الرئيس الألماني يحل البرلمان ويدعو لانتخابات مبكرة في 23 فبراير
صدى نيوز - أعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن حل البرلمان وحدد موعد الانتخابات المبكرة في 23 فبراير، مُصادقاً بذلك على الجدول الزمني الذي اقترحه المستشار أولاف شولتس بعد أن أنهى التحالف الحاكم الشهر الماضي.
كان شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد أنهى تحالفه الثلاثي مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (FDP) عندما أقال وزير المالية في ألمانيا كريستيان ليندنر المنتمي لـ(FDP) على خلفية خلاف حول سياسات الاقتراض الحكومي.
هذه الخطوة المفاجئة حرمت شولتس من الأغلبية في البوندستاغ (مجلس النواب)، مما مهد الطريق لانتخابات وطنية قبل سبعة أشهر من الموعد المقرر لانتهاء ولايته الممتدة لأربع سنوات.
المعارضة تتقدم على شولتس
قبل أقل من شهرين على التصويت، يتصدر المحافظون المعارضون بقيادة فريدريك ميرتس استطلاعات الرأي بفارق كبير. بينما يحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي المركز الثالث خلف حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، وحل حزب الخضر في المركز الرابع.
وفقاً لمتوسط استطلاعات بلومبرغ الأخير، حصل تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU/CSU) بقيادة ميرتس على دعم حوالي 31%، بينما سجل حزب البديل حوالي 19%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي 16%. أما حزب الخضر فحصل على حوالي 13%، في حين يواجه الحزب الديمقراطي الحر خطر عدم تجاوز نسبة الـ5% اللازمة لدخول البرلمان، حيث حصل على 4% فقط.
وصرّح لارس كلينغبيل، أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأنه يتوقع تضييق الحزب للفارق مع المحافظين في يناير، معرباً عن ثقته في إمكانية أن يصبح الحزب الأقوى مرة أخرى.
وأشار كلينغبيل، في مقابلة مع صحيفة "تاغس شبيغل" نشرت يوم الخميس، قائلاً: "المزيد من المواطنين سيتساءلون: هل نريد أولاف شولتس كمستشار أم فريدريك ميرتس؟ سنركز على المرشح الأفضل، والفريق الأفضل، والبرنامج الأفضل".
على الرغم من أن الرئيس شتاينماير قد أعلن رسمياً حل البوندستاغ، إلا أن ولايته لن تنتهي إلا بتشكيل البرلمان الجديد. وسيواصل النواب عقد جلساتهم وأداء أعمالهم البرلمانية مع التخطيط لجلسات إضافية قبل الانتخابات.
الانتخابات المبكرة.. حدث نادر في ألمانيا
تعد خطوة شولتس بالدعوة إلى انتخابات مبكرة نادرة في السياسة الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية. حيث تم تقديم موعد الانتخابات الوطنية مرتين فقط في ألمانيا الغربية، ومرة واحدة فقط منذ إعادة التوحيد في عام 1990.
جدير بالذكر أن المستشار السابق غيرهارد شرودر، الذي ينتمي أيضاً للحزب الاشتراكي الديمقراطي، دعا إلى انتخابات مبكرة في عام 2005 قبل أن يخسر أمام أنجيلا ميركل، التي قادت البلاد حتى تولى شولتس المنصب في أواخر عام 2021.