نتنياهو لا ينوي إظهار مرونة في اجتماع الخميس ويتمسك بأربعة مطالب ترفضها حماس
تقارير مميزة

نتنياهو لا ينوي إظهار مرونة في اجتماع الخميس ويتمسك بأربعة مطالب ترفضها حماس

صدى نيوز - أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو لا ينوي تغيير موقفه المتشدد تجاه اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم إعلان إسرائيل أنها سترسل فريقًا لحضور الاجتماع الذي دعت له الولايات المتحدة ومصر وقطر في بيان مشترك قبل يومين، ورغم أن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق من أجل منع توسع نطاق التصعيد في المنطقة.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن نتنياهو سيتمسك في الاجتماع الذي يُفترض أن يُقام يوم الخميس المقبل بثلاثة مطالب، أولها: السيطرة على محور فيلادلفيا مع التأكيد على عدم وجود حماس في معبر رفح، وثانيها: زيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الحد الأقصى؛ مع احتفاظ إسرائيل "بحق" تحديد أي من هؤلاء الأسرى سيتم تعريفه أنه ضمن الفئة الإنسانية، أما ثالثها فهو إبعاد الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة الذين سيتم الإفراج عنهم خارج فلسطين.

والمطالب الإسرائيلية ليست موجودة في اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه جو بايدن، وقال إن إسرائيل موافقة عليه، وتبناه مجلس الأمن الدولي، كما رحبت به حركة حماس.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن اجتماع الخميس هو اجتماع الفرصة الأخيرة، وفي حال تم تسوية الخلافات القائمة بين حماس وإسرائيل، فسيبدأ الاتفاق خلال أيام بعد الاجتماع.

ونقلت عن مصادر مطلعة، أن البيت الأبيض حدد موعد الجولة المقبلة على أمل إبداء الجانبين مرونة كبيرة، ويُحتمل أيضًا أن يكون رد حزب الله المرتقب على عملية اغتيال فؤاد شكر هو الدافع لتحديد موعد الاجتماع.

وأوضحت المصادر، أن مكان الاجتماع لم يحدد حتى الآن، لكن على الأرجح سيُعقد في الدوحة.

وقال مصدرٌ مشارك في الاجتماع للقناة، إن رئيس الموساد ديفيد برنياع هو الذي سيرأس -على الأغلب- الوفد الإسرائيلي في الاجتماع.

وسارع الاحتلال للرد على الدعوة بإعلان أنه سيرسل وفدًا للتفاوض يوم الخميس، لكن بعد ساعات من هذا الإعلان ارتكب مجزرة مدرسة التابعين في مدينة غزة، التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد في حصيلة أولية.

ولم تعلق حركة حماس، حتى صباح السبت، على الدعوة لاجتماع التفاوض يوم الخميس القادم. إلا أن مسؤول الإعلام في حماس، علق للتلفزيون العربي على المجزرة، بأن الحركة "لن تقبل باستخدام الاحتلال المفاوضات وسيلة لكسب الوقت وارتكاب مجازر جديدة".

كما قال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق للتلفزيون العربي، إن الاحتلال يدفع باتجاه إفشال جهود الوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأضاف موسى أبو مرزوق، أن واشنطن تزعم أنها تسعى لوقف إطلاق النار وترسل الأسلحة إلى الاحتلال.

وقال ألون بن ديفيد، المراسل العسكري للقناة الـ13 الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا شديدة لتنفيذ صفقة التبادل، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار؛ الذي من شأنه أن يؤدي لمنع التصعيد الإقليمي، وفي هذا السياق جاءت دعوتها إلى اجتماع يوم الخميس.

وأضاف ألون بن دافيد، "مع ذلك، بحلول الموعد البعيد المحدد للقمة، في نهاية الأسبوع المقبل، يمكن أن تحدث تطورات كثيرة ويمكن أن يحدث بالفعل هجوم ضد إسرائيل".

وبين بن دافيد، أن من غير الواضح إن كانت لدى إدارة بايدن أي مؤشرات بأن نتنياهو مستعدٌ للتحلي بالمرونة وسحب بعض مطالبه الحالية، بعد أن شدد مواقفه في محادثات روما التي عُقدت أواخر شهر تموز/يوليو الماضي.

ويواجه نتنياهو ضغوطات متواصلة من حلفائه في الائتلاف الحكومي للامتناع عن المضي في صفقة التبادل، وقد ظهر أحدثها في تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يوم الجمعة، الذي وصف الدعوة لاجتماع يوم الخميس بأنها "مصيدة خطيرة تفرض على إسرائيل اتفاق استسلام يدفن إنجازات الحرب ويبقي حزب الله كتهديدًا على سكان الشمال، ويمنح جائزة للإرهاب".

وطلب سموتريتش من نتنياهو "عدم السقوط في هذه المصيدة وعدم الموافقة على التزحزح، ولو بشكل طفيف، عن الخطوط الحمراء التي وضعها نتنياهو مؤخرًا".

ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، تصريحات سموتريتش بأنها "تضليل مطلق للجمهور في إسرائيل"، مؤكدًا أن الاتفاق "يحمي مصالح إسرائيل بشكل كامل".

وأكد البيت الأبيض، أن جو بايدن "لن يسمح للمتطرفين، بمن فيهم الموجودون في إسرائيل، بعرقلة محادثات التوصل إلى اتفاق".

يُذكر أن بنيامين نتنياهو، في لقاء مع مجلة "التايمز" الأميركية، يوم الخميس الماضي، لم يظهر أي رغبة في التقدم نحو إنجاز الاتفاق، إذ قال "إن هناك إجماعًا في إسرائيل على رفض أي اتفاق يسمح ببقاء حماس في الحكم في قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك للإفراج عن جميع الأسرى".

وواصل نتنياهو القول إنه يريد القضاء على حماس واستعادة الأسرى، زاعمًا أن بالإمكان تحقيق الهدفين معًا.