فلسطين تشارك في الدورة الـ44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين
صدى نيوز - شاركت دولة فلسطين في أعمال الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، التي استضافتها مملكة البحرين، بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية البحرينية، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير التنمية الاجتماعية البحريني، اسامة بن صالح العلوي، وبحضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، هيفاء أبو غزالة، والوزراء والمسؤولين العرب المعنيين بالشؤون الاجتماعية، وممثلين عن المنظمات العربية والدولية المتخصصة.
وشاركت فلسطين بوفد من وزارة التنمية الإجتماعية، وسفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، برئاسة وكيل وزارة التنمية الإجتماعية طه الإيراني، وعضوية مستشار أول السفارة، محمد الترك، ومسؤول الإعلام بالسفارة، نظمي العرقان.
وفي كلمة فلسطين في المؤتمر قدم الإيراني للحضور شرحاً مفصلاً عن معاناة شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة جراء حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا الأعزل، كما وضع الحضور في صورة برامج التنمية الاجتماعية التي تنفذها الوزارة في فلسطين رغم كل الواقع الأليم وممارسات وسياسات الاحتلال التي تفاقم من أزمات شعبنا وتزيد من العبء الملقى على الوزارة وكافة الوزارات الفلسطينية.
وقال الإيراني: "نلتقي اليوم على أرض البحرين العزيزة وشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء الحرب التدميرية المفتوحة والابادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال منذ العام الماضي والتي نجم عنها آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير المنازل، والمستشفيات، والمدارس، ودور العبادة والبنية التحتية الأساسية، والتهجير القسري المتكرر، بالاضافة إلى إغلاق المعابر ووقف ادخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية".
وأضاف: " وفي ظل استمرار الحرب على غزة وتعاظم المعاناة هناك أدعو مجلسكم الموقر إلى ضرورة تبني "مشروع إنقاذ حياة"، وهو مبادرة إنسانية شاملة تهدف إلى تقديم الدعم العاجل للأسر المتضررة جراء الحرب في غزة منذ اكثر من عام وتشمل المبادرة عدة محاور أهمها: الإغاثة العاجلة بتوفير المساعدات الأساسية من غذاء ودواء ومياه صالحة للشرب للمتضررين، خاصة النساء والأطفال، وإعادة الإعمار بدعم ترميم المنازل والبنى التحتية التي دُمرت خلال العدوان، بما يعيد الأمل للعائلات المهجرة، والتمكين الاقتصادي بتمويل المشاريع الصغيرة وبرامج ريادة الأعمال للأسر المنتجة، مع التركيز على النساء والشباب، لتعزيز قدرتهم على تحقيق الاكتفاء الذاتي، والدعم النفسي والاجتماعي بإنشاء برامج علاجية للجرحى ودعم نفسي للأطفال وأسرهم للتعافي من آثار الحرب والعدوان".
وأكد الإيراني: " إن مشروع "إنقاذ حياة" ليس مجرد استجابة إنسانية لحالة طارئة، بل هو تجسيد عملي لقيم التضامن العربي والعمل المشترك لتوفير احتياجات أهلنا في قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم، حيث يُقدم هذا البرنامج دعماً نقدياً فوريًا للأسر التي تضررت بفعل الحرب المستمرة في قطاع غزة، لتلبية احتياجاتها الأساسية من الغذاء والمياه والمأوى. ويشمل البرنامج حوالي300,000 أسرة مسجلة في قاعدة بيانات وزارة التنمية الاجتماعية، مما يسهم في التخفيف من آثار الحرب على هذه الفئات."
