظف بشكل يومي.
ويأمل المدير التنفيذي لجميعة الهلال الأحمر، بأن يقوم الهلال الاحمر الكويتي بانشاء مستشفى ميداني على سجية الميداني الكويتي في محافظة غزة، بسبب خروج مستشفى القدس نتيجة اقتحامه من قبل الجيش الاسرئيلي وتدمير محتوياته و كذلك خروح الكثير من المستشفيات في القطاع عن الخدمة.
يذكر أن مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني جاء بتبرع كريم من الهلال الأحمر الكويتي، وكان هناك وعد من الهلال الأحمر المصري بحضور أخصائيين واستشاريين مصريين ذوي مهارة خاصة للعمل داخل المستشفي تحديداً الحالات المعقدة، ولكن بسبب إغلاق المعابر لم تدخل الطواقم المصرية حتى اللحظة.
امكانيات وقدرات مميزة.
يقول الدكتور أنور الغرة، المدير الطبي لمستشفى الهلال الأحمر الكويتي، إن أهمية المستشفى الميداني تكمن في احتواءه على حضانات أطفال وغرفة عناية مركزة والتي تعتبر كنز في فترات الحروب، مضيفاً " جميع المستشفيات الحكومية الوزارية مكتظة بالإصابات ولا يوجد متسع لأي مريض، لذلك يتم تحويل الحالات من المستشفيات إلى اسرة العناية لدينا".
ويضيف الدكتور الغرة " بدأنا باجراء العمليات الجراحية منذ أسابيع، في الوقت الحالي لدينا بشكل شبه يومي من 8 لـ 10 حالات جراحة أطفال وحالات جراحة عامة.
مع استمرار الحرب وشلالات الدم، يبقى مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني في خانيونس مثالًا ناصعًا على قوة الإرادة الإنسانية، بروح متفانية وقلوب مخلصة، يتحدى هذا الصرح الطبي كافة العقبات ليمنح الأمل والحياة للعديد من الأرواح.
منذ انطلاقه في العمل، لم يكن مجرد مستشفى، بل تجسيدًا حقيقيًا لمعنى التضامن والتكاتف في مواجهة الأزمات، ومن خلال فريق عمله الفلسطيني الكامل، يثبت المستشفى أن النبل والإيثار لا يعرفان حدودًا
وفي نهاية كل يوم شاق، يبقى هذا المستشفى شاهدًا على قدرة البشر على إحداث فرق، مهما كانت الظروف قاسية، سيظل مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني في خانيونس رمزًا للأمل في أحلك اللحظات.