محللون إسرائيليون: انتهاء التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله لا يُبعد حربا إقليمية
أهم الأخبار

محللون إسرائيليون: انتهاء التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله لا يُبعد حربا إقليمية

صدى نيوز - استبعد محللون إسرائيليون أن تكون الغارات الإسرائيلية على لبنان، صباح اليوم الأحد، التي وُصفت بأنها "هجوم استباقي"، في موازاة هجوم واسع نسبيا بالصواريخ والطائرات المسيرة من جانب حزب الله، قد أدى إلى منع حرب إقليمية واسعة وأن حزب لا يخطط لمفاجأة أخرى قريبا.

واعتبر الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، عوفر شيلح، في منشور في الموقع الإلكتروني للمعهد، أن "عملية الجيش الإسرائيلي الناجحة منعت حزب الله من إطلاق عدد أكبر من الصواريخ على شمال إسرائيل واستهداف أهداف مختارة في وسط البلاد، لكن ليس من شأن ذلك أن يغير الوضع، الذي فيه نقترب يوميا من حرب إقليمية واسعة، حتى إذا كان جميع الأطراف لا يرون فائدتها".

وأضاف شيلح، وهو رئيس سابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن "حزب الله سيواصل إطلاق النار" طالما أن الحرب على غزة مستمرة، "ومن يؤيد حربا شاملة بمبادرة إسرائيل عليه أن يثبت أنه بالإمكان بواسطتها إزالة التهديد على الشمال، أو تحسين مكانتنا في تسوية مستقبلية، وتجربة الماضي تدفع إلى تشكيك بهذه القدرة".

وشدد شيلح على أن "الطريق الحقيقية لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم هي التسوية، التي تأتي في أعقاب وقف القتال في غزة بصيغتها الحالية. وهذا هو موقف جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي لا يقوله بشكل واضح وإنما بتعبيره عن موافقته على إعادة المخطوفين".

وحسب شيلح، فإنه "حتى إذا وافق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على تليين المواقف التي يؤيدها جهاز الأمن، فإن الوضع الحالي جيد بالنسبة ليحيى السنوار. فحرب بين إسرائيل وحزب الله تقرب المنطقة إلى حرب شاملة، وهي حلمه الكبير. وهذا بكل تأكيد لا يزيد رغبته باتفاق، الذي سيكون بمثابة ’انتصار صغير’ نسبيا قياسا بالإنجاز الإستراتيجي الذي بادر باسمه إلى هجوم 7 أكتوبر".

وتابع أن "عمليات إسرائيل أوجدت وضع يُجري فيه الإيرانيون حوارا إستراتيجيا مع الولايات المتحدة فوق رأسنا. ويريد الأميركيون إبقاء إيران خارج المواجهة المكشوفة فقط، إذ أنه بذلك ستعفي الإدارة الأميركية نفسها من معضلة ماذا ستفعل. وصدام بين إسرائيل وحزب الله يقلقهم فقط إذا أدت إلى إحضار إيران إلى اشتعال شامل للوضع".

وأضاف أنه "بذلك، يجبي الإيرانيون من الولايات المتحدة ثمنا لصالح شيء لم يروا فيه مصلحة لهم من خلال تحقيقه، أي هجوم مباشر على إسرائيل. وغياب إستراتيجية شاملة يجعل الإنجاز التكتيكي – العملياتي لا يحسن وضعنا الشامل".

من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، ببيان حزب الله حول "الانتهاء من المرحلة الأولى" من رده على اغتيال القيادي العسكري، فؤاد شكر، كأنه يدل على نهاية الجزء الأخطر في التصعيد الدوري بين الحزب وإسرائيل، وأنه يدعم ذلك بيان قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية حول إلغاء القيود على منطقتي الشمال وتل أبيب.

وأضاف هرئيل أن "هذا لا يضمن أن حزب الله لا يعدّ مفاجآت أخرى قريبا. كما أنه بإحباط الهجوم لا يوجد أي حل للوضع المستحيل الذي يتواجد فيه سكان حدود الشمال منذ عشرة أشهر ونصف الشهر".

وتابع أن إيران وحزب الله لا يريدان حربا إقليمية واسعة، وأنه "تبين مرة أخرى أنه عندما تكون هناك إمكانية أمام إيران وحزب الله لخوض حرب شاملة ضد إسرائيل، وقد تعرضهما لاحتكاك عسكري متزايد مع الولايات المتحدة أيضا، فإنهما يفضلان القيام بخطوة إلى الوراء".

وحسب هرئيل، فإن إسرائيل كانت على علم بخطة حزب الله الهجومية منذ فترة، "وربما تخوف حزب الله من حرب شاملة، لكنه كان مستعدا لتوسيع حدود المخاطرة. وكان الهدف استهداف شديد لقواعد الجيش الإسرائيلي في شمال البلاد، إلى جانب استهداف دقيق لمقر الموساد وقاعدة الوحدة 8200 في شمال تل أبيب".