تخوفات دولية من أن إسرائيل تهجر سكان شمال القطاع
صدى نيوز - تتعامل الولايات المتحدة ودول أوروبية مركزية بتشكك مع ادعاءات إسرائيل أنها لا تعمل على دفع جميع السكان من شمال قطاع غزة، وتقول هذه الدول أن النفي الإسرائيلي لا يعبر بشكل صادق عن عمليات الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة.
وقال دبلوماسيون من دول غربية إن ادعاءات إسرائيل بهذا الخصوص لم تهدئ من قلقهم حيال تهجير سكان شمال القطاع، وأضافوا أنهم يواجهون مصاعب في جمع معلومات موثوقة حول ما يحدث في شمال القطاع، وفق ما نقل عنهم موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الإثنين.
وأعرب وزراء إسرائيليون عن تأييدهم لتهجير سكان شمال القطاع بموجب "خطة الجنرالات" التي وضعها الجنرال المتقاعد، غيورا آيلاند، وهو أحد أكثر الجنرالات المتقاعدين الذين يتشاور معهم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وعزز التخوفات الدولية من أن إسرائيل تنفذ هذه الخطة، أنه في موازاة التوغل البري للجيش الإسرائيلي في شمال القطاع وخاصة في منطقة جباليا، منعت إسرائيل دخول مساعدات إنسانية، وبالأساس مواد غذائية ودواء، إلى هذه المنطقة، وهو ما تم تفسيره في العالم بأنه محاولة لتجويع السكان وإرغامهم على النزوح.
وأفادت الصحيفة بأن عددا من الحكومات في دول غربية توجهت إلى إسرائيل، في الأسبوعين الأخيرين، وطالبت بمعرفة ما إذا تنفذ إسرائيل خطة آيلاند، وأن التخوف هو أن هدف إسرائيل إخراج السكان من شمال القطاع.
وقال أحد الدبلوماسيين إن "موظفي الاتصال في وزارتي الخارجية والأمن قالوا لنا إنه الخطة ليست بهذا الشكل، لكننا نواجه صعوبة في الاقتناع عندما ندقق في أداء الجيش في شمال القطاع".
وهذه المرة الثالثة التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية في جباليا. وقال دبلوماسي غربي إنه "عندما دخل الجيش في المرة الأولى فهمنا أن إسرائيل ملزمة بالعمل هناك ضد حماس، وفي المرة الثانية تحفظنا وقلنا إنه بدون خطة لليوم التالي ستضطر إسرائيل إلى العودة إلى هناك مرة تلو الأخرى. ورد الفعل هذه المرة مختلف. نحن نتخوف فعلا من أن إسرائيل تعتزم تنفيذ شيء آخر خطير جدا، ويتناقض بالكامل مع القانون الدولي".
وأدخلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى شمال القطاع في أعقاب تحذير أميركي بوقف إمدادات الأسلحة، ولكن الكميات التي وافقت إسرائيل على إدخالها كانت أقل بكثير مما يحتاجه السكان. وقال دبلوماسي تزود بلاده مساعدات إن "الكميات التي تم إدخالها بعيدة جدا عن الكميات التي أردنا أن نراها. وهذا لا يزال تحت السقف المطلوب. ونحن ودول أخرى مستمرون في الإصرار على أنه ينبغي إدخال مساعدات أكثر من ذلك بكثير".
ويتزايد قلق المجتمع الدولي بسبب عدم تواجد منظمات إغاثة دولية في شمال القطاع، وعدم قدرة وسائل إعلام دولية على تزويد معلومات حول ما يجري في هذه المنطقة، "وهذا يعزز التكهنات حيال ما الذي تريد إسرائيل تنفيذه هناك"، وفقا لدبلوماسي غربي.
وكانت الصحيفة قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن "الحكومة تدفع إلى ضم زاحف لأجزاء كبيرة من القطاع". وقال ضباط إسرائيليون في القطاع إن الانطباع لديهم هو أن "هدف العملية العسكرية في شمال القطاع هو الضغط على السكان كي يتجهوا جنوبا، وفقا للخطة التي طرحها آيلاند"، وفق ما نقلت الصحيفة عنهم اليوم.