ماذا تعرفون عن "خريطة إسرائيل" التي أثارت ضجة كبيرة؟
متابعة صدى نيوز - صورٌ لـ"إسرائيل" التاريخية، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، ولاقت موجةً من الغضب، والاستنكار للمطامع التي تتجلى في تلك الخرائط، فما هي هذه الخرائط؟
تزعم وزارة الخارجية "الإسرائيلية" التي نشرت الصور عبر حساباتها الرسمية الناطقة بالعربية "إسرائيل بالعربية"، أن "مملكة إسرائيل التاريخية" كانت قائمة قبل 3000 عام، وحكمها عدد من ملوك "بني إسرائيل" مبينةً الفترات الزمنية التي تدعيها، زاعمةً أن "الشعب اليهودي في الشتات"، يتطلع إلى "نهضة قواه وقدراته، لـ"إعادة بناء دولة إسرائيل التي أُعلن عنها عام 1948، لتمسي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، كما تابعت صدى نيوز.
هل تعلم ان مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) January 6, 2025
أول ملك حكمها لمدة 40 عاما كان الملك شاؤول (1050--1010) ق. م. ثم تلاه الملك داود الذي حكمها 40 عاما تقريبا (1010-970 ) ق.م. وعقبه الملك سليمان الذي حكم ايضا لمدة 40 عاما في الفترة (970-931) ق.م.
دام حكم الملوك الثلاثة… pic.twitter.com/xK7jjORdOK
والأمر الذي أثار قلق الأردن وبعض الدول إلى جانب شعوبها، أن الخريطة تتضمن فلسطين المحتلة، والأردن، سوريا، ولبنان، وتأتي بالتزامن مع تصريحات من مسؤولين في حكومة الاحتلال، خاصةً ما يطالب به وزير المالية "الإسرائيلي" "بتسلئيل سموتريتش"، حيث لا يتوانى لحظة عن المطالبة بإحكام السيطرة على الضفة الغربية، وبناء المستوطنات في قطاع غزة، وكذلك بعد فترة وجيزة من تصريحات رئيش الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، التي تهدد بتشكيل "شرق أوسط جديد"، وإعادة تحديد ملامح المنطقة، بحسب متابعة صدى نيوز.
وتجدر الإشارة إلى أن "سموتريتش" تعهد بأن يكون عام 2025، عام السيادة الإسرائيلية، على الضفة الغربية.
وكان "سموتريتش" قد أثار تلك المخاوف قبل حوالي عامين، عندما استخدم خريطة لـ"إسرائيل" تضم حدود الأردن، خلال حفل في باريس، لتستعدي الأردن لاحقاً السفير "الإسرائيلي"، اعتراضاً على ذلك.
في السياق أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، تلك التصريحات والخرائط، حيث عبر الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، رفض دولته المطلق لهذه "التصريحات التحريضية، والتي تنكر حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967" .
وتابع: "هذه الأفعال لن تنال من الأردن، ولا تنتقص شيئاً من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني" .
وأكد القضاة على أن هذه "الأوهام والادعاءات تُشكل خرقاً صارخاً للقوانين الدولية"، داعياً الحكومة الإسرائيلية لـ"وقف هذه التصرفات التحريضية، ووقف التصريحات المستفزة التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون" .
وكذلك قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة إن "هذه الدعوات مدانة ومرفوضة، وتشكل خرقاً فاضحاً لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي" .
وأشار أبو ردينة، إلى أن هذه "الاستفزازات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، والتي تترافق مع اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، والتحريض المستمر على الشعب الفلسطيني وقيادته، تتطلب موقفاً دولياً عاجلاً لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من حرب ودمار وقتل ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء شعبنا" .
كما قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، إن "ممارسات الاحتلال تأتي في إطار السياسة الاستعمارية الرامية إلى تغيير الحقائق على الأرض، ومس الهوية الفلسطينية"، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها ووقف هذا التصعيد الخطير، والعمل على محاسبة الاحتلال على سياساتها العدوانية.
فيما اعتبر رئيس لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الأردني، سليمان السعود، هذه المنشورات "دليلاً على الأطماع والبرامج الخبيثة التي يحاول الاحتلال تسويقها".
وأكد السعود على أن "التصريحات تأتي ضمن سلسلة من التعديات على حقوق الشعب الفلسطيني، التي لن يتنازل عنها حتى ينال حقوقه في الحرية والتحرر من الاحتلال" .
من جانبها أدانت حركة حماس بشدة تلك "الأطماع التوسعية"، قائلةً في بيان صدر عنها: "الخرائط التي نشرها الاحتلال وتضم أجزاء من دول عربية أخرى تؤكد الطبيعة العدوانية الاستعمارية لإسرائيل"، مُحذرةً "هذه التصرفات تهدف إلى إخضاع شعوب المنطقة وسلب خيراتها" .
وطالبت الحركة جامعة الدول العربية والحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ "مواقف وإجراءات قوية لهدم هذه الأطماع ووقف الجرائم الصهيونية المتواصلة.
بدورها أدنت وزارة الخارجية القطرية ذات المنشورات، وقالت: "الخرائط المزعومة تعد انتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية، وأحكام القانون الدولي" .