حالة ذعر في مستوطنات غلاف غزة
أهم الأخبار

حالة ذعر في مستوطنات غلاف غزة


رام الله - صدى نيوز -  ذكرت صحيفة "هآرتس" أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت، أمس الثلاثاء، ثلاثة فلسطينيين تسللوا من قطاع غزة، في ساعات الليل، ووصلوا إلى مدخل قاعدة الجيش، تسيئليم، التي تبعد حوالي 20 كلم عن قطاع غزة. وهذه هي المرة الثانية التي يتمكن فيها فلسطينيون من التسلل إلى مستوطنات قريبة من غزة، خلال أربعة أيام، بعد أن كان أربعة فلسطينيين قد اجتازوا السياج الحدودي، يوم السبت الماضي وحاولوا إحراق الآليات الهندسية التي تعمل في إنشاء الجدار على طوال الحدود مع القطاع. وتمكن الأربعة من العودة إلى القطاع دون إصابتهم.

ولم يحدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، ظروف تسلل الفلسطينيين الثلاثة ، وتم فحص إمكانية وصولهم لتنفيذ هجوم أو أنهم أرادوا أن يتم اعتقالهم بسبب المحنة في قطاع غزة. ويشار إلى أن تسلل الثلاثة يأتي في خضم الاستعدادات الإسرائيلية على حدود القطاع، على خلفية الاستعدادات للمسيرة التي ستجري قرب السياج، بعد غد الجمعة.

ويستدل من تحقيق أولي أجرته قوات الاحتلال أن "الثلاثة دخلوا الأراضي الإسرائيلية بالقرب من رفح حوالي الساعة الثانية صباحاً. ووصل إلى غرفة المراقبة إنذار يشير إلى ملامسة السياج، ووصلت إلى المكان قوة من الجيش، لكنها لم تكتشف التسلل من غزة وأبلغت القيادة أنه من الممكن العودة إلى الروتين. وفي حوالي الساعة التاسعة صباحاً، خلال دورية روتينية، اكتشف الجنود أنه تم قص السياج وعثروا على آثار أقدام بالقرب منه، فبدأ الجيش بإجراءات المطاردة".

وانتهى البحث عن الثلاثة عند الساعة 10:35، حيث تم اعتقالهم، وهم من سكان رفح، بالقرب من قاعدة تسئليم، بعد أن شاهدهم الحارس. وكان في حوزتهم قنابل يدوية وسكاكين ومعدات لقص السياج. وتبين خلال التحقيق معهم أنهم هم الذي قصوا السياج في ساعات الليل. وحسب التحقيق العسكري فإن الجنود لم يواجهوا في أي مرحلة الخطر، لكن الثلاثة لم يعرفوا إلى أين يريدون الوصول ولم يكن لديهم أي هدف محدد.

وفي حديث مع الصحفيين، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد رونين مانليس، إن معظم الفلسطينيين الذين يحاولون اجتياز السياج من غزة هم من الباحثين عن عمل، لكن "هذه المرة نرى فيهم إرهابيين بكل ما يعنيه الأمر". مع ذلك لم يشر إلى أن الجيش يجد صعوبة في تحديد ما إذا كان الثلاثة يعتزمون تنفيذ هجوم. وقال: "نعرف انهم مرروا بالقرب من المستوطنات واختاروا عدم الدخول وتنفيذ هجوم ولهذا نواصل التحقيق لمعرفة نيتهم من التسلل إلى إسرائيل" ووفقا له، في هذه المرحلة لا يمكن للجيش ربط الثلاثة بأي منظمة، على حد قوله.

وقال مانليس: "علينا أن نفهم أنه من الممكن عبور السياج، لكن قوات الجيش تعمل على القبض فورا على من يحاولون التسلل"، مضيفا أن هذا "حدث له إمكانات خطيرة وما كان يجب أن يحدث". وأوضح أن الجيش يواصل التحقيق في الحادث مع الإدراك بأن عواقبه كان يمكن أن تكون أكثر خطورة.

وتقدر مصادر في الجهاز الأمني أن الفلسطينيين أدركوا في الآونة الأخيرة أنه من السهل الوصول إلى السياج الأمني أكثر مما كانوا يعتقدون في السابق. وجاء ذلك بعد حادث اقتراب الجنود من علم فلسطيني تم تعليقه على السياج في منطقة كيبوتس "عين هشلوشا"، وإصابة أربعة منهم بجروح جراء انفجار عبوة زرعتها حماس في المكان.

وقال عضو الكنيست حاييم يلين، رئيس مجلس أشكول الإقليمي سابقا، وعضو لجنة شؤون الخارجية والأمن بالكنيست، إن "مسألة تمكن الإرهابيين من التسلل من القطاع، لمسافة 20 كيلومترًا في عمق إسرائيل، يجب أن يتم فحصها بسرعة من قبل جميع عناصر الأجهزة الأمنية. الجيش الإسرائيلي يعمل مع المدنيين منذ فترة طويلة على بناء المناعة في غلاف غزة، ولا شك أن هذا الحدث يتسبب في شرخ الثقة القوية بسرعة. يجب أن نستخلص الدروس على الفور وأن نعمل على تصحيح الأخطاء، دون البحث عن مذنبين وبدون تأخير".

وقال عضو الكنيست عَمر بارليف (المعسكر الصهيوني)، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون جاهزية الجيش والأمن الجاري: "للأسف، شهدنا في الأيام الأخيرة حدثين خطرين لا يرتبطان ببعضهما ظاهريًا - تفعيل القبة الحديدية بالخطأ وتسلل المسلحين إلى عمق إسرائيل، وهو ما يشير إلى ثغرات إشكالية في شبكة الدفاع الإسرائيلية. نتوقع أن يحقق الجهاز الأمني في الأحداث في أقرب وقت ممكن، ويكون جاهزا بشكل مناسب لمواجهة التحديات الأمنية المتوقعة في الأشهر المقبلة".