5 أعوام على إعدام مصطفى يونس برصاص حراس المستشفى.. دون محاكمة وعقاب!
فلسطين 48

5 أعوام على إعدام مصطفى يونس برصاص حراس المستشفى.. دون محاكمة وعقاب!

صدى نيوز - انقلبت حياة عائلة الحاج محمود يونس من قرية عارة في منطقة المثلث، يوم 13 مايو 2020، بعد إعدام حراس مستشفى "شيبا - تل هشومير" في مدينة رمات غان، ابنها الشهيد مصطفى يونس (26 عامًا)، والذي كان في حينه برفقة والدته لإجراء فحص طبي وتلقي العلاج الذي كان يواظب عليه، إثر معاناته مرض الصرع.

في حين، خرج يونس بعد إنهاء العلاج برفقة والدته من بوابة المستشفى الرئيسية، أحاط حراس الأمن المركبة التي كانت تقودها الوالدة وبجانبها ابنها، اقتادوا يونس من المركبة، ومن ثم أطلق الحراس النار عليه من مختلف الجهات، حيث أصابته بعدة رصاصات في القسم العلوي من جسده، ما أسفر عن استشهاده على الفور، أمام والدته.

حين طالبت عائلة الشهيد يونس دفن ابنها في مسقط رأسه، نقلت الشرطة الإسرائيلية جثمانه إلى قرية عرعرة بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، عوضا عن عرعرة في منطقة المثلث، واعتبر الأهل ذلك "محاولة لتأخير الجنازة"، وبعد انتهاء الجنازة اعتدت الشرطة على الأهالي الذين تظاهروا رفضًا للجريمة التي ارتكبها عناصر أمن المستشفى بحق يونس، إذ أغلق المتظاهرون شارع وادي عارة الرئيسي، وقمعت الشرطة المظاهرة برش المياه العادمة وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، واعتقلت نحو 20 متظاهرا.

أغلقت النيابة العامة الإسرائيلية ملف الشهيد مصطفى يونس، يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وذلك بادعاء أن "قرار إغلاق الملف اتُخذ بعد فحص الأدلة وجميع ملابسات القضية"، وأن حراس الأمن تصرفوا وفقا للإجراءات بعد تعرض أحدهم للطعن واعتقادهم أن ما جرى "هجوم إرهابي"، على حد تعبير النيابة الإسرائيلية.

أقامت عائلة يونس دوّارا يحمل اسمه في الحي الذي تسكنه بعارة، ترممه وتصونه وتهتم به، وذلك تخليدًا لروح ابنها.

وقال والد الشهيد مصطفى محمود يونس، إنه "بعد أشهر تحل الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد ابني مصطفى، وخلال هذه السنوات قلبت حياتنا رأسًا على عقب. عندما كان مصطفى بيننا كان طعما للحياة، ولكن بعد استشهاده تغير كل شيء. مصطفى ابننا البكر كان كل شيء بالنسبة لنا".

وعن ادعاء أن "الفقدان يُنسى مع مرور الوقت"، قال الوالد الثاكل، إن "كل هذه المقولات خاطئة، لا يمكن لأم أو أب أن ينسى ابنه الذي كان بالنسبة له كل شيء. بين الحين والآخر أجلس على مدخل المنزل، وانتظر مصطفى لعله يأتي. لا يمكن نسيان الابن أبدًا مهما طال الزمن، إنه فلذة كبدي".

يستذكر الوالد يونس اللحظات ما قبل خروج ابنه إلى المستشفى، قال إنه "قبل أن يخرج مصطفى مع والدته إلى المستشفى، زرع شجرة ليمون بجوار المنزل، ومن ثم توجه إلى المستشفى، ومنذ ذلك الحين أطلقنا على الشجرة اسم شجرة مصطفى".

وعن دوار الشهيد مصطفى يونس في عارة، قال الوالد إنه "أقمنا دوّارا في عارة أطلقنا عليه اسم دوّار الشهيد مصطفى يونس، إحياءً وتخليدًا لروح ابني، إذ رممنا الدوّار، ووضعنا عليه صورة مصطفى وسيرته الطيبة، وذلك حتى يبقى اسم مصطفى خالدًا بين الأهالي وكل من عرفه".

وتطرق الوالد إلى إغلاق ملف الشهيد مصطفى يونس من قبل النيابة العامة، وقال إنه "من المؤسف أنه لا أحد يعترف بأن مصطفى قُتل ظلمًا وبدم بارد، وفي المكان الذي قصده للعلاج، ابني كان في المستشفى من أجل العلاج، وليس لهدف آخر، وحرس المستشفى قتله عوضا عن حمايته".

وأكد يونس أن "ما حصل مع مصطفى هو إعدام من قبل حرس المستشفى الذين أطلقوا النار عليه بطريقة وحشية، إذ إن الحراس اتخذوا قرارًا بإعدام ابني، وهذا ما قاموا به فعلاً على أرض الواقع، أعدموه بدم بارد، كان من الممكن السيطرة على مصطفى من خلال الغاز أو طرق أخرى، ولكن ليس إعدامه وقتله بـ6 رصاصات في صدره".

وعن المسار القانوني، قال الوالد "نصر على تقديم القتلة إلى القضاء وإنزال العقوبة المستحقة بهم، إذ إن الحراس الذين قتلوا ابني لم تُكشف هويتهم حتى اللحظة، ولا نعرف من هم، ونحن نصر على محاكمتهم ومحاسبتهم قضائيًا، ولن نتنازل عن حقنا، على الرغم من أن انعدام الثقة بهؤلاء، ومن غير الممكن أن يعترفوا أنهم قتلوا أحدا".

وختم الوالد حديثه بالقول إنه "ما زلت، أنا ووالدته، منذ لحظة استشهاده نزور ضريحه كل يوم جمعة، لا يمكن أن ننسى ابننا أبدًا، وكل سعادة الدنيا لا تعوضنا عن ابننا مصطفى الذي كان كل شيء بالنسبة لنا، وفقدناه بدم بارد" .

المصدر: فلسطين 48