الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية بالأغوار
أخبار فلسطين

الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية بالأغوار

صدى نيوز - في خطوة جديدة من خطوات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، أخطرت قوات الاحتلال، يوم الثلاثاء، بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية في منطقة الرأس الأحمر الواقعة في الأغوار الشمالية، وهي منشآت تعود لخمس عائلات فلسطينية. ورغم أن هذه المنشآت تمثل مصدر رزق أساسي للسكان، فإن الاحتلال يدعي أن السبب وراء هذه الإخطارات هو “عدم الترخيص”، في إطار سياسة تهجير ممنهجة تنتهجها سلطات الاحتلال لتهويد المناطق الفلسطينية.

تأتي هذه الإخطارات في سياق استهداف الاحتلال المستمر للأغوار الشمالية، والتي تُعد إحدى المناطق الاستراتيجية في الضفة الغربية بسبب موقعها الجغرافي الهام ومواردها الزراعية الغنية ، الأغوار تمثل أكثر من 30% من أراضي الضفة الغربية، ولها أهمية خاصة في الأمن الغذائي الفلسطيني، حيث يعتمد السكان على الزراعة وتربية المواشي ، وتستهدف سلطات الاحتلال هذه المنطقة بشكل متزايد لتوسيع المستوطنات وإجبار الفلسطينيين على مغادرتها، في محاولة لإقامة واقع جديد يعزز وجود المستوطنين.

وبحسب منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة ،سجلت انتهاكات كبيرة بحق الفلسطينيين في الأغوار خلال عام 2024، بلغ عدد الانتهاكات 2997حيث قام المستوطنون بالاعتداء على العديد من الممتلكات الفلسطينية، بما في ذلك المنشآت السكنية والزراعية ، في العام نفسه، أصدرت قوات الاحتلال 903 إخطارات بهدم منشآت فلسطينية بحجة “عدم الترخيص”، وقد شملت هذه الإخطارات مناطق متعددة من الضفة الغربية، أبرزها الخليل وأريحا والأغوار، وهو ما يعكس سياسة ممنهجة تستهدف تهجير الفلسطينيين لصالح المستوطنين.

تستمر سلطات الاحتلال في استخدام “عدم الترخيص” كذريعة لهدم المنشآت، رغم أن الفلسطينيين في هذه المناطق يعانون من قيود صارمة تحول دون قدرتهم على الحصول على التراخيص اللازمة،  في حين يتم منح المستوطنات التراخيص بسهولة، ويُسمح لها بالبناء والتوسع على الأراضي الفلسطينية. هذه السياسات تهدف بشكل مباشر إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرًا لصالح مشاريع استيطانية تهويدية، وهو ما يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

منظمة “البيدر للدفاع عن حقوق البدو” أدانت بشدة هذه الإخطارات، واعتبرتها جزءًا من سياسة تهويد الأراضي الفلسطينية في الأغوار الشمالية , وأشارت المنظمة إلى أن الاحتلال يسعى لإفراغ الأغوار من سكانها الأصليين من خلال فرض قيود قاسية على الفلسطينيين في المنطقة، ومنعهم من التوسع أو البناء على أراضيهم ، كما أكدت أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تنفيذ أهداف الاحتلال الرامية إلى السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى مناطق خاضعة للاستيطان اليهودي.

دعت منظمة “البيدر” إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف هذه السياسات العدوانية، التي تهدد مستقبل الفلسطينيين في الأغوار ، وأكدت المنظمة أن استمرار هذه الإجراءات سيؤدي إلى مزيد من التضييق على الفلسطينيين، ويؤدي إلى فقدانهم لأراضيهم ومصادر رزقهم.

كما ناشدت المنظمات الحقوقية الدولية اتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين، داعية إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية , تتزايد التهديدات في منطقة الأغوار الشمالية مع استمرار تصعيد الاحتلال، ويواجه السكان الفلسطينيون تحديات كبيرة للبقاء في منطقتهم , إن هذه السياسات الاحتلالية التي تهدف إلى تهويد المنطقة وتهجير سكانها تمثل أحد أكبر الانتهاكات للقانون الدولي، وتشكل خطرًا حقيقيًا على الهوية الفلسطينية في الضفة الغربية.

إن الوضع في الأغوار الشمالية يشهد تزايدًا في الصراع بين الفلسطينيين الذين يتمسكون بأرضهم وحقوقهم، وبين الاحتلال الذي يسعى لإزالة الوجود الفلسطيني بشكل تدريجي , ومع استمرار هذه السياسات العدوانية، يبقى المستقبل في هذه المنطقة مفتوحًا على تحديات كبيرة، مما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الممارسات غير القانونية.

ختامًا، تبقى الأغوار الشمالية ساحة صراع مفتوحة، حيث يعكس كل يوم جديد تحديًا جديدًا أمام الفلسطينيين الذين يواجهون محاولات الاحتلال المستمرة لاقتلاعهم من أراضيهم ، ومع إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم، يبقى الأمل في أن تتدخل المؤسسات الدولية لوقف هذه الممارسات والضغط على الاحتلال للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.