إيران تستدعي سفير السعودية لديها على خلفية إعدام الرياض ستة من مواطنيها
صدى نيوز - قامت السلطات الإيرانية الأربعاء باستدعاء السفير السعودي في طهران وذلك احتجاجا على تنفيذ المملكة حكم الإعدام بحق ستة إيرانيين.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنه "تم استدعاء السفير السعودي في طهران"، لافتة إلى أن إيران أعربت عن "احتجاجها الشديد" على ما قامت به الرياض، ومعتبرة أنه "غير مقبول" ويشكل انتهاكا "لقواعد ومعايير القانون الدولي".
"تهريب الحشيش المخدر"
ومن جهتها، كانت السلطات السعودية قد أفادت الأربعاء بإعدام ستة إيرانيين أدينوا بتهريب المخدرات إلى المملكة، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، بعدما نفذت 338 حكما في العام 2024 بحسب حصيلة قياسية أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات رسمية.
هذا، وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلا عن وزارة الداخلية أنّ ستة إيرانيين ذكرتهم بالإسم "أقدموا على تهريب الحشيش المخدر إلى المملكة"، مضيفة "تم تنفيذ حُكم القتل تعزيرا بالمنطقة الشرقية" بدون أن تشير إلى تاريخ تنفيذ العقوبة.
ويشار إلى أنه في العام 2024، أعدمت السعودية 117 شخصا تمنت إدانتهم بتهمة تهريب المخدرات 85 منهم أجانب.
واحتلّت المملكة المرتبة الثالثة على قائمة الدول الأكثر تنفيذا لأحكام الإعدام في العالم في عامي 2022 و2023 بعد الصين وإيران، وفق منظمة العفو الدولية ومقرّها في لندن.
وإلى ذلك، كانت قد أطلقت السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي وإحدى أكبر أسواق مخدر الكبتاغون في الشرق الأوسط والمصنّع في سوريا ولبنان بحسب الأمم المتحدة، في نيسان/أبريل 2023، أكبر حملة ضد المخدرات شهدت توقيف مروجين ومتعاطين على الطرق العامة عبر البلاد.
وفي نهاية العام 2022، استؤنف تطبيق أحكام الإعدام بحق مدانين بجرائم مخدرات في السعودية مع إعدام 19 شخصا في شهر واحد، بعدما توقّف تنفيذ العقوبة لنحو ثلاث سنوات. وأعدمت المملكة شخصين فقط تمت إدانتهما بهذه الجريمة في 2023.
ويشار إلى أن الرياض كانت قد قطعت علاقاتها مع طهران في العام 2016 بعد هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكنّ القوتين الإقليميتين البارزتين في الشرق الأوسط توصلتا في آذار/مارس 2023 إلى اتفاق تقارب مفاجئ برعاية صينية أنهى قطيعة استمرت أكثر من سبع سنوات بين البلدين.
أرقام قياسية
وقامت السعودية في اليوم الأخير لـ2024 بإعدام مصري أدين بالقتل وسعودي بتهريب المخدرات، على ما ذكرت الوكالة الرسمية للبلاد، ما رفع عدد الإعدامات المنفذة خلال 2024 إلى 338 وهو رقم قياسي من بينهم 129 أجنبيا في رقم قياسي أيضا.
كما سجل أكبر عدد من الإعدامات خلال شهر واحد في 2024، في تشرين الأول/أكتوبر بـ49 حكما تلاه كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر بـ46 حكما لكل منهما.
وتقوم السعودية بتنفيذ أحكام الإعدام بوتيرة سريعة جدا مؤخرا. فمع نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، بلغت أحكام الإعدام المنفذة 198 حكما ما يعني أنها أعدمت 140 شخصا في ثلاثة أشهر، علماً بأنّ المملكة تنفّذ في غالب الأحيان أحكام الإعدام بقطع الرأس.
تقويض "رؤية 2030"
وقد شكل ارتفاع عدد الإعدامات المرتبطة بجرائم المخدرات عاملا رئيسيا في الزيادة الحادة في عدد الإعدامات الإجمالي في العام 2024. إذ أعدمت السعودية عددا قياسيا أيضا من الأجانب بلغ 129 أجنبيا. وفي العام 2023، كما في 2022، بلغ عدد عمليات إعدام الأجانب 34 فقط.
ومن بين الأجانب الذين أعدموا العام الماضي، 25 يمنيا و24 باكستانيا و17 مصريا و16 سوريا و14 نيجيريا و13 أردنيا وسبعة إثيوبيين. كما أُعدم ثلاثة سودانيين وثلاثة هنود وثلاثة أفغان وسريلانكي وإريتري وفلبيني وبنغالي.
ومن جانبها، تقول منظمات تدافع عن حقوق الإنسان إنّ هذه الإعدامات تقوّض المساعي التي تبذلها المملكة لتلميع صورتها عبر إقرارها تعديلات اجتماعية واقتصادية ضمن "رؤية 2030" الإصلاحية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لكنّ سلطات المملكة الخليجية تؤكد دوما أنّ ذلك يأتي نتيجة حرصها على "استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله" بحق المعتدين على "الآمنين".
المصدر: فرانس24/ أ ف ب