اغتيل هنية ونصر الله واستشهد السنوار فيما سقط الأسد وعاد ترمب .. أبرز محطات 2024
تقارير مميزة

اغتيل هنية ونصر الله واستشهد السنوار فيما سقط الأسد وعاد ترمب .. أبرز محطات 2024

تقرير صدى نيوز - شهد عام 2024، الكثير من المحطات الفاصلة في القضية الفلسطينية والعربية والدولية، على خلفية حرب غزة وما تبعها من أحداث طالت دول الجوار، أو غيرها من المتغيرات الدولية.

ومن الأحداث البارزة فلسطينيًا في خضم الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في الحادي والثلاثين من يوليو/ تموز الماضي، من خلال عملية استهدفته في قلب العاصمة الإيرانية "طهران"، الأمر الذي شكل صدمة للكثير من مؤيدي "محور المقاومة" بالمنطقة الذي عصفت به الرياح بما لا تشتهيه أفكار قادة هذا المحور الذي يمر عبر عدة دول.

ووقع اغتيال هنية بعد أشهر من اغتيال صالح العاروري نائب هنية في عملية جرت في الثاني من يناير/ كانون ثاني 2024، في قلب العاصمة اللبنانية "بيروت"، وتحديدًا في معقل حزب الله "الضاحية الجنوبية"، لتكون هي الأخرى ضمن الصدمات التي تعرض لها هذا المحور.

كما أنه وقع بعد أيام من اغتيال محتمل لقائد "كتائب القسام" محمد الضيف، في الثالث عشر من يوليو/ تموز الماضي، في قصف جوي على مواصي خان يونس، لكن حماس تنفي تلك الأنباء، بينما إسرائيل تؤكد ذلك، وتقول أنه اغتيل إلى جانب رافع سلامة قائد لواء خان يونس في القسام.

وفي السادس عشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، استشهد يحيى السنوار الرئيس البديل للمكتب السياسي لحركة "حماس" بعد اغتيال هنية، خلال اشتباكات خاضها مع قوة إسرائيلية في رفح، وهو الأمر الذي فاجأ الفلسطينيين قبل الإسرائيليين أنفسهم الذين لم يتوقعوا أن يقتل صدفةً وهو يشتبك معهم في حي تل السلطان غرب رفح أقصى جنوب قطاع غزة بعد 12 شهرًا من الملاحقة بتهمة أنه من يقف خلف هجمات 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وباستشهاد السنوار وربما الضيف والعاروري وهنية، وقيادات آخرين مثل مروان عيسى وغيرهم من قيادات حماس والقسام، فقدت الرواية الفلسطينية الكثير من أسرار التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر الذي أثار تغيرات على مستوى القضية الفلسطينية وحتى العربية وفق متابعة فريق تحرير صدى نيوز.

وعربيًا، تأثر "محور المقاومة" بما جرى في غزة، ودخل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية تنشط في لبنان وسوريا بتنفيذ هجمات على الحدود شمال فلسطين المحتلة خاصة من جهة لبنان.

وأدت هذه الهجمات في النهاية، إلى تنفيذ إسرائيل لخطط لم تكن متوقعة، منها تفجير أجهزة الاتصال "البيجر" في أكثر من 5 آلاف عنصر من حزب الله يحملون هذه الأجهزة، بتاريخ السابع عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، ما أدى لقتل وإصابة أعداد كبيرة.

وتبين أن هذه الخطة التي فاجأت حزب الله، مجرد بداية تلاها سلسلة من عمليات الاغتيال التي هزت لبنان والمنطقة خاصةً مع تسلسلها السريع وسقوط قيادة الحزب ومحور المقاومة رهنًا لاغتيالات إسرائيلية متتالية، كان أبرزها حسن نصرالله أمين عام حزب الله، في عملية طالته وقيادات كبار من الحزب وشخصيات إيرانية، بتاريخ السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول، ثم تبعه اغتيال قيادات بارزة من الحزب بينهم هاشم صفي الدين في الثالث من أكتوبر/ تشرين أول، وهو ابن خالة نصرالله وكان مرشحًا ليكون بديلاً محتملاً له.

ويبدو أن الضربات التي تعرض لها حزب الله كما رصد تقرير صدى نيوز، امتدت إلى أحد أطراف "محور المقاومة" وتحديدًا إلى سوريا التي اضطر مسؤولون إيرانيون وكذلك من حزب الله لتركها في ظل اغتيالات نفذتها إسرائيل هناك وقصف طال فصائل فلسطينية، ما فتح المجال أمام المعارضة المسلحة في البلاد أن تقود هجومًا استمر نحو 11 يومًا سقطت فيه سوريا بأكملها في أيديها بعد 14 عامًا من قتال لم تنجح فيه بذلك.

وبما جرى في سوريا، يكون انتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن، مع هروب بشار الأسد.

وما بين هذه الأحداث، تعرضت إسرائيل لضربة صاروخية إيرانية بمئات الصواريخ، ادعت إسرائيل أنها لم تصيب أهدافها لكنها أحدثت بعضها أضرارًا في مناطق معينة منها قواعد سلاح الجو، ما دفعها إلى قصف أهداف في عمق إيران، كما تعرضت عدة مرات لهجمات صاروخية ومسيرات من الحوثيين في اليمن ما دفعها لقصف صنعاء والحديدة وغيرها من الأهداف، الأمر الذي لا زال يضعها في حرب مستمرة مع الحوثيين في وقت توقفت فيه مع إيران التي يبدو أنها تخشى انهيارها بعد انهيار أذرع "محور المقاومة" بشكل متتالٍ في فلسطين ولبنان وسوريا، رغم محاولات هذه الأذرع البقاء صامدة بعد كل الضربات الشديدة التي تلقتها.

ودوليًا، كانت الانتخابات الأميركية هي الأكثر متابعة، حين نجح دونالد ترمب بتحقيق فوز كبير أمام منافسته كاملا هاريس، وذلك في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، ليعود ترمب إلى البيت الأبيض، الذي منذ انتخابه وقبل توليه منصبه أشهر سلاح التهديد على كل الجبهات بما في ذلك لحماس التي طالبها بإعادة الأسرى الإسرائيليين قبيل توليه منصبه.

وفي هذا المضمار، شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، الكثير من العقبات، الأمر الذي لا يزال يدفع الغزيين ثمنًا له من أرواحهم ودمائهم وممتلكاتهم، وهم يعيشون في ظروف قاسية لم تشهد القضية الفلسطينية مثيلا لها.