محللون إسرائيليون: رد محور المقاومة سيستهدف منشآت عسكرية وإستراتيجية وليس مدنيين
تقارير مميزة

محللون إسرائيليون: رد محور المقاومة سيستهدف منشآت عسكرية وإستراتيجية وليس مدنيين

صدى نيوز - يوجد إدراك واضح في إسرائيل أن رد إيران وحزب الله، واحتمال انضمام الفصائل المسلحة في اليمن والعراق وسورية، مؤكد لكن من دون العلم بتوقيته، في أعقاب اغتيال رئيس المكتبي السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقائد الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، ولذلك فإن حالة التأهب والاستنفار في إسرائيل حاليا في أعلى درجة، حسب المحللين العسكريين الإسرائيليين اليوم، الجمعة.

وكرر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، تقديرات الجيش الإسرائيلي التي بموجبها أن يكون الرد منسقا بين أطراف "محور المقاومة"، وأنه "من الجائز أن يكون الرد من خلال موجات من الهجمات تستمر لأيام معدودة. وعلى الأرجح أن ترد إسرائيل عليها".

واعتبر أنه "لأن أعضاء المحور يسعون للانتقام على استهداف القياديَين، وعلى على استهداف واسع للمدنيين، بالإمكان التقدير أن خطواتهم ستوجه ضد منشآت عسكرية أو إستراتيجية، كتلك المنتشرة في وسط إسرائيل وشمالها. واختيار أهداف في منطقة حيفا أو منطقة تل أبيب الكبرى يمكن أن يعتبر ردا ملائما"، بادعاء أن "استهدافا إسرائيليا مدروسا ضد هدف عسكري واضح، هو رئيس أركان حزب الله (شكر)، لا يبدو كعملية من شأنها أن تدهور الأطراف إلى حرب".

إلا أن هرئيل لفت إلى أن اغتيال هنية في الأراضي الإيرانية خلال الاتصالات حول صفقة تبادل أسرى، هو استفزاز للنظام الإيراني الذي كان يستضيف هنية، "وهذا يضع الإيرانيين في مداولات حول عملية الرد".

وأضاف أن عمليتي الاغتيال تدل على أن لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سلم أولويات خاص به. "فنتنياهو معني باستمرار الحرب في قطاع غزة، بينما المواجهة مع حزب الله في الشمال لا تزال أفضلية ثانوية لديه. وهو يسعى إلى عدم التورط في حرب إقليمية، ولذلك ليس بمواجهة متصاعدة مع حزب الله، وبإمكان الوضع في الشمال أن يبقى على حاله بالنسبة له".

وحسب هرئيل، فإن نتنياهو ليس مهتما بصفقة تبادل أسرى تؤدي إلى وقف إطلاق نار في القطاع، رغم أنه ألمح خلال خطابه في الكونغرس إلى تقدم المفاوضات غير المباشرة مع حماس. "وهذه الضبابية موجهة نحو الجيش الإسرائيلي أيضا. ويشعر الضباط الكبار كأنهم مقاولو القصف. ورأيهم ليس مهما".

وأشار إلى أن وزير الأمن، يوآف غالانت، يدعو بشكل متواصل إلى صفقة تبادل أسرى، "ويؤيده في ذلك جميع قادة الأجهزة الأمنية. ونتنياهو يعتزم إقالة غالانت واستبداله بغدعون ساعر. والسؤال المطروح منذ فترة هو متى سيحين الوقت الذي فيه سيقف قادة الأجهزة الأمنية علنا إلى جانب غالانت".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن اغتيال شكر كقائد عسكري كبير لحزب الله، "سمح أيضا لإسرائيل بالتأثير على طبيعة رد حزب الله. وسيكون الرد شديدا طبعا، وقد يشمل هجوما مشتركا لمجمل المحور الإيراني، وإيران نفسها، لكن يرجح أن يوجه الرد نحو أهداف عسكرية وإستراتيجية، كي لا تكون لدى إسرائيل حجة برفع سقف القتال مرة أخرى".

إلا أن ليمور أشار إلى أن "إسرائيل لم تقدر بشكل صحيح الرد الإيراني في نيسان/أبريل، واعتقدت أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، لن يأمر بهجوم وحشي يشمل إطلاق 350 طائرة مسيرة وصاروخا باتجاه إسرائيل".

وأضاف أنه "ينبغي الأخذ بالحسبان أن خامنئي سيجن الآن مرة أخرى، سواء كان ذلك بسبب المس بكرامته أو لأنه يرصد ضعفا إسرائيليا. كذلك يتعين على إسرائيلي أن تكون متيقظة أكثر من الماضي حيال إمكانية أن يأمر خامنئي بزيادة وتيرة التقدم نحو قدرات نووية، وبضمن ذلك محاولة استغلال الفوضى الإقليمية والفوضى السياسية في الولايات المتحدة وتنفيذ تجربة نووية تضع العالم أمام حقيقة منتهية".

وتابع أن رد "محور المقاومة" قد يتأخر من أجل التنسيق بين أطرافه، "وكذلك من أجل طهي إسرائيل على نيران خافتة قبل مهاجمتها. وانتظار الرد ليس جيدا لإسرائيل. فرحلات شركات الطيران تُلغى، والدولار يرتفع، وكثيرون يترددون جدا حيال مغادرة بيوتهم".

وشدد على أن "الرد آت في نهاية الأمر. وبتقدير حذر، سيكون سقفه الأدنى استهداف أهداف في خليج حيفا، وسقفه الأعلى في تل أبيب. وبينهم توجد خيارات كثيرة. وإذا سيتم لجم الضربة كلها أو معظمها، مثلما حصل في نيسان/أبريل، فبإمكان إسرائيل أن تختزل الحدث كله على أنه نجاح. وإذا تلقت ضربة مؤلمة، فإنها ستضطر إلى الرد، والتعرض لضربة مجددا، والمنطقة ستنزلق إلى عتبة حرب شاملة".

وحذر ليمور من الاستجابة لدعوات مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين بشن حرب واسعة ضد لبنان. "وإذا تعلنا شيئا في غزة فهو أن الحرب ليست رحلة في متنزه. وهي تستغرق وقتا، ومعقدة، وتوجد أثمان باهظة لها. ولبنان أصعب بكثير من غزة، وحزب الله أقوى من حماس بمئة مرة، ولن يكون ضده حسم سريع وانتصارات جارفة".

بدوره، أشار المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، بمقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، إلى أن اغتيال هنية "يعكس قدرة عملياتية نضجت على مدار أشهر طويلة وفرصة سانحة".

لكنه أضاف أنه "عندما ننظر إلى تاريخ الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل"، فإن قياديا جديدا حل مكان القيادي الذي اغتيل. "وهناك أفراد قلائل الذين اغتيلوا وأبقوا فراغا بعدهم وكان يصعب ملئه، بينهم رئيس أركان حزب الله السابق، عماد مغنية، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني. وفقدانهما ملحوظ في لبنان وإيران حتى اليوم".

وادعى بن دافيد أنه "إذا كان اغتيال هنية عملية عسكرية وحيدة، فإنها ستكون عديمة الأهمية. ففي موازاة تفكيك حماس في غزة، إسرائيل ملزمة بشن حملة لإبادة القيادة كلها، السياسية والمدنية والعسكرية. وعبى إسرائيل أن تشن حملة غضب الرب 2 (اغتيال قادة منظمة "أيلول الأسود") والقضاء على قيادة حماس كلها".