كأنها بيوت من ورق.. هآرتس: سكان جباليا لن يجدوا مكانًا يعودون إليه
تقارير مميزة

كأنها بيوت من ورق.. هآرتس: سكان جباليا لن يجدوا مكانًا يعودون إليه

ترجمة صدى نيوز - قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن سيناريو عودة السكان الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة كجزء من صفقة بين إسرائيل وحماس خياليًا، ليس فقط لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض إنهاء الحرب، بل لأن سكان جباليا والمناطق الأخرى ليس لديهم مكان يعودون إليه.

وتقول الصحيفة في تقرير لها، كما ترجمت صدى نيوز، لم يعد هناك أي مبنى صالح للسكن في جباليا، وحتى لو عاد السكان إلى هنا كجزء من صفقة بين إسرائيل وحماس، فلن يكون لديهم مكان يذهبون إليه.

ورصد مراسل الصحيفة الذي دخل إلى جباليا، الوضع قائلاً: "في كل اتجاه ترى العين دمارًا كبيرًا،  وأغلبها عبارة عن مباني سقطت وكأنها بيوت من ورق نتيجة تفجيرها بالقنابل أو تجريفها، والمباني التي لم يتم تدميرها بالكامل مليئة بالرصاص أو تفحمت جدرانها بالنيران".

ويقول مراسل الصحيفة: "بجانب الجنود، شوهدت مجموعات من الكلاب الهزيلة التي تحاول تدفئة نفسها بجوار المحركات الساخنة للدبابات، ويبحثون عن الطعام بين الأنقاض .. الوحل وحجم الدمار والبرد يطغى على السؤال الإنساني الأول الواضح: ما هي حالة المختطفين وكيف يمكن للعمل العدواني الذي قام به الجيش الإسرائيلي في جباليا أن يؤدي إلى إطلاق سراحهم؟ لقد أصبح من الواضح الآن للجميع أن ممارسة الضغط العسكري لا تؤدي إلا إلى الإضرار المختطفين ولا يتسبب في إطلاق سراحهم ولم يكن لدى الجنود على الأرض إجابات على ذلك".

وبحسب الصحيفة، فإن أولوية استعادة المختطفين تراجعت أمام ما يجري في جباليا ومناطق أخرى، وهذا ما يؤكده ضباط ردًا على تساؤلات جنودهم.

وقالت: عندما يسأل الجنود والضباط في جباليا عن مهمتهم، فإن الجواب واضح: تدمير حماس وبنيتها التحتية حتى آخر رمق من "الإرهابيين"، وعندما يسألون "ماذا عن المختطفين؟".، يردون: "الأمر يهمنا مثل أي مواطن،  لكنه لا يدخل في أولويات عملياتنا حاليًا، نحن نمارس الضغط لإعادتهم، وهذا هو همنا الرئيسي حاليًا، وهذا ما يجعلنا نستمر في تحقيق الانتصار المطلوب، نحن هنا لأننا مضطرون لذلك".

وادعى ضباط أن عملية التدمير تتم وفق قوانين الحرب، مدعيين أنها جاءت نتيجة استخدامها من المسلحين في جباليا، مشيرين إلى أنهم اضطروا لتدمير عدد أكبر من هذه المباني بعد الثمن الذي دفعوه بعد مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.

وقتل أكثر من 40 ضابطًا وجنديًا في غضون 80 يومًا من المعارك في جباليا وشمال قطاع غزة.

وأقر ضابط إسرائيلي كبير أن قواته واجهت مقاتلين أشداء في جباليا وهم من أكثر المسلحين الشجعان الذين يواجهونهم طوال الحرب.