مشدداً أن نجاح هذا المشروع يتطلب إرادة سياسية جماعية، وتخصيص موارد مالية وتقنية، والتنسيق مع المؤسسات الإقليمية والدولية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بشكل سريع وفعال، داعياً الوزراء أعضاء المؤتمر الى تبني مشروع كفالة الأيتام في غزة وهذا المشروع يهدف الى توفير حياة كريمة للأيتام الذين فقدوا أهاليهم جراء العدوان، وذلك عبر تقديم الرعاية الشاملة لهم من توفير التعليم، والرعاية الصحية، والمأوى، مع التركيز على تأهيلهم النفسي والاجتماعي، وكذلك تقديم الدعم المالي المستدام، وإنشاء صندوق عربي مخصص لكفالة الأيتام، بالتنسيق مع الدول الأعضاء والمؤسسات الخيرية، وكذلك دعم برامج التأهيل والتدريب، لضمان دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في المستقبل. وطالب الإيراني بتشكيل لجنة عربية خاصة تُشرف على تنفيذ هذه المشاريع، بما يضمن حشد الموارد اللازمة، ومتابعة تنفيذها على ارض الواقع بالتنسيق مع الجهات الدولية والإقليمية، مؤكداً أن الأعباء الملقاة على كاهلنا كوزارة تنمية اجتماعية فلسطينية تقدم الخدمات في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة أعباء كبيرة جدا حيث لا يخفى عليكم ان قوات الاحتلال تمارس حربا شاملة على كل ما هو فلسطيني وبالتزامن مع حربها على غزة لم تسلم القدس المحتلة وجميع المحافظات في الضفة العربية من سياسات القتل والتدمير والاعتقال لأبناء شعبنا ومقدراتنا.
وأضاف: إن الاحتلال يسعى لشطب قضيتنا الاكثر عدلاً في العالم وحقنا في اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الابدية القدس، ويقوم هذا الاحتلال البغيض بمحاصرة كل المؤسسات الدولية التي تقدم الخدمات الإنسانية لشعبنا الفلسطيني وتحاربها واخرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" من خلال اغلاق مكاتبها وملاحقة موظفيها ومنعهم من العمل. وقال: إن دعم شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة اليوم هو انعكاس حقيقي لانتمائنا لأمتنا ووقوفنا مع شعب يعاني الظلم والاحتلال ويعيش أهوال وويلات القرن. وباسم شعبنا الفلسطيني، أتوجه إليكم جميعاً بالشكر على مواقفكم الداعمة، وأدعوكم للاستمرار فيدعم حقوقنا المشروعة في العيش بكرامة وحرية، حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعلى هامش المؤتمر استقبل ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء البحريني، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عيسى آل خليفة، أعضاء المؤتمر بينهم الإيراني، حيث بارك الإيراني لسمو الأمير نجاح فعاليات المؤتمر وترؤس البحرين لهذه الدورة الـ44، متقدما بالشكر والتقدير إلى مملكة البحرين الشقيقة، قيادتاً وحكومةً وشعباً، على الحفاوة وكرم الضيافة وعلى التنظيم المتقن لهذه الدورة المهمة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب.
كما شكر الإيراني جمهورية مصر العربية على ترؤسها للدورة السابقة، مثمناً جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في تنظيم الفعاليات الهادفة الى تسليط الضوء على قضايانا الحيوية والتي تمس واقعنا العربي المشترك.
من جهة ثانية استقبل سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، خالد عارف، الإيراني، في مكتبه في العاصمة البحرينية المنامة مشيداً بالدور الهام لوزارة التنمية الاجتماعية في تعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني أمام سياسات الاحتلال التي تهدف إلى إعاقة أي تنمية اقتصادية ومجتمعية في المحافظات الفلسطينية وتحاول جاهدة خلق واقعاً أليماً ومعيشياً صعب التكيف معه مؤكدا أن هذه السياسات لن تنجح أو تؤثر على صمود وتماسك شعبنا بارضنا.
وثمن السفير عارف جهود الإيراني في إطلاع أعضاء المؤتمر على واقع ومعاناة شعبنا مشيداً بمبادرة "مشروع إنقاذ حياة" الذي يستهدف أبناء شعبنا في قطاع غزة المكلوم.
بدوره شكر الإيراني السفير عارف على الحفاوة والاستقبال وعلى تعليماته بتوفير الدعم والمساعدة اللازمة لضمان مشاركة فلسطينية فاعلة في المؤتمر.